14-01-2011 08:00 AM
كل الاردن -
أعلن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مساء الخميس وقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين، وعن تخفيض أسعار المواد الاساسية، وعدم الترشح إلى الإنتخابات الرئاسية للعام 2014.
وتعهد بن علي في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي، هي الثالثة له منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية منذ نحو ثلاثة أسابيع، بدعم حرية الإعلام والتعبير، وبالمزيد من توسيع المشاركة السياسية أمام جميع مكونات المجتمع المدني.
ودعا في المقابل إلى تكاتف جهود الجميع لتهدئة الأوضاع بما فيه مصلحة البلاد.
وقال بن علي أنه أمر برفع كل التحديدات التي يمكن ان تعيق الاعلام في البلاد بما فيها الاعلام الالكتروني.
وفيما يلي نص الكلمة النوعية التي ألقاها الرئيس بن علي بالعامية التونسية.
بسم الله الرحمان الرحيم
أيها الشعب التونسي.
نكلمكم اليوم، ونكلمكم لكل في تونس وخارج تونس، نكلمكم بلغة كل التونسيين والتونسيات، نكلمكم لأن الوضع يفرض تغيير عميق.. تغيير عميق وشامل.
وأنا فهمتكم، فهمت الجميع: البطال، والمحتاج والسياسي واللي طالب مزيد من الحريات، فهمتكم، فهمتكم الكل. لكن الأحداث اللي جارية اليوم في بلادنا ما هيش متاعنا، والتخريب ما هوش من عادات التونسي، التونسي المتحضر، التونسي المتسامح.
العنف ما هوش متاعنا، ولا هو من سلوكنا، ولا بد أن يتوقف التيار. يتوقف بتكاتف جهود الجميع، أحزاب سياسية، منظمات وطنية مجتمع مدني، مثقفين ومواطنين. اليد في اليد من أجل بلادنا. اليد في اليد من أجل أمان كل أولادنا.
سيكون التغيير اللي أعلن عليه الآن استجابة لمطالبكم اللي تفاعلنا معاها. وتألمنا لما حدث شديد الألم.
حزني وألمي كبيران لأني مضيت أكثر من 50 سنة من عمري في خدمة تونس في مختلف المواقع: من الجيش الوطني إلى المسؤوليات المختلفة و23 سنة على رأس الدولة، كل يوم من حياتي كان ومازال لخدمة البلاد، وقدمت التضحيات وما نحبش نعددها ولم أقبل يوما " وما نقبلش " باش تسيل قطرة دم واحدة من دماء التونسيين.
تألمنا لسقوط ضحايا وتضرر أشخاص، وأنا نرفض أن يسقط المزيد بسبب تواصل العنف والنهب.
أولادنا اليوم في الدار، وموش في المدرسة، وهذا حرام وعيب لأن أصبحنا خائفين عليهم من عنف مجموعات سطو ونهب واعتداء على الأشخاص، وهذا إجرام، موش احتجاج، وهذا حرام. والمواطنين، كل المواطنين، لا بد أن يقفوا أمامهم، وأحنا أعطينا التعليمات، ونعول على تعاون الجميع، حتى نفرق بين هذه العصابات والمجموعات من المنحرفين الذين يستغلون الظرف وبين الاحتجاجات السلمية المشروعة التي لا نرى مانعا فيها.
وأسفي كبير كبير جدا، وعميق جدا، وعميق جدا، فكفى عنفا كفى عنفا.
وعطيت التعليمات كذلك لوزير الداخلية وكررت واليوم نؤكد يزي من اللجؤ للكرطوش الحي، الكرطوش موش مقبول، ما عندوش مبرر إلا لا قدر الله حد يحاول يفك سلاحك ويهجم عليك بالنار وغيرها ويجبرك على الدفاع عن النفس.
وأطلب من اللجنة المستقله، أكرر اللجنة المستقله، التي ستحقق في الأحداث والتجاوزات والوفيات المأسوف عليها تحديد مسؤوليات كل الأطراف، كل الأطراف بدون استثناء، بكل إنصاف ونزاهة وموضوعية.
