12-01-2011 10:17 PM
كل الاردن -
تكررت حادثة الاستقالات في صفوف قيادات من حركة "فتح" من لجنة التحقيق ضد المدعو محمد دحلان، في إشارة إلى الوضع التنظيمي المترهل للحركة من جهة، وخوفاً من مواجهة دحلان الذي تربطه علاقة قوية بقادة الكيان الصهيوني من جهة أخرى.
استقالة بسيسو وغنيم
فبعد مشادة كلامية في اجتماع اللجنة المركزية لحركة "فتح" بين القيادي فيها صخر بسيسو ورئيسها محمود عباس، قدّم بسيسو استقالته من لجنة التحقيق مع دحلان، ومن رئاسة لجنة غزة بحركة فتح، وذلك بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية.
ولفتت الصحيفة النظر إلى أن الاستقالة العلانية جاءت نتيجة إهمال سلطة رام الله لأعضاء حركة فتح في غزة وتهميشهم، بينما شكك آخرون في تلك المبررات، مشيرين إلى أسباب أخرى وراء هذه الاستقالة.
وكانت الصحيفة ذاتها أكـدت سابقاً أن أبو ماهر غنيم، نائب رئيس حركة فتح، قدم استقالته من رئاسة لجنة الاستماع التي شكلها عباس للتحقيق مع دحلان، بسبب ما وصفته بـ تحويل عباس دور اللجنة من لجنة استماع في قضايا شخصية، إلى لجنة تحقيق في قضايا تتطور لتتحول إلى أزمة داخل الحركة في ظروف غير موائمة توقيتاً ومضموناً. كما قالت.
يشار إلى أن تقريراً عن اللجنة التي تحقق في التهم الموجهة لدحلان من المفترض أن يصدر في الرابع عشر من الشهر الجاري، لكن اللجنة بعد استقالة أبو ماهر وصخر بسيسو أصبحت تضم عزام الأحمد، وعثمان أبو غربية فقط.
أزمة خطيرة
وعن أسباب "هروب" قيادات فتحاوية من لجنة التحقيق مع دحلان، ووكيف يؤثر ذلك على حركة "فتح"، يعتبر الكاتب الفلسطيني عماد الحديدي أن أزمة دحلان – عباس من أخطر وأقوى الأزمات التي تتعرض لها حركة "فتح" داخليا في ظل الجمود السياسي الذي لحق بالقضية الفلسطينية، والعملية السياسية في المرحلة الراهنة.
وأرجع الكاتب والمحلل السياسي أسباب هروب كل من بسيسو وغنيم من لجنة التحقيق إلى عدة أسباب منها: قوة نفوذ دحلان من حيث المال الذي يشتري به من يشاء، ورئاسة للملف الأمني في المفاوضات مع الكيان الصهيوني، وكذلك إدارته للأمن القومي وللوقائي جعلت منه شخصية محورية شكلت قواعد وجيوب شخصية وخاصة على حساب سلطتهم.
وأضاف الحديدي: دحلان يتبع طرق لاأخلاقية في التعامل مع الخصوم والأصدقاء، وفي إحكام السيطرة عليهم عن طريق "بعض المماسك" وخاصة الأمنية وغير الأخلاقية، مما جعل الجميع يهابونه ويحسبون له حساباً.
علاقاته بالصهاينة
وأوضح الحديدي أن من الأسباب أيضاً علاقة دحلان القوية والحميمية بالقيادات الصهيونية والعربية والتي من الممكن تجعله يتحكم لاحقا بأي شخص حقق معه أو وقف ضده، معتبراً أن عباس على مشارف الانتهاء والغياب عن الساحة السياسية والحركية لكبر سنه، بينما دحلان – بحسبهم – هو الفتى المنتظر.
وأكد المحلل الفلسطيني أن الأسباب السابقة تؤثر مباشرة على أعضاء لجنة التحقيق، مبيناً أن هؤلاء جميعهم يتعاملون مع القضية من المنظور الشخصي (ربح وخسارة) وليس من المنظور الحركي أو الوطني.
أضعف مراحلها
وقال الكاتب الفلسطيني أن هذه الأزمة تؤثر بكل تأكيد على "فتح" التي تعيش أضعف مراحلها (سياسياً وشعبياً وتنظيمياً)، وأن هذه الأزمة ستزيد من ضعفها حيث سيؤدي ذلك كله إلى صراعات داخلية في الحركة إضافة لما هي فيه أصلا وتنذر بتصفيات دموية أو استنكافات قطبية بحجج مختلفة ككبر السن أو التفرغ للكتابة أو التنظير أو الراحة.
وسابقا أعلن موالون للهارب دحلان - فور الإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق معه - أنهم سيعملون على نشر وثائق قد تسقط قيادات كبيرة في فتح، ملمحين إلى أن تلك الوثائق على غرار الوثيقة التي نشرها الضابط السابق في جهاز المخابرات الفلسطيني فهمي شبانة، وشريط الفيديو المتعلق برفيق الحسيني، والتي شكلت آنذاك فضيحة مجلجلة لحركة فتح وقياداتها.
خلاف عباس- دحلان
وكانت لجنة التحقيق مع دحلان بدأت تحقيقاتها منذ 3 من يناير الحالي في تهم وجهها عباس لدحلان منها محاولة الانقلاب على السلطة والتعرض للرئيس الفلسطيني وأبنائه، وتم على إثرها تجميد عضوية دحلان في اللجنة المركزية لحركة فتح.
كما يوجه عباس لدحلان تهم التحريض ضدّه، والإساءة له ولأسرته، مستندين في ذلك إلى لقاءين مسجلين بصوته في مخيم جنين ودولة "الجبل الأسود"، بالإضافة إلى تهم الثراء غير المشروع، والتجاوزات التنظيمية، ومنها حادثة طلبه من سيف الإسلام القذافي، التوسّط لدى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، للقاء معه خلال وجوده على رأس وفد من حماس في العاصمة الليبية العام الماضي، وهو ما رفضه مشعل رفضاً قاطعاً.
(المركز الفلسطيني للاعلام)