أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الثلاثاء , 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


العين مهند العزة يدعو أهل غزة للاستسلام والهجرة

03-08-2014 01:37 PM
كل الاردن -
في سابقة هي الأولى من نوعها في الأردن، ورغم كل الأحداث والتعاطف مع الشهداء في غزة، إلا أن سعادة العين مهند العزة أطل علينا يوم أمس بتغريدة من تغاريده المريبة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يدعو من خلالها أهل غزة إلى الهجرة من أراضيهم وترك المقاومة، كونهم بحسب رأيه مستضعفون ولا يقوون على الرد على الهمجية الاسرائيلية، ويؤكد الدكتور العزة أن هذا واجب ديني، ولا يجوز القاومة بين ضعيف وقوي. وأكد الدكتور العزة في مقالتين منفصلتين نشرهما بالأمس على موقعه الشخصي، أن المقاومة في غزة هي مجردة من عنصر المقاومة للوطن وهي مجرد استفزاز فلسطيني للجيش الاسرائيلي. وأضاف العين العزة أن المقاومة لم تنجح أبداً في السابق ولن تنجح في تحقيق النصر، على غرار الثورة الجزائرية التي لم تحصد شيئاً، بل أنها خسرت مليون شهيد 'عالفاضي' حسب قوله.
وتاليا نص ما كتبه العين على صفحته

تعقيباً على المقال الذي نشرته صبيحة هذا اليوم وما واكبه من تعليقات تستحق النظر والتقدير فإنني أقول:
1-. لا شك أنني أتفق مع من قال أنه يتوجب علينا دعم غزة في هذه الآونة ثم بعد ذلك نستخلص العبر والدروس. ولكن السؤال كيف يكون دعم سكان غزة؟ ومتى سنستخلص الدروس؟ إن ذات الكلمات بحرفيتها قيلت حينما دُكت غزة على من فيها قبل 4 سنوات ولم يتغير أي شيء، وكل ما حدث أن ازدادت صواريخ الحركات المقاومة مدى وازداد معها فقر الناس وضنكهم وعدد الوفيات بينهم. فلم نرَ ملاجئ ولو بدائية تقي المدنيين من ويلات مجازر قادمة كما يحدث اليوم، لم نرَ بادرة مصالحة حقيقية وصادقة بين الفصائل المختلفة التي يشتبك أنصارها في مخيمات المنفى في لبنان وأحياناً في عمان ناهيك عن الفضائيات. من أراد دعم أهل القطاع سعى لحقن دماء أطفالهم وضمان تعليمهم وصحتهم ومستقبلهم. إن الأوطان تُحرر برجال وأجيال ألقت خلف ظهورها الخلافات العقائدية والفصائلية والحزبية؛
2-. كيف يكون ما يحدث اليوم من جانب المقاومة امتثالاً لأوامر الله والدين، والله والدين يأمرونهم بعدم القتال والهجرة إلى أرض يأمنون فيها على عرضهم ودينهم. عجب عجاب كيف نأخذ من الدين ما يروق لنا وننبذ ما لا يلقى في أنفسنا هوا! أنا لست متدينا ولا متحزبا، ولكن أعلم تماما أن المسلمين مأمورين بالهجرة من الأرض التي يُعذبون فيها ومن استطاع ذلك ولم يفعل فهو آثم وفي النار.! ألم تقرؤو سورة النساء؟ ارجعو إلى هذه الروابط التي يتحدث فيها كبار علماء الدين الذين لا ينتمون لا لداعش ولا للنصرة ولا لحماس ولا لفتح وستجدونهم يتحدثون عن أثم وعذاب من لا يهاجر فرارا بعرضه ودينه لأن عند المشايخ الأرض كلها لله ففكرة الأوطان بمفهومها القومي ليست واردة، وأرجو الاستماع بعناية للشيخ الأباني وقراءة تفسير الشيخ أبو بكر الجزائري وهو من علماء الحرمين القدماء وتفسير ابن كثير وغيرهم على الروابط التالية، مع التأكيد مرةً أخرى أنني لست ممن يوافقون هذه التواجهات بالضرورة ولكنها من عين العقيدة التي ينطلق منها دعاة الموت حتى آخر طفل في غزة:
http://www.youtube.com/watch?v=-5zNqjYBDCI
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=260368
http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/waseet/sura4-aya100.html
