23-01-2011 08:39 PM
كل الاردن -
كل الاردن - كشفت قناة الجزيرة ان رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض قال لوزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني : "لا أريد ان يكون للاردن اي دور في القدس".
وتابعت قناة الجزيرة التي فضحت الوفود الفلسطينية المفاوضه ان السلطة الوطنية الفلسطينية عرضت على الاسرائيليين عروضا خرافيه، مقابل قيام الدولة الفلسطينية.
وبينت الوثائق التي كشفتها الجزيرة ان عريقات والرئيس الفلسطيني محمود عباس واحمد قريع عرضوا على الاسرائيليين تقاسم القدس الشرقية بنسبة تصل من 1 الى 50 ، اي يتم اقتطاع اي مساحة من اراضي القدس الشرقية مقابل ان تعطي اسرائيل الفلسطينيين اراض في اراضي 1948.
صائب عريقات قال ردا على الوثائق التي نشرتها الجزيرة انه ينسق مع الاردن ومصر في جميع القضايا ذات العلاقة مع الاردن ومصر.
وفيما يتعلق بالدور الاردني الهاشمي في القدس فان معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية عام 1994 اشارت بوضوح الى دور الهاشميين في ادارة الارضي المقدسة الاسلامية والمسيحية.
وفيما يلي موجز عن كشف اسرار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية:
كشفت وثائق سرية اطلعت عليها الجزيرة أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن المطالب بإزالة كل المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم أو "هارحوما" بحسب التسمية الإسرائيلية، وأبدت استعدادها لتقديم تنازلات غير مسبوقة في الحرم الشريف وحييْ الأرمن والشيخ جراح.
وأظهرت محاضر جلسات المحادثات المتعلقة بما بات يعرف بـقضايا الوضع النهائي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن مفاوضي السلطة قبلوا بأن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس الشرقية باستثناء مستوطنة جبل أبوغنيم.
وبحسب محضر اجتماع بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 2008 حضره مفاوضون أميركيون وإسرائيليون، قال رئيس طاقم المفاوضات في السلطة الفلسطينية أحمد قريع إن "هذا المقترح الأخير يمكن أن يساعد في عملية التبادل".
وأضاف "اقترحنا أن تضم إسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم (هارحوما)". ويتابع "هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا وقد رفضنا أن نفعل ذلك في كامب ديفد".
وقد مثل حديث قريع هذا خلاصة صريحة وواضحة لما عرضه -بالخرائط- الوفد الفلسطيني المفاوض برئاسته في الرابع من مايو/أيار 2008، وهو الاجتماع نفسه الذي قال فيه قريع للإسرائيليين إن هناك مصلحة مشتركة في الإبقاء على بعض المستوطنات.
الحي الأرمني
وقد نحا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نفس المنحى عندما قال في اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر 2009 مع المبعوث الأميركي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل، وفقا لوثيقة سرية، "بالنسبة للمدينة القديمة فإنها تكون تحت السيادة الفلسطينية ما عدا الحي اليهودي وجزء من الحي الأرمني".
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يظهر فيها التراجع الفلسطيني عن التمسك بالحي الأرمني إذا ما قورن هذا الموقف بما تسرب من موقف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفد.
وحول الموقف من الحرم القدسي الشريف يتابع عريقات قائلا في الاجتماع نفسه "الحرم يمكن تركه للنقاش. هناك طرق خلاقة، كتكوين هيئة أو لجنة، الحصول على تعهدات مثلاً بعدم الحفر".
تنازل مستمر
وقد نال حي الشيخ جراح في القدس هو الآخر نصيبه من مسلسل التراجع الفلسطيني كما تشير إليه الوثائق السرية.
فبشأنه يلمح قريع إلى إمكانية المساومة عندما يقول للجانب الإسرائيلي في أحد اللقاءات التفاوضية "في إطار تبادل الأراضي، بالنسبة لمنطقة في الشيخ جراح، لا بد أن أحصل على منطقة مكافئة".
تشدد إسرائيلي بالقدس
وبحسب عريقات فإنه في مقابل العروض الفلسطينية، رفض الإسرائيليون مناقشة القدس التي تصر إسرائيل على أنها خارج دائرة التفاوض.
وتؤكد ذلك وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في لقاء في الـ15 من يونيو/ حزيران 2008 مع قريع ووزيرة الخارجية الأميركية إذ ذاك كوندوليزا رايس قائلة "أخبرنا الفلسطينيين أننا لن نعوضهم عن أي أرض هي جزء من إسرائيل"، قاصدة بذلك القدس الشرقية التي كانت تل أبيب قد أعلنت ضمها للسيادة الإسرائيلية.
