26-01-2011 10:55 AM
كل الاردن -
تواصل الضغط الشعبي والنقابي امس لاسقاط الحكومة في تونس غداة الاعلان عن تعديل وزاري وشيك, في الوقت الذي اعرب فيه مسؤول امريكي كبير يجري مباحثات في تونس عن الامل في ان يجلب "النموذج التونسي" اصلاحات في العالم العربي.
واعرب جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط واول مسؤول غربي يزور تونس بعد سقوط بن علي, عن الامل بان يؤدي "النموذج التونسي" الى اصلاحات في العالم العربي لتلبية التطلعات السياسية والاجتماعية "المشروعة" لشعوبه.
في الاثناء كان نحو 15 الف متظاهر, بحسب مصدر امني, قد شاركوا في تظاهرات للمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية, مستوحاة من النموذج التونسي.
ومنذ الفجر طالب مجددا الف متظاهر امام مقر الحكومة في العاصمة التونسية, باستقالة الحكومة الانتقالية التي يهمين عليها وزراء من حكومة بن علي.
ثم ما لبث ان تزايد عددهم مع وصول مجموعات من المتظاهرين بينهم تلاميذ وطلاب, ليبلغ عند الظهر نحو اربعة آلاف متظاهر, بحسب مسؤول عسكري في المكان.
وتحدى مئات من المتظاهرين الليلة الماضية حظر التجول وامضوا, رغم البرد, ليلة ثانية في ساحة الحكومة بالقصبة تحت نوافذ مكاتب رئيس الوزراء محمد الغنوشي.
وقالت محرزية محرز القادمة من القصرين مع زوجها وابنتيها الصغيرتين, ان "رموز (النظام السابق) يجب ان يرحلوا, وسنبقى حتى يرحلوا".
وقال لطفي عباس وهو صيدلي قادم من جنوب البلاد ان "المعركة ستحسم في العاصمة ولذلك جئنا الى هنا. يجب اسقاط الحكومة. انهم مثل السرطان (رموز الحزب الحاكم سابقا) يجب اجراء تنظيف كامل وعدم ترك اي اثر لهم", مضيفا "لن يرضينا تعديل وزاري".
وكان المتحدث باسم الحكومة ووزير التربية الطيب البكوش اعلن الاثنين عن تعديل وزاري وشيك, مؤكدا في الوقت نفسه انه "شخصيا" مع الابقاء على وزراء من حكومة بن علي لضمان "استمرارية الدولة".
وقال فيلتمان ان واشنطن تدعم الاصلاحات الديموقراطية للحكومة التونسية التي تندرج في اطار اضفاء الديموقراطية على الحياة السياسية في تونس.
لكنه اضاف "وحدها الانتخابات يمكن ان تحدد ان كانت الحكومة ديموقراطية".
وتابع "ما سيدعم فعليا اي حكومة في تونس هو ان تكون لها مصداقية تنبع من مسار انتخابي", معلنا انه سيزور الاربعاء باريس لاجراء مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين حول تونس ولبنان.
ومن جهة اخرى قررت النقابة العامة للتعليم الاساسي (ابتدائي واعدادي) امس تعليق الاضراب المفتوح الذي بداته الاثنين, على ما اعلن الامين العام للنقابة حفيظ حفيظ.
وقال حفيظ "قررنا تعليق الاضراب , اليوم سيعود كل المدرسين الى التدريس, وسنعلن عن اشكال اخرى للنضال (لاسقاط الحكومة) لا تشمل الانقطاع عن التدريس".
وفي مسعى للاستجابة للتململ الاجتماعي الذي كشفته "ثورة الياسمين", اعلنت الحكومة التونسية عن رصد اعتمادات عاجلة وفورية بقيمة 260 مليون يورو لمساعدة المناطق الاكثر فقرا في الوسط الغربي للبلاد.
وسيصرف هذا المبلغ للتعويض على اسر "ضحايا ثورة تونس من عائلات الشهداء والجرحى وصغار الحرفيين والتجار لاستئناف نشاطهم واحداث حظائر العمل للمصلحة العامة لفائدة العاطلين عن العمل كاجراءات اسعافية في انتظار ايجاد الموارد الاستثمارية اللازمة لبعث المشاريع التنموية".
غير ان الاحتجاجات متواصلة.
وعلى صعيد اخر فرق مئات الشبان المعارضين للحكومة الانتقالية في وسط العاصمة التونسية مساء امس تظاهرة مؤيدة للحكومة, في اول مواجهة عنيفة بين معارضي الحكومة وانصارها.
وقد نظم مئات الاشخاص امس في وسط العاصمة التونسية اول تظاهرة مؤيدة للحكومة الموقتة, في مقابل مئات اخرين يطالبون باستقالة هذه الحكومة.
وهتف مؤيدو الحكومة "نعم لحكومة الوحدة الوطنية ... لا لا للفراغ", وسط صرخات مستهجنة لمتظاهرين آخرين يطالبون باستقالة الحكومة.
وكالات