06-01-2011 05:54 PM
كل الاردن -
التقى وزير الخارجية ناصر جودة اليوم الخميس، وفدا يضم عددا من ممثلي الشركات والاقتصاديين والأكاديميين ومؤسسات المجتمع المدني الإسرائيلي. واكد وزير الخارجية في اللقاء، أهمية قيام المجتمع المدني الإسرائيلي بالضغط على حكومته وحثها على أن تسلك طريق السلام من خلال تجاوبها الملموس، وبالأفعال وليس الأقوال، مع الجهود الرامية إلى انجاز حل الدولتين وتجسيده خلال الأطر الزمنية المتفق عليها، بحيث تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط4 حزيران1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن حقيقي إلى جانب دولة إسرائيل.
وفي هذا السياق قال جودة أن حكومة إسرائيل لن تحقق الأمن الحقيقي والمستدام لها ولشعبها ولشعوب ودول المنطقة من خلال تمسكها بعقلية القلعة وإمعانها في إطلاق العنان للإجراءات الأحادية الجانب التي تقوض السلام وتدفع المنطقة نحو دوامة العنف وعلى رأس هذه الإجراءات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القلب منها القدس الشرقية والذي يجمع العالم بأسره على عدم قانونيته وعدم شرعيته، مثلما يجمع على أن استمراره بأي صورة كانت لا يستقيم مع القول بوجود اي التزام حقيقي بتحقيق السلام الذي تنشده منطقتنا وشعوبنا.
وبين وزير الخارجية ان الجانب العربي عبر عن التزامه بالسلام بشكل جماعي من خلال تبني قمة بيروت لمبادرة السلام العربية التي أكدت عليها كل القمم العربية التي تلت كما تم تبنيها من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي وحازت كذلك على إجماع المجتمع الدولي بسبب توازنها وأهميتها وجديتها.
واضاف جودة 'إلا أن هذه المبادرة لم تلق القبول من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالرغم من أنها تنص على إنهاء الصراع العربي- الإسرائيلي بكل جوانبه والوصول إلى ترتيبات توفر الأمن لجميع الدول حالما تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة على أساس خطوط الرابع من حزيران1967 إلى جانب دولة إسرائيل، وتنسحب إسرائيل بالكامل من الجولان السوري المحتل وما تبقى من أراض لبنانية تحتلها إسرائيل، وانجاز حل تفاوضي متفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة رقم194 الذي يضمن حق العودة والتعويض.
وقال إن استمرار الحكومة الإسرائيلية في منهجيتها غير المتجاوبة مع المساعي الدولية لانجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل سيفضي بالضرورة إلى انسداد آفاق حل الدولتين في وقت ليس ببعيد، وهو الأمر الذي سيطرح على إسرائيل والعالم، كما أشار جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته في حوار المنامة، خيار الدولة الواحدة بحيث يصبح كل المقيمين على الأرض الممتدة من نهر الأردن وحتى البحر المتوسط، مواطنين وعلى قدم المساواة في هذه الدولة الواحدة.
وأضاف جودة 'انه من غير المقبول وغير المعقول ونحن في القرن الواحد والعشرين أن يظل أكثر من خمسة ملايين فلسطيني، إما مواطنين من الدرجة الثانية في إسرائيل أو واقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي المزمن وممارساته غير الشرعية وغير القانونية'، متساءلا إذا ما كان هذا الحل أم انجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل طبقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية أفضل للمنطقة ودولها وشعوبها. وقال وزير الخارجية ان انجاز حل الدولتين وتحقيق السلام الشامل هو السبيل الوحيد ليس فقط لتحقيق امن واستقرار منطقتنا ورفاه شعوبها، بل أيضا هو البوابة الوحيدة لتطوير التعاون الثنائي، وكذلك المدخل لتحقيق التعاون الإقليمي اللازم للتصدي للتحديات العابرة للحدود التي تواجه كل دول المنطقة والتي لا يمكن معالجتها بنجاعة إلا من خلال التعاون الإقليمي المتعدد الأطراف الذي يقتضي بدوره وجود سلام شامل طبقا للمرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية. وشدد جودة على أهمية تحرك المجتمع المدني الإسرائيلي وممارسة دوره المهم في الوصول إلى هذا الهدف الذي يسعى إليه الأردن والذي يجمع العالم على أن تحقيقه يدعم الاستقرار والسلم الدوليين.
(بترا)