أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


لماذا منح "التجمع الديمقراطي" الثقة للحكومة؟

02-01-2011 07:36 AM
كل الاردن -

 

بسام حدادين

 

 

لا اذيع سراً إذا قلت إن 'التجمع الديمقراطي النيابي' كان ذاهباً باتجاه حجب الثقة عن حكومة الرئيس سمير الرفاعي. وانقلب الموقف إلى أغلبية مانحة للثقة (6 من 8) بعد اللقاء الثاني مع رئيس الوزراء قبل ساعات من التصويت على الثقة، وبحضور الوزراء: أيمن الصفدي وناصر جودة وموسى المعايطة وأحمد طبيشات.

ما الذي جرى في هذا اللقاء بين الفريق الحكومي ونواب 'التجمع' الثمانية؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال من الضروري التنويه الى ان لقاءات وحوارات مطولة، سبقت هذا اللقاء مع الرئيس وفريقه. كان أولها لقاء مع الرئيس واثنين من نوابه (الكركي وسرور) واثنين من الوزراء (المعايطة وطبيشات). جاء هذا اللقاء في سياق لقاءات الرئيس مع الكتل النيابية قبل ان يعرض الرئيس امام مجلس النواب خطة عمل الحكومة. كان هذا اللقاء مناسبة للتعرف عن قرب على الرئيس وفريقه والعكس كذلك. وكان اللقاء بمثابة جس نبض متبادل، بعد ان كشف الحوار عن اهتمامات واولويات كل طرف وطريقة تفكيره.

لم يرسل 'التجمع' في هذا اللقاء أو اللقاءات الفردية العابرة، أي إشارات يفهم منها ان 'التجمع' سيمنح الثقة، بل على العكس، كانت تصدر اشارت باتجاه الحجب، ما دفع أيمن الصفدي نائب الرئيس ومنظر الحكومة لدعوة اعضاء 'التجمع' الى جلسة حوار مفتوح في منزله، استمرت لاكثر من اربع ساعات. كان الصفدي خلالها يجهد نفسه ويجمل كل الحجج ليقنع الحضور بالفكرة التالية: هذه الحكومة - حكومة الرفاعي - جادة في الإصلاح السياسي وملتزمة تماماً بما جاء في خطبة العرش. وانتم اصلاحيون يجب ان تدعموا هذا التوجه وتساندوه. وكان نواب 'التجمع' يفحصون النوايا بأسئلة تطال كل محاور الاصلاح السياسي. اما في المجال الاقتصادي والاجتماعي فقد توافق المتحاورون على أن هناك تباينات.

اعترف بأن هذا اللقاء خلخل موقفي من الحجب. وبدأت أطرح على نفسي الاسئلة التالية: هل نحن الثمانية (نواب التجمع) نملك اكثر من القوة المعنوية التي نملكها بصفتنا سياسيين ممارسين من خلفيات يسارية؟ هل بإمكاننا ان نغير ميزان القوى داخل المجلس؟ لكن السؤال الاهم الذي كان يؤرقني ونواب 'التجمع'؛ ما هو انعكاس موقف اعطاء الثقة للحكومة، على صورة 'التجمع' لدى الرأي العام والجمهور الذي منّى النفس بوجود 'رأي آخر' في مجلس النواب، حتى لا أقول إنه عول على وجود معارضة تملأ فراغ غياب المعارضة الاسلامية. وبحوار مع بقية نواب 'التجمع' وجدت ان الجميع مسكون بهذه الاسئلة. وعلى هامش حواراتنا الداخلية كان الرفيق موسى المعايطة، يلح علينا للقاء ثان مع الرئيس لأخذ تعهدات واضحة منه، حول توجهات الحكومة الاصلاحية وكان يستشعر الحرج، اذا ما حجب 'التجمع' الثقة عن حكومة يشارك فيها. فكان اللقاء الثاني مع الرئيس الذي أشرت له في بداية المقال.

كان الرئيس الرفاعي يتحدث في هذا اللقاء، بلغة حاسمة قاطعة، من أن الحكومة ستلتزم، بكل ما جاء في خطبة العرش من توجيهات اصلاحية، وأن الحكومة مهتمة جداً بان يكون 'التجمع' منحازاً لهذه التوجهات الإصلاحية التي تلتزم بها الحكومة، من خلال منح الثقة لها. وهذا من شأنه إرسال رسالة إلى المجتمع، من ان الكتلة الاصلاحية في مجلس النواب تدعم توجهات الحكومة الاصلاحية. وخاطب الرئيس اعضاء 'التجمع' قائلاً: نريد ان نقيم معكم شراكة حقيقية، عبر حوار مفتوح لتبادل الرأي والأفكار في كل محاور الإصلاح المنشود.

