أضف إلى المفضلة
الأحد , 26 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
د . منذر الحوارات يكتب : قرار أمريكي مخيب للآمال الملك يهاتف ترامب مهنئا الأردن استورد مليون رأس غنم العام الماضي وصدر 750 ألفا مشاجرة في مرج الحمام تسفر عن إصابة شخصين الأسير الأردني حويطات يرفض الإفراج عنه لعدم إبعاده إلى المملكة وصول 70 أسيرا فلسطينيا إلى مصر الفنادق تعفي منشآت الجنوب ومادبا من رسوم الاشتراكات وخصم 50% لباقي المنشآت بالمملكة 55 طن مصوغات معادن ثمينة تتعامل معها "المواصفات" العام الماضي الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار إعلام عبري: مشاهد الإفراج عن الأسيرات هزت إسرائيل اتصال هاتفي يطيح بشخصين خطيرين بعمان.. والمحكمة تقول كلمتها منصة وتوقيع ومسيرات .. رسائل من المقاومة في تسليم المحتجزات - صور رئيس مجلس إدارة " البوتاس العربية" والرئيس التنفيذي للشركة في حوار موسع مع "بترا" شؤون الأسرى: أردنيان ضمن صفقة تبادل السبت الحويطات واللوزي انخفاض قيمة مستوردات المملكة من النفط والمجوهرات والحبوب خلال 11 شهرا لعام 2024
بحث
الأحد , 26 كانون الثاني/يناير 2025


شيء ما يموت فينا

بقلم : جمانة غنيمات
19-07-2014 01:03 AM
عشرات الشباب يتحرشون بفتاتين في إربد. الفيديو الذي يوثّق الواقعة ينتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتداوله الناس؛ بعضهم بدم بارد، وآخرون بحرقة وأسى على الانحطاط الذي بلغته فئة من المجتمع.
حادثة إربد سابقة، الأغلب أنها لم تحدث من قبل أبداً. لكن وقوعها يعكس حالة الدمار التي لحقت بمنظومة القيم، والتهتك الذي أصاب العقل الجَمْعي، إلى مستوى لا يمكن السكوت عليه، ويقرع الباب بقوة لتنبيه الجميع إلى سوء الحال التي بلغناها.
كذلك، يعكس تردي الأوضاع حالة اللوم شبه العامة للضحيتين. فبدلا من إدانة عامة لا تقبل التردد، نسمع صوتا يدين الفتاتين لأسباب سطحية، تعكس ذكورة مجتمعية ما تزال ترى في النساء تابعا.
أيضاً، باتت جرائم القتل ظاهرة شبه يومية، تُرتكب بدم بارد، لأسباب واهية سخيفة، في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها، وكأن إزهاقَ روحِ أيٍّ كان صارت مسألة سهلة، يقبلها المجتمع باعتبارها أسهل الطرق لإنهاء الخلافات وحسمها! وطبيعي بالنتيجة أن تزيد جرائم القتل بداعي الشرف، طالما أن إزهاق الأرواح مقبول. فيما المشاجرات لا تتوقف؛ إذ لا تمضي ساعات إلا ونسمع أنباءً من هذا النوع.
صورة بانورامية للمجتمع، تُظهر مدى التشوهات التي صرنا نعاني منها، ونكتشف معها أن شيئا ما يموت في داخلنا؛ نقتله مع سبق إصرار وترصد، وهو تسامحنا وسواه من قيم، إلى درجة نفتقد معها إنسانية كانت تسهّل الحياة أكثر، لكننا صرنا نضيق بالآخر ولا نحتمل اختلافه معنا.
ما الذي تغيّر؟ وما الذي يقود إلى استباحة كل شيء؟ ما الذي يجعل البعض يظن أنه فوق المساءلة وأهم من القانون؟ ومن أين بدأت تنتج هذه العقلية؟ وما هي الظروف التي خلقت هذه البيئة المواتية لكل هذه الاختلالات؟
المتهم الرئيس في ارتكاب الجرم، هو الفقر، وكثيرا ما يؤشَّر إليه على أنه السبب وراء كل ما يحدث. لكن السؤال هنا: هل كان المجتمع الأردني يوما مجتمع رفاه وثراء، ثم حط عليه الفقر فجأة مسببا كل هذا الخراب؛ يقتل قيمنا ويدمر أخلاقنا؟ الجواب ببساطة: لا.
البطالة أيضا متهمة، وآلاف الشباب الذين يعانون من الفراغ وانعدام الأمل، شركاء في الجريمة؛ يدفعهم شعورهم بالإحباط إلى تحطيم كل ما هو جميل، انتقاما من سياسات ظلمتهم، ولم تلبِّ احتياجاتهم كما تطلعاتهم لمستقبل آمن.
أصابع الاتهام توجه كذلك إلى مقولة 'الأمن والأمان' التي تتغنى بها الحكومة، من دون أن تدرك فعلا أن الأمن الاجتماعي والاقتصادي اللذين تفشل في توفيرهما، هما الأهم في منظومة الأمن الشامل؛ كما لا تعلم أن الاستخدام الفضفاض لمصطلح 'الأمن والأمان' قد أدى إلى إفقاده بريقه في ظل كل هذه الجرائم، والخشية أن نفقده بكل معانيه إن لم يوضع حد لتنامي مستوى الجريمة.
أما الظروف الاقتصادية الصعبة، ومن نتائجها تقهقر الطبقة الوسطى الرصينة المتعلمة والواعية والمؤمنة بالقانون، فهي أيضا جزء من شبكة عوامل الإجرام التي ولّدت مجتمعا لا أباليا تجاه كل ما يحدث حوله، فصار مبدأ الغالبية فيه 'اللهم نفسي'، ومقتضاه النأي بالنفس عن المحيط، والانشغال بلقمة العيش التي أنهكت الجزء الأعظم من الأردنيين حدّ الإعياء.
غياب الديمقراطية وأدوات التمثيل، وشعور البعض بالتهميش السياسي إضافة إلى الاقتصادي، واتساع فجوة الثقة مع الحكومات، أوصلت جميعها أيضاً إلى ذات النتيجة، فهي مدانة بدورها بجرم قتل القيم والأخلاق.
بصراحة، الجميع شركاء في قتل شيء ما فينا.
(الغد)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-07-2014 02:17 AM

اصابع الاتهام يجب ان توجه الى مايسمى الثقافىه العلمانيه المنحله التي زرعتوها في نفوس الشباب عشرات السنين وهذه هي النتائج بعد ان حاربتم فضائل الاسلام واخلاقه احصدوا مازرعتم ...

2) تعليق بواسطة :
19-07-2014 06:12 AM

يعني حسب فهمك العميق لفضائل الاسلام واخلاقة فإن شعوب اوروبا تتمسك بها حيث تنعدم عندهم مثل هذه التصرفات الهمجية يا دبوس افندي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012