23-01-2011 11:11 PM
كل الاردن -
عريب الرنتاوي
حذّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اندلاع "انتفاضة شعبية" او "ثورة فلسطينية" في حال فشل عملية السلام ، وهو الذي طالما عبّر عن رفضه "الانتفاضة الثالثة" ومعارضته "خيار المقاومة" وإصراره على أن "لا بديل عن المفاوضات العبثية سوى المزيد منها" ، بل أنه ، وعلى امتداد السنوات الفائتة ، تمكن من بناء وإشاعة "منظومة ايديولوجيه متكاملة" ، تستند إلى التفاوض كخيار وحيد.
حسناً فعل الرئيس عباس ، فقد نطق أخيراً ، بالكلمة السحرية: الانتفاضة.
على أننا لا نتوقع أبدا بأن نستفيق صبيحة اليوم التالي لتصريحات على وقع وإيقاع "انتفاضة فلسطينية ثالثة" ، فنحن نأخذ تصريحاته في معرض "التحذير" من الانتفاضة وليس في سياق "التحضير" .
ونضيف إلى ذلك ، بأن "انتفاضة شعبية ثالثة" لن تندلع قريباً أو في المدى المنظور ، بفعل حالة الانهاك التي تعيشها الضفة الغربية.
لكن إن استمر الحال على هذا المنوال ، فإن "غضب الضفة" سيقرع "جدران الخزان" من جديد.
بعد ثورة الشعب التونسي ، ذهبت التقديرات والتكهنات حول هوية "الحلقة الثانية" في كل اتجاه ومذهب.. نادرة هي التحليلات التي أشارت للضفة الغربية كساحة محتملة لانتفاضة جديدة ، مع أنها أكثر من غيرها ، مرشحة لأن تكون مرجل الغضب الشعبي القادم ، لا لأسباب تتعلق بظروف المعيشة والاقتصاد فحسب ، بل ولأسباب تتعلق أساسا باستمرار الاحتلال والاستيطان والعدوان والحصار من جهة ، وتفشي مظاهر الانحلال من جهة ثانية.
(الدستور)