أضف إلى المفضلة
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025
الجمعة , 24 كانون الثاني/يناير 2025


على ماذا يقتتلون؟!

بقلم : ماهر ابو طير
29-06-2014 01:22 AM
القتال في العالم العربي لايتوقف، لا في رمضان، ولاغير رمضان، وعرب الجاهلية الاولى كانوا يتوقفون عن القتال في الاشهر الحرم، فيما عرب الجاهلية الثانية، لايتوقفون.
في كل الحالات، لاتعرف في اكثر الحالات لماذا يقتتل العرب هذه الايام، فالدول التي تشهد قتلا وذبحا، دول مدمرة، او في طريقها الى الدمار، وبرغم ذلك يتواصل القتال على الانقاض، والمنتصر اياً كان سيجلس فوق كومة من الانقاض في نهاية المطاف؟!.
في دولة مثل اليمن، فإن الفقر والبطالة والامراض والمديونية، وخراب حياة الناس، لم تمنع احدا من صراع السلطة،اذ يقتتلون يوميا.
لاتعرف ماهو الفرق بين المنتصر والخاسر؛ لأن كليهما يعرف ان قتاله لن يؤدي الى نتيجة، سوى الفوز بدولة خربة،لاماء فيها، ولابينان ولاتعليم ولاصحة، ولامستقبل ايضا؟!.
كنا نعرف ان القتال يجب ان يكون مبررا، والقتال من اجل كنز من ذهب، او نفط، مفهوم، غير ان القتال من اجل حكم بيت مهدم امر مثير حقا.
في السودان القتال -ايضا- اخذ البلد الى سودانين، واحدهما انفجرت فيه الحرب مجددا، وشماله يعاني من اوضاع مأساوية، وبرغم ذلك يتواصل القتال، ويحرق مال الناس، ويبدد مواردهم، في الحروب، بدلا من تعليم الناس وعلاجهم، وتأمينهم بخبز يومهم، ولاتعرف لماذا يتواصل القتال، فعلى اي سودان تقتتلون اليوم؟!.
ذات القصة تراها في سورية، البلد الذي كان غنيا ومكتملا، دون مديونية، وهو اليوم بات دولة محطمة كليا، خرابا في كل مكان، وبحاجة الى مئات المليارات من اجل اعادة البناء، وبرغم ذلك يقتتلون، ولاتعرف اي بلد ستتم وراثته هنا، فالمنتصر سيرث بلدا مدمرا بحاجة الى قرون حتى يعود الى سابق عهده، والخاسر غاضب على خسارته،لاخسارة بلد؟!
في العراق قصة مختلفة قليلا فالبلد الغني جدا، والذي تتجاوز موازنته مائة وخمسين مليار دولار سنويا، يقتتل كل من فيه، ومثله لايجد اهله الكهرباء ولا الماء النظيف ولافرص عمل فيه، ولاحياة آمنة، وبرغم ذلك تهدد مكوناته بعضها البعض، ويحرقون وجوه بعضهم البعض، فلا تعرف على اي عراق يقتتلون، العراق الغني المستقر، ام العراق المقسم الفقير الغارق بالجهل والامية والكراهية والخارب والمفخخ بالموت؟!.
لو ذهبنا بعيدا فإن الصومال انموذج هام، فالقتال فيه حرق الاخضر واليابس، وبلد يعاني من المجاعات والفقر، ولاموارد فيه، ولامنجزات، تجد اهله لديهم القدرة على الاقتتال، ولاتعرف -ايضا- على ماذا يقتتلون، على حكم الخراب والمهدوم، ام على زعامة بلد مفلس ومصاب بالمجاعات والامراض والبلايا؟؟، وصوملة العالم العربي، واضحة في كل مكان.
في كل حروب الدنيا، هناك هدف يستحق الموت لاجله، وهناك خطة لما بعد الحرب، باستثناء دولنا، التي تقتتل لمجرد الاقتتال، وتهدم المهدوم، ولاترى امة في حياتك تقتتل على زعامة المقابر القومية، او لحجز ضريح فيها، مثل امتنا، وهكذا زعامة، يتساوي فيها، من فوق الارض، بمن تحت الارض، ولكل واحد شاهده المنصوب والمزيف.
نفهم ان تقتتل الشعوب والانظمة على دول تستحق ان يتم حكمها، لكننا لانفهم القتال ولا مواصلته ايضا، على دول اصبحت مجرد ذكرى، وباتت مجرد انقاض، لاتستحق ان تمر قربها، لأنْ تحلم بأن تحكمها، او ان تصارع على سلطتها، او ان تبقى لتعيش فيها.
على ماذا يقتتلون؟ والسؤال مفرود لمن يعرف الاجابة عن شعوب لاتجد خبزها ولاكتابها، لامستشفى فيها، ولاشارع،لاجامعة ولامدرسة.
وبرغم ذلك يقتتلون، والكل في جهنم الحمراء، وكل واحد منهم يجد الوقت لقتل الاخر وتقطيع اوصاله وسط الحريق!.
(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-06-2014 12:39 PM

