27-01-2011 08:00 AM
كل الاردن -
أفادت وثائق سرية نشرتها قناة "الجزيرة" أن رئيس "سلطة فتح" محمود عباس كان على علم بنية الكيان الصهيوني مهاجمة قطاع غزة قبل العدوان على القطاع الذي استمر 23 يوما قبل سنتين واستشهد فيه نحو 1500 فلسطيني.
كما أشارت الوثائق إلى أن "سلطة فتح" عملت على سحب تقرير "غولدستون" الذي اتهم الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب في تلك الحرب.
ففي اجتماع مع المبعوث الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط جورج ميتشل في الـ21 أكتوبر/ تشرين الأول 2009؛ يقر ما يسمى رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات بأن رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الصهيونية عاموس جلعاد، "ذهب إلى أبي مازن قبل الهجوم وسأله؟.. وكان رد أبي مازن أنه لن يذهب إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية".
حصاد العدوان
وترتكز أسباب دعوة الكيان محمود عباس إلى مشاركتها حصاد نتائج الحرب المقبلة على ما سمعوه خلال جولاتهم التفاوضية المتعددة من الجانب الفلسطيني حول ضرورة إلحاق الهزيمة السياسية بحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ومثال ذلك ما عبر عنه رئيس طاقم المفاوضات في السلطة أحمد قريع لوزيرة الخارجية الصهيونية السابقة تسيبي ليفني في الـ22 يناير/ كانون الأول 2008 عندما قال "سنهزم حماس لو توصلنا إلى اتفاق وسيكون هذا هو ردنا على دعواهم بأن استعادة أرضنا يمكن أن تتحقق فقط عبر المقاومة".
شكوى فياض
ونفس الكلام نقلته أيضا قيادة السلطة إلى الإدارة الأمريكية في لقاء جمع رئيس حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية سلام فياض مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في الرابع من مارس/آذار 2008.
وفي ذلك الاجتماع يقول فياض "بالنسبة لغزة هناك طرف وحيد منتصر: حماس. "إسرائيل" لم تربح. نحن خاسرون بالتأكيد في هذا الحدث. حماس تحاول أن تتصدر الأخبار، وأن تخلق الظروف التي أدت إلى الانتفاضة الأخيرة".
ويبدو تحقيق "مكاسب" في مواجهة حماس أمرا ملحا بالنسبة للسلطة، وهو ما عبر عنه عريقات في لقاء جمعه رفقة سلام فياض مع المستشار السابق للأمن القومي الأمريكي، ستيفن هادلي في 29 يوليو 2008 حين قال "نحن نحتاج إلى اتفاق، إنها مسألة حياة أو موت سياسي بالنسبة لنا في علاقتنا بحماس".
وكشفت تلك الوثائق عن أن السلطة استمرت في اتصالاتها مع الصهاينة حتى بعد العدوان على القطاع قبل سنتين أو ربما في أثنائه، كما كشفت عن جوانب خفية من تحريض السلطة المستمر على حماس.
لقاءات مستمرة
ففي اجتماع بتاريخ 21 أكتوبر/تشرين الأول 2009 يقول عريقات لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق الجنرال جيم جونز "نحن نلتقي "الإسرائيليين" دوريا حول الأمن، بغض النظر عن السياسة".
وفي اجتماع مع ميتشل بتاريخ 20 أكتوبر 2009 يقول عريقات "سنحافظ على الاتصالات ولكن مع عاموس جلعاد" "في أي وقت كان". ويضيف عريقات "لن نوقف الاتصال".
وكانت وسائل إعلام صهيونية عديدة قد أفادت بعيد الحرب أن السلطة الفلسطينية تعاونت فيها "بشكل ممتاز".
وذكرت القناة العبرية الثانية في العاشر من مايو /أيار 2009 أن قائد الأركان الصهيوني غابي أشكنازي بعث برسالة إلى وزيري الخارجية والقضاء والمستشار القضائي للحكومة كشف فيها عن "تعاون نادر" بين الجيش الصهيوني و"سلطة فتح" خلال العدوان على غزة.
وأسفر العدوان على غزة نهاية عام 2008 وبداية 2009 عن استشهاد نحو 1500 شهيد وجرح نحو خمسة آلاف آخرين، إضافة إلى تدمير هائل في المساكن والبنى التحتية للقطاع.
تحريض ضد "حماس"
وفي السياق ذاته؛ كشفت وثائق سرية أخرى نشرتها "الجزيرة" عن أن "سلطة فتح" حرضت الكيان الصهيوني وقوى إقليمية ودولية، بشكل مباشر وغير مباشر، على حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
ففي اجتماع عقد بتاريخ 11 مارس/ آذار 2008 يخاطب رئيس "حكومة" رام الله سلام فياض مبعوث الرباعية الدولية رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بالقول "فتح المعابر سيف ذو حدين، إذا تشكل الانطباع بأن حماس نجحت في فتحها فإن ذلك سيفهم منه أن الصواريخ تؤتي أكلها".
ويضيف "طلبت من (وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة) كوندوليزا رايس أن تضغط على "إسرائيل" بخصوص ذلك".
وتظهر الوثائق دعوة قيادة "سلطة فتح" الكيان لتشديد الحصار على قطاع غزة لعل ذلك يؤدي إلى زعزعة سيطرة حماس على القطاع.
وجاء على لسان رئيس طاقم المفاوضات في سلطة فتح أحمد قريع أثناء اجتماعه في الرابع من فبراير/شباط 2008 مع وزيرة الخارجية الصهيونية آنذاك تسيبي ليفني، حين يقول "ما الذي بإمكانكم أن تقوموا به حيال معبر فيلادلفيا؟" وحين ترد عليه ليفني "نحن لسنا هناك"، يقول "لقد أعدتم احتلال الضفة الغربية، وبإمكانكم احتلال المعبر إذا أردتم"، وحين تسأله عما إذا كان يوافق على إعادة احتلال غزة، يلوذ بالصمت.
وفي نفس الاجتماع يطمئن قريع محاورته الصهيونية بأنه رافق محمود عباس إلى القاهرة، "وتقابلنا مع الوزير (مدير المخابرات المصرية) عمر سليمان والرئيس (حسني) مبارك". و"لقد اتضح للمصريين أن فتح الحدود ليس لعبة وأن حماس تهدد الأمن القومي المصري".
وحين تسأل ليفني مسؤول سلطة فتح عما إذا كان فتح حدود القطاع مع مصر "بدا كما لو كان انتصارا لحماس؟" يرد قريع "أجل. بدا وكأنه أنهى الحصار".
وفي لقاء بتاريخ 11 فبراير/شباط 2008 يشتكي رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير صائب عريقات لرئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب الصهيونية عاموس جلعاد من أن "حماس كانت ترسل مفجريها الانتحاريين وكنتم تردون بتدمير قدراتنا الأمنية".
(المركز الفلسطيني للاعلام)