16-01-2011 11:11 PM
كل الاردن -
باسم سكجها
من النوادر التي تُنسب الى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ، أنّه سُئل عن سبب عدم تأسيسه جيشاً لبلاده ، ودار الحوار التالي: ماذا لو هوجمت تونس من ليبيا؟ ردّ: أتحالف مع الجزائر، سُئل مرة ثانية: وماذا لو هوجمت تونس من الجزائر؟ ردّ: أتحالف مع ليبيا. ثُمّ: وماذا لو هوجمت تونس من ايطاليا؟ ردّ: أتحالف مع فرنسا. وأيضاً: ماذا لو هوجمت تونس من فرنسا؟ ردّ: أتحالف مع أميركا. وأخيراً: ماذا لو هاجمت تونس أميركا؟ ردّ ضاحكاً: ساعتها الله غالب،
بورقيبة لم يكن يعرف أنّ النظام السياسي سيحتاج في يوم إلى جيش قوي لأسباب لا علاقة لها بالتهديدات الخارجية ، فقد كان في عزّ مجده وجماهيريته ، باعتباره بطل الاستقلال ومؤسس تونس الحديثة ، ولم يتوقّع خروج الناس إلى الشوارع ضدّه ، وحتى حين خرجت بعدها بسنوات فقد كانت قوى الأمن الداخلي من القوّة لدرجة كبح جماح الشارع،
بن علي عزّز البوليس إلى درجة كونه العامل الأول والأخير للحفاظ على نظامه ، ومن الواضح أن فلول هذه القوى الأمنية هي التي تقوم بالتخريب ، فقد بنيت أصلاً على أساس ميليشياوي ، ولأن الجيش بلا حول ولا قوة فالتصدي يأتي من دفاع مدني يشكله شباب الشوارع والأزقة والحارات ، ويشحن بمعنويات الجنود غير المدربين ، وغير المجهّزين لمثل هذه الحالة بالأصل.
الشارع التونسي سينتصر بلا أدنى شك ، فلا الرئيس بقي ليدافع عن كرسيّه العزيز ، ولا أنسباؤه وأقرباؤه حاولوا المقاومة ، ووحدهم الأمنيون القمعيون الدمويون هم الذين يحاولون التخريب وهو ثقافتهم السائدة المكرسة ، والله غالب بالطبع والشعب التونسي غالب أيضاً.
(الدستور)