ونستنى من كل تونسي، اللي يساندنا واللي ما يساندناش، باش يدعم الجهود، جهود التهدئة والتخلي عن العنف والتخريب والإفساد، فالإصلاح لازمو الهدؤ، والأحداث اللي شفناها كانت في منطلقها احتجاج على أوضاع اجتماعية، كنا عملنا جهود كبيرة لمعالجتها ولكن مازال أمامنا مجهود أكبر لتدارك النقائص، ولازم نعطي لأنفسنا جميعا الفرصة والوقت باش تتجسم كل الإجراءات الهامة التي اتخذناها.
وزيادة على هذا كلفت الحكومة، اتصلت بالسيد الوزير الاول باش نقوم بتخفيض في أسعار المواد والمرافق الأساسية،السكر والحليب والخبز، والرفع في ميزانية التعويض.
أما المطالب السياسية "وقلتلكم أنا فهمتكم" وقررت:
"" الحرية الكاملة للإعلام بكل وسائلو وعدم غلق مواقع الأنترنات ورفض اي شكل من أشكال الرقابة عليها، مع الحرص على احترام أخلاقياتنا ومبادئ المهنة الإعلامية.
"" أما بالنسبة للجنة اللي أعلنت عليها منذ يومين، للنظر في ظواهر الفساد والرشوة وأخطاء المسؤولين، وباش تكون هذه اللجنة مستقلة "نعم باش تكون مستقله" وسنحرص على نزاهتها وإنصافها.
"" والمجال مفتوح، من اليوم، لحرية التعبير السياسي بما في ذلك التظاهر السلمي، التظاهر السلمي المؤطر والمنظم، التظاهر الحضاري، فلا بأس، حزب أو منظمة يريد تنظيم تظاهرة سلمية يتفضل، لكن يعلم بيها، ويحدد وقتها ومكانها ويؤطرها، ويتعاون مع الأطراف المسؤولة للمحافظة على طابعها السلمي.
"" ونحب نأكد أن العديد من الأمور لم تجر كيما حبيتها تكون، وخصوصا في مجالي الديمقراطية والحريات، وغلطوني أحيانا بحجب الحقائق وسيحاسبون.
"" ولذا أجدد لكم، وبكل وضوح، راني باش نعمل على دعم الديمقراطية وتفعيل التعددية. نعم على دعم الديمقراطية وتفعيل التعددية.
"" وسأعمل على صون دستور البلاد واحترامه، ونحب نكرر هنا، وخلافا لما أدعاه البعض، أني تعهدت يوم السابع من نوفمبر بأن لا رئاسة مدى الحياة، لا رئاسة مدى الحياة، ولذلك فإني أجدد الشكر لكل من ناشدني للترشح لسنة 2014 ، ولكني أرفض المساس بشرط السن للترشح لرئاسة الجمهورية.
"" إننا نريد بلوغ سنة 2014 في إطار وفاق مدني فعلي وجو من الحوار الوطني وبمشاركة الأطراف الوطنية في المسؤوليات.
تونس بلادنا الكل، بلاد كل التوانسة، تونس نحبوها وكل شعبها يحبها ويلزم نصونها.
فلتبق إرادة شعبها بين أيديه وبين الأيادي الأمينة التي سيختارها
لتواصل المسيرة المسيرة التي انطلقت منذ الاستقلال، والتي
واصلناها منذ سنة 1987
"" ولهذا سنكون لجنة وطنية تترأسها شخصية وطنية مستقلة لها المصداقية لدى كل الأطراف السياسية والاجتماعية للنظر في مراجعة المجلة الانتخابية، ومجلة الصحافة، وقانون الجمعيات- إلى غير ذلك. وتقترح اللجنة التصورات المرحلية اللازمة حتى انتخابات سنة 2014 ، بما في ذلك إمكانية فصل الانتخابات التشريعية عن الانتخابات الرئاسية.
تونس لنا جميعا، فلنحافظ عليها جميعا، ومستقبلها بين ايدينا فلنؤمنه جميعا، وكل واحد منا مسؤول من موقعه على إعادة أمنها، واستقرارها، وترميم جراحها، والدخول بها في مرحلة جديدة تؤهلها أكثر لمستقبل أفضل.
عاشت تونس، عاش شعبها، عاشت الجمهورية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"
(ميدل ايست)