أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


التونسيون غالبون!

16-01-2011 11:11 PM
كل الاردن -

باسم سكجها

من النوادر التي تُنسب الى الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ، أنّه سُئل عن سبب عدم تأسيسه جيشاً لبلاده ، ودار الحوار التالي: ماذا لو هوجمت تونس من ليبيا؟ ردّ: أتحالف مع الجزائر، سُئل مرة ثانية: وماذا لو هوجمت تونس من الجزائر؟ ردّ: أتحالف مع ليبيا. ثُمّ: وماذا لو هوجمت تونس من ايطاليا؟ ردّ: أتحالف مع فرنسا. وأيضاً: ماذا لو هوجمت تونس من فرنسا؟ ردّ: أتحالف مع أميركا. وأخيراً: ماذا لو هاجمت تونس أميركا؟ ردّ ضاحكاً: ساعتها الله غالب،

بورقيبة لم يكن يعرف أنّ النظام السياسي سيحتاج في يوم إلى جيش قوي لأسباب لا علاقة لها بالتهديدات الخارجية ، فقد كان في عزّ مجده وجماهيريته ، باعتباره بطل الاستقلال ومؤسس تونس الحديثة ، ولم يتوقّع خروج الناس إلى الشوارع ضدّه ، وحتى حين خرجت بعدها بسنوات فقد كانت قوى الأمن الداخلي من القوّة لدرجة كبح جماح الشارع،

بن علي عزّز البوليس إلى درجة كونه العامل الأول والأخير للحفاظ على نظامه ، ومن الواضح أن فلول هذه القوى الأمنية هي التي تقوم بالتخريب ، فقد بنيت أصلاً على أساس ميليشياوي ، ولأن الجيش بلا حول ولا قوة فالتصدي يأتي من دفاع مدني يشكله شباب الشوارع والأزقة والحارات ، ويشحن بمعنويات الجنود غير المدربين ، وغير المجهّزين لمثل هذه الحالة بالأصل.

الشارع التونسي سينتصر بلا أدنى شك ، فلا الرئيس بقي ليدافع عن كرسيّه العزيز ، ولا أنسباؤه وأقرباؤه حاولوا المقاومة ، ووحدهم الأمنيون القمعيون الدمويون هم الذين يحاولون التخريب وهو ثقافتهم السائدة المكرسة ، والله غالب بالطبع والشعب التونسي غالب أيضاً.

 

 

 

(الدستور)

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012