أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


كيف لنا ان نتجنب الحكومات الفاشلة?

25-01-2011 07:05 AM
كل الاردن -

فهد الخيطان

مراجعة القواعد المتبعة في اختيار الرؤساء والوزراء واعادة النظر في تجربة السنوات الاخيرة .

اظهرت تجارب الحكومات المتعاقبة في العقد الاخير ان من الخطأ الفصل بين البرامج والمسؤولين القائمين على تنفيذها, وان نوعية وهوية الاشخاص هما العامل الحاسم في نجاح او تعثر المشاريع الاصلاحية وعدم انجاز المهمات التي تحددها كتب التكليف الملكي.

بمعنى آخر فان طريقة تشكيل الحكومات وآلية اختيار الوزراء تفوق في اهميتها البرامج, لان عدم قدرة المسؤولين على تحقيق تطلعات الشعب تنعكس سلبا على الاهداف والشعارات ذاتها ويفقد المواطن الثقة بالمبادئ قبل المسؤولين.

ولهذا يخطئ النواب في اعتقادهم ان الثقة النيابية تمنح للبرامج والبيانات الوزارية بغض النظر عن نوعية الوزراء لان نجاح اي برنامج يعتمد بالدرجة الاولى على قدرة المسؤولين على التنفيذ, ولذلك ينبغي في البداية فحص قدرات الفريق الوزاري ومؤهلاتهم قبل النظر في البرامج. فما من حكومة إلا وتبنت برامج اصلاحية ووعدت بسياسات نوعية ثم ما لبثت ان اخفقت في ذلك واظهرت في التطبيق عجزا وفشلا وخيبة امل عند جمهور عريض من الرأي العام الطامح بالتغيير والاصلاح.

بعد هذه التجارب المريرة مع مجموعات من الوزراء المنتمين الى مدرسة التكنوقراط و'الديجتال' او الذين توارثوا المناصب الرسمية او هبطوا بالبراشوت من دون ان يكون لهم اي حيثية سياسية وطنية, صار من الواجب مراجعة القواعد المتبعة في اختيار الحكومات وطواقمها وثمة استخلاصات في هذا الشأن لا بد من التوقف عندها:-

اثبتت التجارب ان السلوك الوظيفي والشخصي لمن يتولون مواقع المسؤولية يؤثر الى حد كبير على مصداقيتهم في نظر الرأي العام, فمن ارتبط اسمه بشبهات الفساد او الثراء من الوظيفة العامة لا يمكن ان يكون مسؤولا ناجحا, وحتى لو ان شركة علاقات عامة اجنبية رشحته للمنصب!

الفصل التام بين رجال الاعمال 'البزنس' والمنصب السياسي, فتزاوج السلطة والمال كان المسؤول الاول عن كل قضايا الفساد التي سجلت في الاردن خلال السنوات الماضية وهو الذي وقف خلف مشروع تفكيك الادارة الاردنية وتراجع مستوى وسوية القطاع العام.

واظهرت التجربة ايضا ان المستوى الاكاديمي او ما بات يعرف بفئة خريجي الجامعات والمعاهد الغربية لا يعني بالضرورة ان اصحابه هم الاكفأ لتولي المناصب الوزارية والمواقع المتقدمة, ففي الممارسة كان الكثير منهم الاسوأ في الادارة والاقل قدرة على معرفة احتياجات المجتمع وتقديم حلول واقعية للمشاكل. وفي الذاكرة القريبة قصص فشل لا تعد ولا تحصى. كما ان العديد من المسؤولين الذين تورطوا في قضايا فساد كانوا من ألمع الطلاب في الجامعات الغربية.

الوزن السياسي والحضور على المستوى الوطني عامل حاسم للنجاح, فمن يفتقد القدرة على التواصل مع مجتمعه ومع موظفيه يخفق في عمله واذا لم يحز على ثقة الناس سيجد صعوبة في تمرير اي قرار او تطبيق السياسات.

معظم المسؤولين الذين فشلوا في مواقعهم كانوا ينتمون الى الفئات التي اشرنا اليها سابقا ويفتقرون للميزات التي جعلت من مسؤولين في تاريخ الحياة السياسية الاردنية رموزا.