اعترف بأنني وجدت نفسي لاول مرة امام التزامات حكومية قاطعة 'للشراكة' واستعداد للانفتاح على الافكار الاصلاحية التي يؤمن بها 'التجمع' وصاغها في وثيقته التأسيسية. وقد كنا لاحظنا أن الحكومة، قد استعارت تعابير 'اليسار الديمقراطي' عند الحديث عن الإصلاح السياسي، ما جعلنا نستبشر بأن الدولة جادة في المضي قدماً لتغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية، وان البلد على عتبة مرحلة جديدة، عنوانها تطوير وتحديث أساليب الحكم. وهذا ما أشرت له في كلمتي أثناء مناقشات الثقة.

نعم.. نحن على اعتاب مرحلة سياسية جديدة. وهذا يملي علينا كإصلاحيين أن لا نتخلى عن دورنا، وأن نلاقي هذا التوجه وندعمه ونعزز من مكانة الساعين إليه، لأننا نعرف ان للإصلاح معارضين في الحكومة وفي الطبقة السياسية الحاكمة.

في السياسة لا تؤخذ المواقف وفق قاعدة 'أبيض وأسود'. الواقعية السياسية التي اختارها 'التجمع' وأعطى الثقة على أساسها، تقوم على قاعدة : تسليف الثقة للحكومة وملاحقة 'العيار على باب الدار'. وسوف يتبنى 'التجمع' سياسة نقدية حازمة في متابعة شؤون الإصلاح السياسي. ولن يتخلى عن دوره في معارضة السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي تتعارض مع توجهاته.

 

(الغد)

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-01-2011 08:54 AM

يا عيب العيب حتى انت بتبرر النفاق الي حصل مع 111 نائب

2) تعليق بواسطة :
02-01-2011 09:19 AM

كلام غير مقنع والكل كان يعرف ان نواة هذه المجموعة كانت ستمنح الثقة في كل الاحوال، وهذه كانت توجهاتها منذ عام 1996 دعم الحكومات مهما كانت توجهاتها

3) تعليق بواسطة :
02-01-2011 09:48 AM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
02-01-2011 09:54 AM

اكيد لو الحكومة عرفت ان 111 نائب اعطوا الثقة كان اوعزت للتجمع الديمقراطي النيابي بحجب الثقة.لكن للامانة حضرة النائب كان مقنعنا بمرافعتها جدا!!!!!!!!

5) تعليق بواسطة :
02-01-2011 01:14 PM

قد تكون نواياكم طيبه ولكن المفجع ان رئيس كتلتكم النمري انبهر بالنيابه التي سعى اليها بجديه وهذا انعكس على تصريحاته المهزوزه والتي اختلفت 180 درجه عن الصحفي الناقد والذي كان موضوعيا احيانا قبل النيابه ومن حقه الان ان يفكر بالوزاره ابو الجوج.................صحتين وعافيه ياشباب

6) تعليق بواسطة :
02-01-2011 03:02 PM

رفيق قال والله صليخ حكي عالفاضي، مانت بالمجلس من ٨٩ احكينا كم مرة حجبت الثقه عن الحكومات المتعاقبة في العشرين سنة الماضية و شو عملت دخيلك ايه الرفيق للشعب الاردني روح ياشيخ كلكم اصحاب مصالح شخصية۔۔۔

7) تعليق بواسطة :
02-01-2011 03:51 PM

هذه تبريرات غير مقنعة وكلها تصب فى مصلحة الحكومة لان اليسار يجب ان يكون فى يسار المجلس ومعارضه ملتزمة لا ان يعطي للحكومة مد اكثر.. يكفي نواب الحكومة ونواب الفزعة ونواب الطبشه ؟؟ انتم اكبر من هيك استاذ لقد خذلتم قواعدكم ؟؟؟

8) تعليق بواسطة :
02-01-2011 04:04 PM

ايها الرفاق هذا كلام لا يرقى لمستوى الاقناع فقد شبعنا من هذا الكلام الانشائي الذي لم يعد المواطن يهتم به او يعيره انتباها
لقد انسجم الرفاق مع الحكومه لدرجه عاليه في الانسجام وغلب على برنامجهم هات وخذ لان وجودهم على الكراسي انساهم ابناء الطبقه الفقيره التي اوصلتهم
وهل استعاره الحكومه لبعض التعابير اليساريه الديمقراطيه كافيه لان تمنحوا الثقه الم تجرب هذه الحكومه من قبل ؟ وتسليف الثقه ايها الرفاق ومع الرقم 111 جعلكم في خانه الحكومه ومع ارتفاع الاسعار والمحروقات وما يترتب عليها من ارتفاع على قطاع النقل وغيره الكثير وكما قال المثل اللي قبع قبع واللي ربع ربع ولن يفيدنا اعتراضكم بعد اليوم

9) تعليق بواسطة :
02-01-2011 04:22 PM

تبرير غير مقنع وأدعاءات غير صحيحة بالجملة والمفرق .
متى حجبتم؟
تدعون انكم الثمانية المختارون لليسار؟من فوضكم ورشحكم ووو؟
أين برنامجكم؟
نحارب دكتاتورية ونتمسك بالكرسي مثلها؟
ندعي بمبدئ ونتصرف ضده وعكس مصالح من يثل هذا المبدأ .
نكابر ـ بل ونتكبر ـ ونستغل الشعارات لمصالح ولأنتهازية غير خافية.
نستحوذ على الشعار نفرغه من اامعنى
ولا عجب..
أخيرآ نحن أيضآ سمعنا وعودآ قاطعة والتزام بلأصلاحمن أكثر من سنة ...فهل كنتم نائمين ؟؟؟؟

10) تعليق بواسطة :
02-01-2011 04:27 PM

تبرير غير موفق اخي بسام اعتقد جازما انت وجميل في وضع صعب جماهيريا

11) تعليق بواسطة :
02-01-2011 04:38 PM

يا حيف الحيف مش عيب مليون الف عيب عليكو شاطرين بخرط الحكي وفلسفه وتنظير

12) تعليق بواسطة :
02-01-2011 05:19 PM

عذر اقبح من ذنب اليسار دائما يغمز شمال ويذهب يمين كل الناس بتعرف ذلك ما عدا اليسار انفسهم

13) تعليق بواسطة :
02-01-2011 05:22 PM

المجرب لا يجرب يا رفيق، وكأن هذه الحكومة ليست امتداد لسابقتها التي وضعت مسخرة الدوائر الوهمية، السؤال المحير هل هذا ثمن دفع فوق الطاولة لشيء مرر من تحتها في الانتخابات؟ ربما يملك الرفيق شنيكات الرد على عذا السؤال بعد التشاور مع الرفيق موسى، رحم الله ايام كان عنا يسار حقيقي، وكل التحية لعبلة ابو علبة وادعوها لترك هذه الكتلة

14) تعليق بواسطة :
02-01-2011 05:47 PM

كلكم خرط وصف حكي ...اذا كانت عزيمه بالبيت غيرت رأيكم واقنعتكم ..اليس هذا رشوه ..الاقناع بتغيير الرأي يجب أن يكون تحت قبة البرلمان بالبرامج الفعليه ..وبعدين الحكومه ليست جديده لاعطائها فرصه ..اعطيت سنه كامله بدون مراقبة البرلمان وخليت الساحه لها سنه كامله .أليس هذا وقت كافي لقراءة نواياها وبرامجها ...تبريراتكم غير مقنعه .المقنع هو أعطائكم وعود بمنافع شخصيه لكم وليس لقواعدكم ...وحطوا بالخرج الله يرحم نواب زمان ...

15) تعليق بواسطة :
02-01-2011 06:18 PM

نعتذر

16) تعليق بواسطة :
02-01-2011 11:44 PM

سعادة النائب
انا بعرف معنى العيار ( الكذاب ) ...على كل حال ما في ورانا اشي حاليا وبدنا ( نلاحق اليسار لباب الدار )
لكن قبل ما تنحل العيار الي قلت عنها ونحن ننتظر الاصلاحات ...الحكومة الحاليه كانت موجودة عام 2010 وما عملت أي اصلاح لا سياسي ولا اجتماعي ولا اقتصادي ...معلش ...بدنا نلاحق اليسار لباب الدار

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012