|
|
تجذير الثقافة الديمقراطية لدى النشىء في الاردن ضرورة ملحة
26-10-2014 10:34 AM
كل الاردن - امجد كريمين- نفذت هيئة شباب كلنا الاردن وبالتعاون مع الزميلة صحيفة العرب اليوم حلقة نقاشية بعنوان تجذير الثقافة الديمقراطية لدى النشىء نظرة مستقبيلة, والتي تاتي ضمن سلسلة من الحلقات النقاشية بعنوان أدوار تنتظرنا والتي تنفذها هيئة شباب كلنا الاردن التابعة لصندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية. و أستضافة الحلقة النقاشية نخبة من البرلمانيين والسياسيين وأعلاميين وشباب ،أهمية اطلاق الحوار البناء لمناقشة ما جاء في الاوراق النقاشية الخمس ، للمساهمة في نشر الوعي الفكري لدى ابناء المجتمع واطلاعهم على أبرز التطورات والقضايا التي تواجه العملية الديموقراطية وتحولاتها . وهدفت الحلقة النقاشية الى ضرورة اقتراح آليات لتنفيذ ما جاء في الأوراق النقاشية الملَكية الخمس، من خلال تناول محاور ديمقراطية رؤيته لطبيعة النظام الديموقراطي، وآليات تطوير الممارسات الضرورية للديمقراطية، على أساس احترام الإنسان وكرامته، وصونها من العبث الفكري غير المبني على الواقعية والوضوح. و أشار المشاركون غير اننا للان لم نصل لمرحلة انضاج الديمقراطية الحقيقية في الاردن , وهذا لن يتم الا بعد ان ترتقي الاحزاب بمستويات برامجها واولوياتها المتضمنة سياسات نافعة وعميقة تبتعد عن الشخصنة والسطحية بكل اشكالها. وبين الحضور ان التجربة الديمقراطية الاردنية لا يمكن التراجع عنها ونحن نسير في الطريق الصحيح وان بشكل بطيء , ومن المفترض السير قدما بطريق الديمقراطية والاصلاح , بعد ان حققت المملكة اصلاحات مشهودا لها على صعيد تعديل مواد في الدستور , وتشكيل المحكمة الدستورية , والهيئة المستقلة للانتخاب , وتعديل قانون الاحزاب , مشيرين الى ان الاصلاحات تسير على قدم وساق وعلى قاعدة صلبة الامر الذي يجذر الديمقراطية , لكن المطلوب اكثر من ذلك على صعيد ترسيخ الثقافة الديمقراطية بشكل عام , وتعزيز قيم المواطنة الفاعلة . وطلب رئيس تحرير الصحيفة أسامة الرنتيسي، خلال ترحيبه بالمنتدين، من الشباب أن يبدأوا حوارا ناضجا يغير مفهوم «حوار الدولة مع ذاتها» الذي بات مكررا اليوم، ويؤكد نضج النشء الاردني اليوم، خصوصا وقد اجتمع ممثلون عن معظم المحافظات الاردنية في الندوة المذكورة. وقال د. السبايلة في بداية حلقة النقاشية التي عقدت مبنى صحيفة العرب اليوم ، إن ما يمر به الإقليم اليوم «طبيعي» قياسا بما مرت به الشعوب المختلفة، حتى وصلت للأنظمة التي تمكنها من الارتقاء بمواطنيها، معتبرا الديمقراطية المطلوبة في الواقع الأردني تبدأ من تجذير مفهوم «المواطنة» بصورة أساسية. وقال السبايلة: «إن الديمقراطية ليست كتلة ثابتة، ولا يمكن جلبها للعالم العربي كما هي في الدول الغربية، مضيفا ان الغرب عاش فترة من السقوط والصعود تماثل ما يعيشه العرب اليوم حتى وصلوا لعصور التنوير». وأضاف السبايلة إن المذهبية والاقليمية التي تسود الاقليم المجاور أثّرت في الدول بزيادة النزعات الانفصالية فيها في وقت تحتاج فيه للاندماج والتوحد، مشيرا إلى كون خيار الأردن اليوم هو تعزيز المواطنة، والاستثمار بالأفراد، مطالبا الشباب ببدء العمل على الديمقراطية التي يرغبون بها. وطرح د. سبايلة تساؤلات عدة عن ان كان يرى الشباب في اي من الدول المجاورة «نماذج ديمقراطية تحتذى»، موضحا ان «لبنان» التي