الى ان نصل الى مرحلة متقدمة في الاصلاح السياسي و'انتخاب' الحكومات مباشرة علينا ان نعمل على تطوير الادوات المتوفرة وتحسين شروط تشكيل الوزارات واختيار الوزراء لنتجنب في المستقبل الوقوع في فخ الحكومات الفاشلة وما تخلفه من متاعب لصاحب القرار وللشعب.

 

 

(العرب اليوم)

 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-01-2011 12:51 PM

الى الكاتب المحترم : اذا كنت تعتقد ان الحكومة فاشلة فغيرك يعتقد انها ناجحة , يختلف مقياس النجاح من حالة الى اخرى ,, مثلا : نجحت في تفكيك اجهزة الدولة و اقصاء الرجال الرجال و تقريب او اشباه الرجال و في تجويع المواطنين و في تشليحهم ما في جيوبهم ,, بالنسبة لك هذه حكومة فاشلة ولا تعمل لمصلحة الوطن و المواطنين بينما بالنسبة لغيرك فهي ناجحة بامتياز !!! مواصفات المسؤولين فأنت تريدهم مثالا للنزاهة و الامانة و الشرف , بينما ىغيرك يريدهم نهابين نهاشين لا يعرفوا الوطن ولا المواطن على ان يكونوا عديمي الاحساس و عديمي الضمير و عديمي الخبرة ,,

2) تعليق بواسطة :
25-01-2011 03:11 PM

هل يعتقد الاستاذ فهد اننا قادرين على ابداء اراءنا او ما يجول في نفوسنا ونحن نتبنا ثقافة(حط راسك بين هالرؤوس....الخ وامشي الحيط الحيط...الخ) وكل هذه العبارات المهزومه والامثال المأزومه التي حولتنا الى قطعان لاتؤمن الا بالبحث عن قوة يومنا علينا ان نرتقي بوعينا ونخرج من دائرة التخاصم مع الذات اولا والاخرين حتى نستطيع ان نتبنى القول القديم (ان عشت فعش حرنا او مت كالاشجار وقوفا) فاليسامحني الاستاذ فهد اذا كان هناك عدم ترابط في تعليقي لاني نفسيتي مجعلكه ولانني افقد مخزوني المعرفي والثقافي الذي جمعته عبر عشرين عاما من امهات الكتب وشكرا

3) تعليق بواسطة :
25-01-2011 03:51 PM

بدنا رئيس وزراء قوي يحترم الدستور والشعب

نريد رئيس وزراء لا يخشى سطوة أحد
وبالتالي لا يتحمل أحد عنه أي مسؤولية
نريد رئيسا يحترم الدستور
نريد إعلاما لا يباع ولا يشترى ولا يخاف من أحد ويحترم الدستور
نريد إعلاميين أحرار لا يبيعوا على الناس النفاق والكذب يفرقون بين الدولة والحكومة بين المصالح الضيقة والوطن الكبير

4) تعليق بواسطة :
25-01-2011 06:22 PM

وين راح سميح المعايطه بطلنا نسمع صوته لما شرف الصفدي على الوزاره

5) تعليق بواسطة :
25-01-2011 08:26 PM

اقتبس من المقال "الى ان نصل الى مرحلة متقدمة في الاصلاح السياسي و"انتخاب" الحكومات مباشرة علينا ان نعمل على تطوير الادوات المتوفرة وتحسين شروط تشكيل الوزارات واختيار الوزراء لنتجنب في المستقبل الوقوع في فخ الحكومات الفاشلة وما تخلفه من متاعب لصاحب القرار وللشعب."
لقد وصلنا غلى المرحلة التي يجب ان ننتخب فيها رئيس الحكومة الآن وليس في مراحل متقدمة , لقد مر على قيام الدولة الاردنية ما يزيد عن تسعين عاماً .. الى متى ننتظر ؟ لقد ارتفعت مديونيتنا من خمسة مليارات إلى حوالي اربعة عشر او سبعة عشر مليار دولار وسيصل في نهاية السنة الى حوالي عشرين مليار دولار ؟ الى متى ننتظر ؟ لقد بيعت غالبية مؤسسات الدولة المنتجة وبيعت اراضي لها اهمية ( شواطئ البحر الميت وخليج العقبة ) ؟ الى متى ننتظر .. لقد انخفض مستوى الولاء والإنتماء للأردن في نفوس الأردنيينالى مستوى خطر جداً ؟ غلى متى ننتظر .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012