|
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
دراسة الموقع النووي
بقلم : د.أيوب أبودية 08-11-2014 10:57 AM ورد خبران في صحيفة الرأي في اليوم نفسه (الخميس 30 تشرين أول 2014)، احدهما بعنوان: 'توقيع اتفاقية تنفيذ الدراسات لموقع المحطة النووية ... اليوم' والثاني بعنوان: 'المفاعل النووي الأمريكي الأول في القرن الـ 21 يبدأ تشغيله قريباً'. الخبران متباعدان جغرافياً على الصفحات ولكن يبدو أن هناك ترابط جوهري بينهما أسوقه فيما يلي: الخبر الأول يتحدث عن توقيع اتفاقية دراسة الموقع بما في ذلك دراسة تقييم الأثر البيئي والدراسات الزلزالية والجيولوجية وغيرها للوصول (مع اهمال كامل لوزارة البيئة)، وكما يقول صاحبه، إلى 'مدى ملائمة الموقع لهذا المشروع' خلال مدة سنتين. وهذا كلام جميل لولا أن دراسة مماثلة لمفاعل مانجو Manju في اليابان، على سبيل المثال لا الحصر، استغرقت 15 عاماً منذ اقتراح الموقع النووي لغاية بداية أعمال الإنشاءَات (من عام 1970 لغاية 1985)! على أي حال، فإنه قد ورد في الخبر نفسه أن هيئة الطاقة الذرية وقعت سلسلة من الاتفاقيات مع شركة روس أتوم الروسية التي فازت بعطاء توريد التكنولوجيا النووية. والآن، لنفترض أن الشركة الكورية وجدت الموقع في الموقر بالقرب من قصير عمره بعد انجاز دراساتها أنه موقع غير ملائم، فماذا سنفعل؟ هل نشرع في اختيار موقع رابع (الأول كان في العقبة والثاني في المجدل والثالث في الموقر)؟ وماذا سيحدث لخط المياه لنقل مياه خربة السمرا مسافة 60 كيلومتراً إلى الموقر بكلفة 170 مليون دينار؟ هل يصبح كالباص السريع، حفريات معلقة إلى ما شاء الله! أما الخبر الثاني المقارن فقد ورد عن المفاعل النووي الأمريكي الأول في القرن الحادي والعشرين والذي سوف يبدأ تشغيله قريباً، كما أعلن الخبر في العدد نفسه من الصحيفة، فإنه يتحدث عن مفاعل واتس بار2 النووي، وأنه تم إنجاز 90% منه لغاية الآن وأن قدرته 1150 ميجاواط وسوف تبلغ تكاليف إنشائه 39 مليار دولار أمريكي. فما الذي يربط هذا الخبر بالخبر الأول حول توقيع اتفاقية دراسة الموقع النووي؟ الحقيقة هي أن مشروع واتس بار2 من أكبر المشاريع النووية الفاشلة في العالم، ويمكن الاستدلال على ذلك من التكلفة الفلكية للمشروع الذي بلغت فترة بنائه المنقطعة لغاية الآن 34 سنة؛ حيث حصل الموقع على رخصة البناء عام 1973 ولغاية هذه اللحظة لم تعمل الوحدة الثانية للمفاعل. توقفت أعمال الإنشاء في المفاعل الأخير عام 1985 بعد إنجاز 80% منه، ثم اتخذ قرار بمتابعة العمل عام 2007 بحيث يبدأ الإنتاج عام 2013 وبكلفة 2.5 مليار دولار للأعمال المتبقية؛ وما لبثت أن ارتفعت التكلفة إلى 4.2 مليار، ويتوقعون أن ينتهي العمل به في نهاية عام 2015، وعندها يكون قد أتم ثلاثين عاماً من عمر إنشائه المديد وزادت تكلفته عن 39 مليار دولار وذلك اذا تمكن من العمل حسب متطلبات الأمان الجديدة للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد كارثة فوكوشيما. وهكذا فإن هناك علاقة قوية تربط الخبرين، إذ يجب أن نتعلم من مأساة مفاعل واتس بار2 الأمريكي لا أن نكررها في بلادنا! فخلاصة القول أنه ينبغي علينا في الأردن أن نتعلم من التجربة الأمريكية بأن طاقة المستقبل هي موجودة في الغاز والصخر الزيتي وفي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح معاً وهي الطاقة المتجددة والمستدامة والتي لا تشكل أي خطر على الاقتصاد الوطني في حال أي كارثة. ويمكن القول أيضاً أن هذه المصادر المتجددة للطاقة تعتبر ضربة قاسمة للطاقة النووية في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد وضع جلالته أصبعه على الجرح عندما لم يشر الى الطاقة النووية في خطابه السامي الى مجلس الأمة!
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
08-11-2014 05:37 PM
 اليس من العيب ان تنشر الراي خبرا مفصلا عن مفاعل أميركي فاشل بدلا من نشر النجاحات في الطاقة المتجددة النظيفة على صعيد العالم؟
2) تعليق بواسطة :
08-11-2014 08:36 PM
دكتورنا ابو دية الفاضل
3) تعليق بواسطة :
08-11-2014 08:42 PM
دكتور يعقوب ابو دية الفاضل
4) تعليق بواسطة :
08-11-2014 08:45 PM
معالي الدكتور خالد النووي
5) تعليق بواسطة :
08-11-2014 11:04 PM
ننحني لك احتراما وتقديرا يا دكتور رضا الشبول واتمنى ترتيب لقاء شخصي لنتابع الحوار
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق