22-01-2011 10:13 PM
كل الاردن -
تعزّز برقية دبلوماسية من السفارة الاميركية في تونس، في العام 2006، مصداقية الشارع التونسي في رفضه تواصل امساك حزب «التجمع» بزمام السلطة بعد فرار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إذ يعتبر الدبلوماسيون الأميركيون في البرقية أنه في أي سيناريو لفراغ السلطة يتسلم فيه رئيس البرلمان فؤاد المبزع الرئاسية، ستكون مهمته الأساسية بنظر التجمع «المحافظة على إمساك الحزب بالسلطة»، وأن أيا من الشخصيات المقربة من الحكم والمرشحة لخلافة بن علي، لن تغيّر سياسة الحكومة داخليا او خارجيا، ومن بينها رئيس الوزراء محمد الغنوشي.
وفي برقية بتاريخ 9 كانون الثاني 2006، رأى الدبلوماسيون الاميركيون في تونس، بناء على معلومات مصادرهم، أنه «في ظل الوضع الدستوري الحالي»، وإذا كان بن علي عاجزا «بشكل موقت» عن الحكم لأسباب صحية، فسينقل السلطات الرئاسية إلى رئيس الوزراء محمد الغنوشي. ويصف الاميركيون الغنوشي بأنه «اقتصادي في الخلفية، وشخصية محترمة في الأوساط التكنوقراطية».
وتتابع البرقية أنه إذا «توفي بن علي خلال رئاسته، أو استقال لسبب ما، أو أصبح مريضا بشكل يمنعه من ممارسة صلاحياته بشكل نهائي، فباستطاعة المجلس الدستوري أن يعلن فراغ المنصب الرئاسي، وتعود عندها السلطات الانتقالية إلى الرئيس الحالي للمجلس النيابي فؤاد المبزع»، الذي يصفه الدبلوماسيون الأميركيون بانه «من القيادات الكبرى في حزب التجمع الدستوري الحاكم، وناج من عصر (الرئيس السابق الحبيب بورقيبة)». وأبرز ما يقول الأميركيون عن المبزع وسيناريو توليه السلطة أن «مهمته الأساسية كرئيس انتقالي ستكون أن ينظم انتخابات، ومن وجهة نظر التجمع، المحافظة على إمساك الحزب بالسلطة».
ويفيد الدبلوماسيون الأميركيون أنه «في الأشهر الأخيرة، توقع عدد متزايد من مصادر السفارة الاميركية الرفيعة المستوى (ومراقبين أقل رسمية)، أن بن علي لا ينوي الترشح مجددا للمنصب الرئاسي، وأنه قد يتخلى حتى عن الرئاسة قبل انتهاء مدة ولايته رسميا في العام 2009».
وفيما تعدّ قائمة من الأشخاص المرشحين لخلافة بن علي، تعتبر السفارة الأميركية في تونس أنه «من غير المرجح أن يجمع أي مرشح من المعارضة ما يكفي من القوة لتحدي مرشح حزب التجمع الحاكم بشكل جديّ. ومن المتوقع أن يكون الرئيس المقبل، من صفوف التجمع»، مضيفة انه «نظرا للإطار التشــريعي للرئاسة، فمن المرجح ان يكون خلف بن علي من المكتب السياسي للحزب».
وتضم لائحة السفارة الأميركية الأسماء التالية كمرشحين لخلافة الرئيس المخلوع «وزير الدولة والمستشار الرئاسي الخاص عبد العزيز بن ضياء، وزير الشؤون الاجتماعية علي شاوش، رئيس الوزراء محمد الغنوشي، وزير الدفاع كامل مرجان، والسيدة الاولى ليلى بن علي. ومن المرجح ألا يقوم أي من هؤلاء بتغيير حقيقي في سياسات الحكومة التونسية، داخليا أو خارجيا». («السفير»)