أضف إلى المفضلة
السبت , 25 كانون الثاني/يناير 2025
السبت , 25 كانون الثاني/يناير 2025


أنا مرعوب!

بقلم : د.محمد ابو رمان
07-07-2014 02:11 AM
خلال الأيام القليلة الماضية فقط، شهد الأردن مشاجرات عنيفة أدت إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. وقد جاء أغلبها على خلفية قضايا سخيفة، لكنّها تكشف حجم النزق والمعدّل المرتفع للتوتر الاجتماعي، ليس في رمضان فقط، فهذا 'العنف البنيوي الاجتماعي' أصبح بمثابة ظاهرة اجتماعية منذ أعوام!
في جبل الجوفة، تحوّل لعب أحد الأطفال بالمفرقعات النارية إلى مواجهات مسلّحة بين عشيرتين، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين، واستخدام للأسلحة النارية، ثم أعمال شغب وعنف وإحراق ممتلكات، وترحيل عائلات، وحملة اعتقالات، في محاولة لفض الاشتباك بين الأطراف المختلفة.
الحال لم تكن أفضل في منطقة وادي السير؛ إذ سرعان ما انتقل الخلاف حول وقوف إحدى السيارات أمام منزل أو ممتلكات لأشخاص، إلى تبادل لإطلاق النار. ولم يسلم حتى رجال الأمن العام، كما يُظهر تسجيل مصوّر، من هذه المواجهات.
خلال الفترة القصيرة نفسها، يمكن ذكر حالات أخرى شبيهة؛ سواء في الوحدات أو الزرقاء، هذا بالإضافة إلى الجرائم الغريبة و'انفلات الأعصاب' في الشارع، بالتوازي مع انتشار السلاح واستسهال استخدامه في المشاجرات الاجتماعية والجامعية!
كذلك، عاد السلاح للحضور في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، بصورة رهيبة. إذ تُستخدم أسلحة كثيفة ومتطوّرة، بلا حسيب ولا رقيب، وكأنّه أمر قانوني ومشروع. وفي أحيان كثيرة يكون ذلك على مرأى من المسؤولين والأمن، من دون أن يتذكر أحدٌ من هؤلاء تلك الحملة الواسعة لمنع استخدام السلاح في المناسبات الاجتماعية، والتي نجحت حينها في الحدّ بصورة واسعة من هذه الظاهرة، قبل أن يتراخى الأمن، أو بعبارةٍ أخرى ينام المسؤولون، فتعود هذه الظاهرة إلى الانتشار، بل أصبحت أكثر خطورة مما سبق!
ما نزال نتحدث عن 'كلاشينات' و'بمبكشن' و'مسدسات'. لكن أخشى إن بقي هذا التراخي والعجز الرسمي، أن نتحدث غداً عن أسلحة أخرى أكثر تطوراً، مع سوق السلاح المزدهرة حالياً، وفي الوقت الذي ينمو فيه ويصعد تيار يؤمن بخطّ تنظيم 'الدولة الإسلامية'، وشهيته مفتوحة على العمل في الأردن!
بالعودة إلى النقطة المركزية في المقال، وهي ظاهرة العنف والنزق والتوتر الاجتماعي، فإنه يصعد مرّة أخرى السؤال الأساسي، الذي بدأ كثيرون بطرحه منذ أعوام (لكنه يزداد إلحاحاً اليوم مع التدهور المستمر في الظواهر الاجتماعية)، وهو: ماذا حدث للأردنيين؟! هل ما يحدث أمر طبيعي؛ أم غريب ومقلق ومزعج؟! ماذا حدث للناس حتى أصبحوا على هذه الدرجة من الاستعداد للعنف والقتل والجريمة؟
هل هو انهيار في الأخلاق؛ أم في صورة الدولة وقيمها وفي ثقة الناس فيها وفي القانون؛ أم في الطبقة الوسطى التي تمثّل صمام الأمان في المجتمع؟ أم بسبب الظروف الاقتصادية والفقر والحرمان الاجتماعي؟! أم بسبب غياب الوازع الديني والأخلاقي؟ وعند هذه النقطة تحديداً، لماذا يصبح فكر المجتمع الديني أكثر انغلاقاً وتشدداً؛ فتنمو التيارات المتشددة وتتوارى الأصوات المعتدلة التجديدية؟
أصحاب القرار يصرّون على 'أننا بخير'؛ فهم يقارنون البلد بما يجري حولنا من كوارث. لكن هذه القناعة ستصبح سلبية وخطرة، إذا كانت تدفع إلى الدعة والركون، بينما المياه تجري تحت أقدامنا، ولا نرى أن ما يحدث من تحولات لا يدفع إلى الراحة ولا إلى الاطمئنان!
دولة الرئيس؛ أيها المسؤولون؛ أنا، كغيري من المواطنين الأردنيين، مرعوب مما يجري. وأعتقد أنّ الأمر يستحق تفكيراً عميقاً في الأسباب والنتائج والمؤشّرات التي نراها؛ فهل لدينا دراسات أو قراءات موضوعية لهذه الظواهر وخطورتها على السلم الأهلي والاستقرار الاجتماعي، أم أنّنا في حالة إنكار كامل؟
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-07-2014 05:41 AM