وفي اجتماعات أخرى كانت ليفني تصر على أن القدس "هي العاصمة الموحدة وغير المقسمة لإسرائيل والشعب اليهودي منذ 3007 سنوات"، وهو ما كان يثير احتجاجا من قبل المفاوضين الفلسطينيين.
لا للأردن
وخلال اجتماع عقده مع محامين من وحدة دعم المفاوضات في الخامس من مايو/ أيار 2009 يرفض عريقات أي علاقة للأردن بالمدينة المقدسة ويقول "لا أريد أن تكون للأردن أي علاقة بالقدس".
وفي اجتماع آخر له بتاريخ 15 يناير/ كانون الثاني 2010 مع ديفد هيل، نائب ميتشل، شدد عريقات على أن "ما في تلك الورقة يمنحهم أكبر يوراشاليم في التاريخ اليهودي".
وبعد أن طالبه هيل بأن يكون "أكثر تحديدا" يقول عريقات "أنت تعرف الورقة- الورقة التي أعطيتها لدانيال، كتبها (الرئيس محمود عباس) أبو مازن بنفسه".
لا حل
واقترحت رايس -وفقا لمحضر اجتماع بتاريخ 29 يوليو/ تموز 2008 مع قريع وعريقات- أن "تكون القدس مدينة مفتوحة. لا أريد للفلسطينيين أن ينتظروا إلى الأبد إجابة قد لا تأتي".
وأضافت رايس فيما بعد "1967 هو خط الأساس ولكن إذا انتظرنا إلى أن تقرروا بخصوص السيادة على الحرم أو جبل الهيكل... فإن أولاد أولادكم لن يتوصلوا إلى اتفاق. عندما يتعلق الأمر بالأماكن المقدسة، لا أحد سيجادل بشأن سيادة الآخر. اتركوها بدون حل".
وأشار عريقات في أحد الاجتماعات إلى أن التشديد على موضوع القدس هو قضية سياسية مرتبطة بالحرص على مستقبل وجود السلطة الفلسطينية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن ما أسماه "القلق بشأن القدس الشرقية" هو "في نهاية المطاف سياسي"، وذو صلة بالحرص على مصيرالسلطة الفلسطينية.
وبحسب كلام عريقات -أثناء اجتماع في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2009 مع المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل- فإنه "إذا غضضنا الطرف عن مثل تلك التسوية، فستكون لذلك عواقب وخيمة على السلطة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية".
وأشار إلى أن ما أسماها "الإخفاقات في الماضي" كانت "نتيجة الاستهانة بأهميتها لدى الفلسطينيين". وختم بالقول "يجب أن تكون هناك وسيلة لمعالجة مخاوفنا بشأن القدس".
مفهوم ضبابي
بيد أن مفهوم القدس ذاك يبقى ضبابيا وغير محدد المعالم، في ضوء التنازلات التي أعلن عريقات نفسه استعداد قيادته للقبول بها.
ففي اجتماعه مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيي ليفني بتاريخ 30 يونيو/حزيران 2008، قال عريقات "ليس سرا أننا عرضنا في خريطتنا أن نمنحكم أكبر أورشاليم (القدس بالتعبير اليهودي) في التاريخ، ولكن علينا أن نتحدث عن مفهوم القدس".
وحين سألته ليفني "هل لديكم مفهوم؟"، رد عريقات "نعم. لدينا تصور مفصل، ولكن سنناقشه فقط مع شريك. وهو قابل للتطبيق"، فقالت ليفني "لا. لا أستطيع".
عُقد متشابكة
وبحسب الوثائق السرية التي اطلعت عليها الجزيرة، فقد مثلت القدس واحدة من أهم العُقد التي استحكم تشابكها مع كل منعرج من منعرجات التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
فوسط إصرار بعض مفاوضي السلطة ذوى الرتب الدنيا على بحثها في بعض جلساتهم التفاوضية تلك، جاء رد الفعل الإسرائيلي غير متحمس، بل ومستنكر أحيانا.
تفاهم الزعماء
فهذا رئيس شعبة المفاوضات بشأن قضايا الحل النهائي العميد الإسرائيلي أودي ديكل، يخاطب عريقات في اجتماع في الثاني من يوليو/تموز ٢٠٠٨ بقوله "لماذا يصر فريقكم على ذكر القدس في كل اجتماع. أليس هناك تفاهم على ذلك بين الزعماء؟".
بيد أن مفاوضي السلطة كانوا مدركين –كما يبدو- أن "استثناء القدس (من أي اتفاق نهائي مع إسرائيل) قد يكون أكثر إضرارا من عدم التوصل إلى اتفاق"، كما قال المفاوض الفلسطيني خالد الجندي، وفقا لمحضر اجتماع بين مسؤولين أميركيين وفلسطينيين في الأول من أكتوبر/تشرين الثاني 2009.