تعد اكثر الدول المجاورة انفتاحا تكاد تكون شديدة البعد عن الديمقراطية في ضوء «الكوتات» المقرة لديهم في نظام الحكم. وطالب السبايلة الشبان بالتفكير جيدا بما سماه «بوصلات التفكير العربية» القائمة على الطائفية أو الديموغرافيا، التي عدها واحدة من اخطر البوصلات التي تؤكد فشل الدول العربية في تحقيق هوية وطنية موحدة، مستدركا «لا بل لا نظلم انفسنا ان قلنا اننا نعيش وحدة واهمة». وقال السبايلة إن على الاردني ان يعمل على تشكيل ثقافته الخاصة، كونه اليوم اصلا لا يعبر عن حالة شهدتها الدول المختلفة، موضحا ان ايا من الشباب يمثل خليطا من المحافظة والحرية بذات الوقت بسبب الموروثات الدينية والحضارية التي تلقاها الاردني في بيئته التي تعيش , مع ضرورة الالتفات الى واقع الحال المحيط بالاردن والابعاد السياسية بذلك . واكد سبايلة في الحوار ان التغيير الحقيقي المنشود لا يتم عبر «تجاوز القانون أو تعدي عليه » وانما عبر الالتزام به من كافة شرائح المجتمع ، والسعي لتغييره بصورة حضارية، موضحا اهمية «النفس الطويل» في العمل على مثل هذه القضايا ضرورة تجذير الديمقراطية افعالا لا أقوال . وقال النائب علي بني عطا من جانبه ان الحديث عن الديمقراطية وتجذيرها، لا بد له ان يتضمن تعديلا للمناهج المدرسية، بالتوازي مع تعديل في سلوكات الأفراد، كون التنشئة تبدأ من المنازل وتستمر في المدارس، وهو ما وافق عليه الشباب والسبايلة، إلى جانب اقتراحاتهم لعدد من المشروعات التي لا بد أن يعملوا عليها لزيادة الثقافة الديمقراطية بينهم. ويبين بني عطا اننا في الاردن عاقدون العزم على المضي قدما في الحياة الديمقراطية والتجربة الاصلاحية ولا يمكن ان نعود للخلف , لكن علينا الوقوف عند كل السلبيات التي رافقت مسيرة الديمقراطية , لتجاوزها في المستقبل , وعلينا الاعتراف بوجودها لتقوية مناعة الحياة الديمقراطية , عبر برنامج عمل وقائي يقودنا الى التركيز على الايجابيات وتجاوز كل السلبيات التي تنال من معنى الديمقراطية وهدف الوصول الى حكومة برلمانية حقيقية مستندة الى احزاب برامجية فاعلة .
واستعرض الشبان في الجلسة عددا من الممارسات السلبية التي وقعت عليهم شخصيا، بدءا من تهديدات في الجامعات بسبب عمل حزبي، مرورا بتخويفات عائلية وليس انتهاء بخذلان من قبل الاحزاب نفسها للرؤى التي تطلع لها الشبان، الامر الذي عده مدير إذاعة هوا عمان «سلبية لم يعهدها بشبان الهيئة». وشخّص الشبان عددا من اشكالاتهم في الجلسة اذ تحدثوا عن تجاهل للتعليم المهني، وزيادة في الحديث عن دور الشباب الذي لا يرافقه افعال على ارض الواقع حسب تعبيرهم، مبينين انهم يواجهون اشكالات تشريعية في حال قرروا انشاء احزاب او جمعيات خيرية. وتحدثت احدى الحضور عن سعيها لتغيير قانون الاحزاب ضمن مجموعة من الناشطين، الامر الذي سيركز على تخفيض اعمار المنتسبين من جهة، ويقلل من المحددات المرتكزة على الجغرافيا من جهة ثانية، الامر الذي شهد نقاشا موسعا حول مدى نجاعته. وأشارالناشط الشبابي سلامة الحباشنة الى الايجابيات في نظام العشائرالاردنية ودورها الحقيقي منذ نشأة الدولة الاردنية في بناء دولة قائمة على الاعتدال والتعددية وسيادة القانون واعتبارها صمام امان لديمومة الامن والاستقرار في الاردن موضحاً ايضا صعوبة في عدم تحسن الوضع الاقتصادي . المحامي حسام ذيابات تطرق في مداخلته الى أن الملك يقود العملية الإصلاحية كمشروع