و نحن مرعوبين أيضاً
قبل حوالي شهر خرج مدراء الأجهزة الأمنية في مديرية الأمن العام في مؤتمر صحفي قدموا فيه حقائق مرعبة (http://www.alrai.com/article_m/651020.html) محتوى اللقاء الصحفي لم يخيفني فقط بل دب الرعب في أوصالي .. و هنا تذكرت مقولة الأمن و الأمان ....
١- ""وقال جانبك انه وخلال عام تم ضبط 49689 و ضبط9581 مركبة مسروقة خلال 5800 حملة امنية""
اخواني ٤٩٠٠٠ الف مطلوب تم إلقاء القبض عليهم ... اذا ما عدد المطلوبين الذين لم يتم القبض عليهم ..
٩٥٠٠ مركبةً تم ضبطها ... اذا ما عدد المركبات التي مازالت مسروقة او مطلوبة ... و التي يقوم مالكيها بالتفاوض عن السارقين مباشرة دون وساطة الأمن العام ....
٢- ""اما العقيد سامي عسكر مدير مكافحة المخدرات فقد اكد اننا ضبطنا اكبر كمية كوكائين في الشرق اﻻوسط كانت عبارة عن 319 كغم من الكوكائين فيما تم ضبط 465 شخص غير اردني عام 2013 و 628 غير اردني عام 2014 و ضبط 44 كغم حشيش 2014 و 263 كغم عام 2014 و 44 كغم 2013 وحبوب كبتاجون 2013 , 12 مليون حبة و 17 مليون عام 2014 و هيروين 84 كغم 2013 و 58 كغم 2014 فيما عدد القضايا عام 2013 كانت 2654 و 3862 قضية عام 2014 "".

اذا ما حجم المخدرات التي تم استهلاكها في السوق المحلي ... كم عدد المتعاطين ... و تقوم الدولة بكرم غير مسبوق بإعفاء المتعاطي للمرة الاولى ...

طبعا لم يتم ذكر العصابات الإجرامية المنظمة و كلنا نذكر عملية مداهمة الكمالية و الهاشمي الشمالي و ماركا ... و مشاجرات السيوف و الخناجر و البومب اكشن ...

هل يحق لي ان أكون مرعوبا ... نعم ... نعم .. نعم ..

الزول

2) تعليق بواسطة :
07-07-2014 10:42 AM

اخ محمد ارجوك لا تتحدث عن الطبقة الوسطى في المجتمع الأردني -- حيث لاطبقة وسطى بفعل الدولة ومؤسساتها -- فقط طبقة تزداد غنى فاحش - أذاقها الله وبال الدنيا والأخره -- وطبقة فقيرة عليها النهوض بثورة عارمة جارفة لجل السفلة ونقطه على السطر -- ثورة سلمية تتطيح برؤوس الفساد --- طبقة فقيرة سيكون فقرها سبب لحراكها وثورتها --- لكن خوفي وخوفي ان يجني الجبناء فقط نتاج هذه الثورة ان حدثت --- اني اسمع حسيس الجمر في هذه الطبقة والله .

3) تعليق بواسطة :
07-07-2014 02:00 PM

والغريب ان كل الامور التي تزداد منها الشكاوي كلما ازدادت الشكاوي تزداد اكثر وكأنما هناك تغذية من قنوات سرية لزيادة اسباب التوتر، المفرقعات التي سببت وتسبب الازعاج وأقلاق الراحة العامة في كل المدن والاحياء وقادت الى حدوث مشاجرات وطوش ووقوع ضحايا وهي محط شكوى من قبل الناس كل يوم فأن الحكومة لم تفعل شيء سوى انها اعلنت العام الماضي انها منعت استيراد تلك المواد ومنذ تاريخ هذه الاعلان والظاهرة تزداد بإكثر من قبل وسيارات وباصات فان تجوب الشوارع وتوزع هذه المفرقعات على المحلات والبقالات وكأنهم لا يعملو انه ممنوعة فأن كانت ممنوعة من الخارج فمن أين تأتي من الداخل ومن يصنعها ومن له مصلحة في استمرار ظاهرة التوتير الاجتماعي ؟؟؟

4) تعليق بواسطة :
07-07-2014 02:23 PM

ما نحن به دكتورنا وانت اللبيب ما هو الى نتاج التفكيك الممنهج للدولة الاردنية السائر بكفاءة واقتدار وحسب المددة المقررة ابتداء بمنظومة التعليم وما جلبته لنا سيداو واخواتها ورعاتها من دما ونحدار لاخلاق نسائنا واطفالنا لاترتعب ولا على بالك في ظل شعوب امتهنت العبودية القادم افظع

5) تعليق بواسطة :
07-07-2014 11:57 PM

نعم انا مايجري مخيف ويحتاج لوقفة طويلة ولا نبالغ ان قلنا ان مايجري ليس الا مؤامرة يراد بها القاء الدولة في دائرة الشك ، المجتع الاردني يتعرض لنكبات اقتصادية واجتماعية الله وحده يعلم نتائجها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012