أستاذ ماهر لاحظ الفرق بين حركات التحرر في العالم و بينها عند العرب:

حركات التحرر في العالم تعلن بوضوح ما تقاتل من أجله، من أجل تحقيقه.

أما حركات العبث في الوطن العربي فهي تعلن ما تقاتل ضده و تجتمع على قصد إزالته، و بعد أن يزول تكتشف أنها لا تملك رصيدا من المعرفة أو الاستراتيجية أو الخطة لتحقيق ما ترغب فيه.

و نجد أن شيوخ الدجل و القتل و فقه الحيض و النفاس و تقصير الثوب و تنقيب النساء و قمع المرأة و نحر المخالفين و مص طاقة الحياة من جسد الناس هم من يتصدرون المشهد.

و لك أن تراقب تعليقات كثيرة هنا لتكتشف مدى البؤس الفكري و اللاإنساني و الأخلاقي الذي يسيطر على كثيرين يرون أن الإسلام لا يقوم إلا بالدماء و الأشلاء و هم أنفسهم أكثر المسيئين للإسلام لا أعداؤهم فأي خير في إسلام دموي فاشئ بغيض لا يأتي به سوى قتلة و مجرمون و سفاحون ثم يصرخون الله أكبر هذا دين الله.

أستاذ ماهر يجب أن يعود الدين للمسجد و يجب كسر سيطرة شيوخ الدجل على المجتمع و يجب توعية الشباب ضد هؤلاء المتاجرين بالله و المتاجرين بالدين و المتاجرين بحياة شباب هذه الأمة.

فلنعترف بذلك.

2) تعليق بواسطة :
29-06-2014 01:59 PM

عندما كنا اطفالا في المدرسه كان هناك دائما ولدا الجميع متفق انه مسقع . بسبب قصصه الخياليه التي يرويها وابتسامه بلهاء دائمه معلقه على فمه . وكان كثير الحديث ويخرج رذاذ لعاب عند الحديث . ومواضيعه وقصصه مضحكه .

وكان له اصدقاء مثله ( مسقعين ) يؤيدونه فيما يكذب .
ساقالله على تلكم الايام كم اشتقنا لهم . ولكن البركه بهؤلاء المسقعين الجدد الذين يذكرونا بهم .

3) تعليق بواسطة :
30-06-2014 10:25 AM

واضح أن جسدك كبر بينما عقلك ظل طفلا
بعد الإفطار سأحضر لك بكيت شيبس و بيبسي
و زميرة
حتى تضلك تزمر للي بضحكو عليك و بيغسلو دماغك

دع الكاتب و مؤيديه لمن يحسن الفهم
صحتين على قلبك الشيبس

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012