3-. إن كان للمسلمين في رسول الله قدوة حسنة، فما بالهم يتناسون أنه وصل مشارف مكة معتمراً مع صحابته ثم رجع ووقع على ذلك عهدا؟ ما بالهم لا يسترجعون مهادنته لليهود في خيبر وبني قينقاع وبني النظير؟ ما بالهم يتناسون أنه أمر صحبه بالفرار إلى الحبشة؟ لماذا لم يقل لهم؛ لا، اثبتو وموتو ولتُذبحو دون دياركم وبيوتكم وأموالكم؟ أليس هديه شرعا ومنهاجا؟ أليس ما ورد في سورة النساء تأكيداً لما أمر به وفعله؟ لماذا لم يترك أطفال المسلمين ونساءهم وشيوخهم ورجالهم درعا ينال منه أعداؤهم حتى يفنوا أو ينتصروا؟
4-. هل حقاً يصدق الناس أن من فقدت أولادها رضعا وصغارا فرحةً وراضية؟ هل من أفنت عمرها لتبني غرفة ثم هدمت في دقائق تقول ما نقول؟ هل كلنا حقاً وصدقاً لديه استعداد أن يرسل أولاده صغارا وكبارا من خلال الأنفاق لينضموا للمقاومة؟ إذا كان الجواب نعم، فليفعلو ذلك ومن أراد الشهادة لن يعدم وسيلة للوصول إلى هناك، إن تهريب السلاح والعتاد ليس أصعب من تهريب البشر إذا رغبوا أن يموت أطفالهم هناك؟ هل نصرة أهل غزة بالجلوس أمام شاشات التلفاز وإرسال صور أطفال لم نحترم حتى حرمة موتهم على الواتساب والفيسبوك؟
5-. من أعطى أي شخص في هذا العالم الحق أن يقرر ما يريده سكان غزة المغلوبين على أمرهم؟ هل استضافة أم ثكلى وأب مفجوع تحت هول الصدمة لا يقول إلا 'الحمد لله، والله حرام، شو ذنبنا طيب، شو ذنب هدول الصغار، ما ضربنا صاروخ ولا حتى رصاصة' هل هؤلاء نستخلص من كلماتهم الجريحة أنهم فرحون ومستعدون لتشييع من تبقى من أهلهم؟ هل أتيح لأهل غزة أو غيرهم أن يقولوا كلمتهم في من يحكمهم وكيف تدار شؤونهم وهم بكامل حريتهم وإرادتهم؟
6-. لقد هاجر آباؤنا وأجدادنا عام 1948 ثم هاجر من بعدهم جيل آخر إلى الداخل والخارج عام 1967، فهل هؤلاء جبناء وخائنون؟ ما بالنا إذا لامهم أحد ننبري كالأسود ونقول: 'كانوا عزلا، خافوا على أعراضهم وأرواحهم، هل كان مطلوب منهم أن ينتحروا؟....'، ما بال هذه التبريرات لا تنطبق على سكان غزة الذين يتنفسون موتا ويشربون دما؟ ما لكم كيف تحكمون!!!
7-. أما من يسترجع الجزائر وما حدث فيها، فهل سألتم الجزائريين إن كان المليون شهيد قد حرروا الجزائر فعلا؟ هل حرروها من سيطرة فرنسا ثقافةً ولغةً وعقيدةً واقتصادا؟ هل عددتم مئات الألوف الذين ذبحهم جزائريون في عقد التسعينيات باسم الجهاد وإقامة الدولة الإسلامية كما يدعون؟ هل قرأتم تاريخ الثورة الجزائرية فعلا من حيث خطها السياسي ووحدة فصائلها والدول الكبرى والصغرى التي وقفت إلى جانب ثورتهم من مصر عبد الناصر إلى العراق إلى روسيا وغيرها من الدول؟ هل يستويان؟ إن في غزة مليون ونصف مواطن قبل مجازر 2010، هل ننتظر حتى يكتمل عددهم إلى مليون؟ هل غزة دولة بمقومات؟
8-. إن الدعوى لخوض المعركة القانونية هي دعوة سديدة وحكيمة، ولكن علينا أن نسأل أنفسنا إن كان القائمون على القرار في غزة وفي السلطة ومن يديرونها في الضفة في وارد اللجوء إلى القانون الدولي، وحتى لا ننخدع كثيرا فإن القانون الدولي لا يحرر بلدانا وإنما يحمي المدنيين في حالات النزاع المسلح، والعجيب أن من يخوضون هذه المعارك القانونية هم ممن تنظر إليهم حركات المقاومة الإسلامية على أنهم من الكفار وليسوا من المسلمين؛
9-. لقد ضرب الفلسطينيون الحبيب بو رقيبة في عقد الخمسينيات حينما قال لهم ارضو بقرار التقسيم لسنة 1948 وخونوه، ثم خونو من نصحهم أن يرضو بقرارات تقسيم 67 وهاهم اليوم جميعا بمن فيهم حماس يعلنون رضاهم بحدود 67، وإذا سألتهم كيف ذلك قالوا لك: 'هدنة وجنوح تكتيكي للسلم'، فلماذا لا يكون المنهج ذاته في تقليص أبواب الجحيم المفتوحة على غزة؟
10-. يقولون لك إن الصهاينة ليسوا بحاجة لذريعة ليقوموا بما قاموا به، وهذه مغالطة تنطوي على غفلة سياسية بل هم بحاجة لذريعة ليرتكبوا المجازر، قد لا يكونوا بحاجة لها ليضربوا هنا وهناك أما المجازر والمذابح فهم بحاجة لذريعة ولو كانت واهية، وحتى إن لم يكونو بحاجة لها فلماذا نتبرع لهم بها عن طيب خاطر؟
11-. إن المعجبين بحماس وقتالهم عليهم أيضا أن يقيمو مدى وعي هذه الحركة السياسي، فهل حقاً حماس لا تعلم أن إظهار صواريخ بعيدة المدى وطائرة استطلاع في أوج المعركة سيكون له تبعات من الدماء الأغزر والأشلاء الأكثر من المدنيين؟ ألم يستفيدو من درس حسن نصرالله وما قاله بعد أن ظن أن وصول صواريخه لحيفة وتل أبيب سيلجم اليهود فإذا به يتفاجء كما قال هو بالحرف الواحد ويتلقى نيابةً عنه المدنيون الضربات والويلات والصفعات واحدة تلو الأخرى؟
12-. أخيرا، روى بعضهم عن الرسول (ص) أنه قد جاءه رجل فقال لأهل بيته 'من في الباب' فقالوا له فلان، فاستاء وقال: 'بئس أخو العشير هو'، ثم استقبله وهش في وجهه وبش، فلما سئل عن ذلك قال: 'إن شر الناس من يتقيهم الناس لفحش لسانهم'، فما بالك ببطش سلاحهم وانعدام خلقهم وأخلاقهم؟
من أراد أن ينصر غزة بالتصفيق لكل صاروخ يُطلق وكل أسير يُعتقل فله ذلك، ومن أراد أن ينصرهم بالبحث عن جذر المشكلة وأساسها والتي بسببها تدور عجلة الموت كل 3 سنوات بلا هوادة فله ذلك، ومن أراد أن يذهب بأولاده وبناته إلى هناك وسيجد طريقةً فله ذلك، ومن أراد أن يغضب ولو بكلمة على ورقة لأرواح أطفال مثل الرياحين تزهق ولا يُحترم حتى موتها وجثمانها فله ذلك. لا يزايد أحد على أحد، فقد زايد عمر بن الخطاب على الرسول حين وافق على العودة من حيث أتى حين منعته قريش من دخول مكة فألقمه أبو بكر الحجر وأسكته. ولا يسألني أحد عن الحل فلست من يحل ويربط وإنما هي دولة طاغية وحركة تلبست السلطة منذ 9 سنوات وتشبثت بها تشبث الغريق بالقشة، فاسألوهم كيف رضوا بسلطة قائمة على أساس هم أنفسهم اعتبروه بيعا وخيانة للوطن [أوسلو] ثم إسألوهم كيف توقفت عملياتهم التفجيرية داخل إسرائيل منذ أن تسلموا السلطة ولا تنسوا أن تسألوهم كم قتلوا من الفصائل الأخرى على الهواء مباشرةً وكم قتلوا من الأبرياء بدعوى أنهم جواسيس ثم اعتذرو ومن نسي ذلك كله فما عليه إلا أن يبحث في جوججل ويوتيوب. وتلافيا للحرج، لن نخوض في رسالة محمد مرسي إلى بيريز التي لم ينكرها على الإطلاق إبان توليه رئاسة مصر.
لكل احترامه وتقديره ما دام بعيد عن المزايدة والجعجعة ففلسطين ليست حماس كما أن المقاومة في لبنان ليست فقط حزب الله.
ونقطة للتفكير، يا من تسبون 'الشيعة' و 'الرافضة' وتقولون أنهم ألعن من إسرائيل، كيف تقيمون علاقة إيران الحميمة العسكرية واللوجستية والسياسية بحركة حماس؟ إن كثيرا ممن يصفقون اليوم لحماس ويبكون أطفال غزة كانوا ناقمين على حزب الله لأنه تحرك بأوامر إيرانية كما قالوا هم أنفسهم في حينها، فما الفرق.
أختم بمعلومة قانونية، غزة وفقا لاتفاقية أوسلو ووفقا لما أقرت به حماس ضمنا حين اعتلت السلطة ليست مدينةً محتلةً وبالتالي فالصهاينة قانونا ليسوا سلطة احتلال وإنما جيش معتدي يرتكب جرائم حرب بذريعة 'الدفاع عن النفس'.
إن أي حل أو تسوية مهما كان شكلها من شأنها وقف الذبح والتقتيل للأطفال وهدم ما تبقى من بيوت في غزة هو حل واجب القبول به لأن عكس ذلك مسومة على أسرى أو معبر مقابل عشرات الأطفال الذين يقتلون بدم بارد، ومن يطلق الأسرى يعتقلهم مرةً أخرى ومن يفتح معبر يغلق 10.


---------------------
اياد مسعود
masoud@gmail.com
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012