12-01-2011 09:18 PM
كل الاردن -
شرف الدين أبو رمان
لا يستطيع العقل البشري تصور ما الذي حدث في الطفيلة ، اعتنقت رحلة البحث عن الخبز بالدم ، جناة أم ضحايا ؟؟!! معلم يبحث عن دخل من مراقبة التوجيهي ، ربما لسداد دين أو تدفئة أبنائه ، و رئيس قسم يطبق تعليمات ليس مسؤولا عنها حفاظا على وظيفته و ليؤمن خبز أبنائه هو الآخر ، يخلفوا أرامل وأيتاما ، ما الذي يحدث ؟؟!!
لا أستطيع أن أمنع دموعي مع كتابة هذه الكلمات ، هذا ما حذرنا منه منذ صيحات المعلمين الأولى ، دماء " التربويين " بدأت تسيل ، البحث عن لقمة العيش وعن فتات الخبز رمى كل قيم التربية خلفه ، جناة أم ضحايا ؟؟!! الالتزامات التربوية أم لقمة العيش ؟؟!! الواقع التربوي في تدهور خطير ، من الجاني ومن الضحية ؟؟!!
فهل نطيق الانتظار " لحين ميسرة " ؟؟!!
إنهم يدقون ناقوس الخطر بدمائهم يا أولي الألباب ، حالة فردية أم بداية لما هو أخطر ؟ هل وصلنا إلى هذا الحد ؟ فاتورة من التي يدفعها المعلم ؟ وعندما لم يجد لدفعها ، كانت دمائه " فيزا كارد " .
المعلم نموذج لتدهور القطاع العام ، وتراجعه الخطير من عامود الطبقة الوسطى الى حمل ثقيل على الطبقة الفقيرة سيزيد الأمور سوءا ، ولكن سوء الحالة لن يكون على حسابه وحساب أسرته بل على حساب المجتمع أكمل ، وعلى حساب الأجيال القادمة ، وعلى حساب وطن .
إنهم ضحايا وليسوا جناة ، أبنائهم وأراملهم أمانة في عنق الوطن ، الدراسات والمراجعات لن تفيد الآن ، اتخاذ المواقف هو الأساس ، اتخاذ القرارات هو الأساس ، هم مقدمة لما هو أخطر ، فهل من سامع ؟؟!!
" والخزان الفارغ ما زال يقرع !!"