23-01-2011 10:58 PM
كل الاردن -
قالت صحيفة "لوس انجيليس تايمز" الاميركية ان التطورات الاخيرة في ليبيا توحي بان صراعا سياسيا على السلطة بين المعتدلين والمحافظين من الحرس القديم في ليبيا قد عاد الى الظهور بقوة– وتضيف انه غبار يربط بعض المراقبين بينه وبين صراع بين افراد الحلقة الداخلية لعائلة الزعيم الليبي معمر القذافي.
وقد المحت احدى تلك المؤشرات الاولية الى ان شيئا يتفاعل تحت السطح على الجبهة السياسية في الجمهورية المنعزلة في الشمال الافريقي يتعلق باحالة سيف الاسلام القدافي الذي عرف باعتداله الى منصب شرفي ادنى في منظمة القذافي الدولية للاعمال الخيرية والتنمية التي تعرف اختصارا بـ"جيكدو".
كما ان "جيكدو" اعلنت في الوقت ذاته انها تتخلى عن العمل السياسي وانها لن تستمر في الترويج لحقوق الانسان في ليبيا، وهي خطوة عززت من التكهنات في اوساط المراقبين بان القوات المحافظة تدفع بالمعتدلين في البلاد نحو التهميش وان آمال الاصلاحيين بالنسبة الى ليبيا اخذة في التقهقر.
وتنقل الصحيفة الاميركية عن رونالد بروس سانت جون، الذي وضع سبعة كتب عن ليبيا، قوله في تصريحات ادلى بها امام مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي "سواء ابعد سيف الاسلام عن منصبه قسرا او تخلى عنه طواعية، فلا به له من الاعتراف بان اعماله واجهت عقبات لا يمكن تخطيها على شكل الحرس القديم المحيط بوالده. والليبيون الان على الاقل فقدوا واحدا من المسارات القليلة لمتابعة تحسين حقوق الانسان والاصلاح السياسي".
والقدافي الشاب لم يتسلم قط اي منصب سياسي رسمي. لكنه قام بدور رئيس في تحسين علاقات ليبيا مع الغرب في السنوات الاخيرة واصبح ناقدا للمتشددين المحافظين في الحكومة. ولم تحظ بعض دعواته للتحرير الاقتصادي والسياسي بصدى مقبول لدى بعض المحافظين.
ويبدو ان هناك بعض التفرعات في الحكاية. ذلك انه، حسب تقارير وسائل الاعلام، يبدو ان عددا من معارضي سيف الاسلام القدافي المحافظين يحظون بدعم قوي من شقيقيه- المعتصم وهو مستشار للامن القومي، وخميس وهو قائد عسكري برتبة عالية.
ويبدو ان الاشاعات المتعلقة بالتشقق المزعوم داخل عائلة القدافي والخلاف بين الاشقاء في ما يتعلق باختلاف رؤياهم السياسية واسعة الانتشار الى درجة ان القذافي الشاب نفى تلك التكهنات في بيان علني نادر.
اذ نُقل عن سيف الاسلام قوله في بيان نشر على موقع "جيكدو" ان "عددا من التقارير الصحافية اوحت بانني متورط في صراع على السلطة مع اخواني خلف الستار في ليبيا. الا انه ليس هناك شيء من هذا القبيل. وأنا تمتع بعلاقة ممتازة مع افراد عائلتي".
غير ان التوترات المتصاعدة بين المعتدلين والمتشددين في ليبيا كانت ملحوظة في الاشهر الاخيرة. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) اعتقلت قوات الامن الليبية 20 صحافياً يعملون في مواقع اعلامية تديرها شركة النشر "الغد" التي ترتبط عن كثب بالقدافي الشاب.
ولم تظهر اسباب الاعتقال في ذلك الوقت. الا ان "مراسلون بلا حدود" وهي مجموعة تدعو لحرية الصحافة قالت في بيان في ذلك الحين ان المعارضة طلبت القبض على الصحافيين الذين افرج عنهم في ما بعد بامر من القدافي الاب.
وفي بيانه الذي نفى فيه الشائعات عن وجود خلاف بين افراد العائلة، بدا ان سيف الاسلام شعر انه مضطر الى تسوية الامور حول علاقاته مع "الغد". فقد نفى انه يملك المجموعة الاعلامية، مؤكدا انه لم يكن اكثر من "مجرد مؤيد" لها ليس الا.
وعادت شركة النشر الى الظهور مرة اخرى في وقت سابق من هذا الاسبوع عندما نشرت وكالة الانباء الليبية وهي جزء من "الغد" مقالا نادرا ينتقد الجيش الليبي.
وجاء في التقرير الذي قيل ان المحرر السياسي للصحافة الليبية هو الذي اعده ان الجيش الليبي يؤدي مهامه بطريقة سيئة،
وطالب بان يتولى مدنيون ادارة وزارة الدفاع.
ونقلت وكالة "رويترز" للانباء ان المقال ذكر ان "القوات المسلحة استولت على الاف الدونمات من الاراضي الىي تحولت من دون داع الى معسكرات وثكنات، وفي وقت لاحق اصبحت مصدرا لثروة الكثيرين".
وبالاضافة الى اتهام الجيش بعدم الكفاءة، فان التقرير وصف بعض كبار الضباط العسكريين بالفساد.
ولقد كان التقرير جريئا بالمقاييس الليبية. ذلك انه اضافة الى ما يظهر فيه من تصعيد للصراع على السلطة بين المعتدلين والحرس القديم، فان التقارير الصحافية تناولت الاحتجاجات التي تقام في عدة مدن ليبية في الاسبوع الفائت حول الفساد والنقص في المساكن المدعومة من جانب الحكومة.
(الاسبوع)