نهضوي تجديدي للملكية الهاشمية الدستورية ولشكل الدولة الأردنية الحديثة وذلك باعتماد آليات حديثة وعصرية تتحقق فيها المشاركة الشعبية الواسعة، وكافة التعديلات الدستورية العميقة والواسعة على الدستور غايتها الوصول إلى مملكة ديمقراطية عصرية حديثة نموذجا للحكم في عالمنا العربي. عبرت الدكتورة سهام شديفات إن عبء النهوض بمشروع التنمية السياسية لا يقع على الحكومة وحدها بقدر ما هو بحاجة لروافد أخرى ، وذلك من خلال الأحزاب السياسية ، والمشاركة الشعبية ، ومؤسسات المجتمع المدني بكل أطيافها من خلال تعزيز دورها الحقيقي في المراقبة والرصد واعطاء الحلول الواقعية . و أكدت ليلى العزب على ضرورة تجذير الديمقراطية لتشكل استقراراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في البلاد من خلال جدية مراجعة العديد من التشريعات منها قانون الانتخاب ، وقانون الأحزاب السياسية ، وقوانين المرأة وحقوقها ، ومشاركة الشباب في الحياة السياسية ، وقوانين الصحافة والإعلام ، والقضاء وتطويره. وأشار كلا من نعمة العوايشة وعبدالله جبارة من مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني الى ثمة عدد من التحديات والمعيقات التي تواجه التنمية السياسية في الأردن منها: النظرة السلبية للأحزاب نتيجة الموروث السياسي الطويل السلبي حيالها ، ورفض الرأي الآخر والمشاركة ، وانعدام التوازن في الحياة الحزبية الأردنية ، وتمركز العمل السياسي في أوساط نخبوية سياسية واقتصادية ، وعدم وجود إشراك كبير للمرأة والشباب في الحياة السياسية. و خلص الشباب، الى ضرورة البدء بتشكيل ثقافة ديمقراطية تراكمية وفقا للثوابت الأردنية المحلية, وذلك من خلال العناية بالنشىء في المراحل الاولى في المؤسسات التعليمية (المدارس و الكليات و الجامعات ) و في بيئة العمل بعد ذلك ,و كذلك الثقافة الصحية و المجتمعية و الاقتصادية, التربية الاسرية و التنشئة الاسرية التي تقوم على مبادئئ الديمقراطية كاحترام الراي و الراي الاخر و لغة الحوار الفكري, تفعيل دور العشائرية الايجابية في بناء منظومة قيمة و اخلاقية ترتكز على العادات و التقاليد و الحوار و قبول الاخر, انشاء جامعات مهنية و معاهد تخرج حملة الدبلوم في المهن ,تشريع قانون للاحزاب يضمن وجود برامج حقيقية لمعالجة القضايا الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بحيث تتوجه للشباب لتكون بنية تحتية للانخراط بالاحزاب و ممارسة العمل العام و العمل السياسي. الحاجة لوجود تنظيمات شبابية ينخرط بها الشباب على اساس التوافق الفكري و تبني قضيا المجتمع الاردنية في مسيرة الاصلاح الشامل, أعطاء الشباب كوتا كمرحلة اولى في البرلمان الاردني من باب التمييز الايجابي و ذلك للتغلب على الثقافة السائدة بعدم الاقتناع من المجتمعات و اصحاب القرار باراء الشباب و ليضمن مشاركة الشباب في الحياة الساسية و صنع القرار و اتخاذه في جميع مراحل التنمية ,اعادة النظر باي تعليمات تمنع انخراط الشباب في الاحزاب السياسية الاردنية ضرورة تبني مبادرات متخصصة لمعالجة قضايا المجتمع و بشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني و الاعلام ,كسب التاييد من مجلس النواب لمقترحات الشباب باسلوب حواري و حضاري يتقبل الراي الآخر و يصل بالنهاية الى حوار لاقناع المجتمع و المجلس بافكاره و ارائه .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|