28-01-2011 11:49 AM
كل الاردن -
اشتبكت الشرطة المصرية مع متظاهرين احاطوا بالمعارض المصري والمدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الدولية محمد البردعي. واطلقت الشرطة الرصاص في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتجمعين قرب مسجد في وسط القاهرة ادى فيه البرداعي صلاة الجمعة.
كما بدأت بعد اداء صلاة الجمعة في عدد من المدن المصرية التظاهرات التي دعت المعارضة اليها، وخرج المئات في تظاهرة في امام المسجد الرئيسي في المنيا بجنوب مصر. كما شهدت الاسكندرية ودمياط ودمنهور والسويس والاسماعيلية ومحافظة الشرقية تظاهرات مماثلة.
وفي القاهرة اطلق الامن القنابل المسيلة للدموع واعترض رجال الامن المتظاهرين في محاولة لمنعهم من الوصول الى ميدان التحرير في القاهرة كما اطلقت الرصاص المطاطي على المتظاهرين قرب الازهر ، ولاحق رجال امن بملابس مدنية بعض المتظاهرين وقاموا باعتقال بعضهم.
وحاول المتظاهرون التوجه الى القصر الرئاسي، وهم يهتفون بسقوط الرئيس المصري.
مظاهرات متعددة
وقال مراسل بي سي في القاهرة خالد عز العرب ان المظاهرة الكبرى بدأت من ميدن الجيزة ،ثم قوات الامن المصرية من تفريق التظاهرة الكبرى الاساسية باطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه . وان التظاهرات تحولت الى تظاهرات متفرقة وواصل المتظاهرون احتجاجاتهم في مناطق امثال محيط جامعة القاهرة والشوارع الجانبية في الجيزة وحتى في مدينة نصر شرقي القاهرة.
وتواردت أنباء عن تعرض بعض طواقم وسائل الإعلام الى الضرب والتضييق من قبل قوات الأمن. كما هي الحال مع مراسلنا في القاهرة، أسد الله الصاوي، الذي تعرض للضرب من احد رجال الشرطة السرية اثناء تغطيته للتظاهرات في القاهرة.
وقال الصاوي انه اصيب في منطقة جامع الفتح حيث وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.
واشار الى ان رجال الشرطة السريين القوا القبض عليه ثم اعتدوا عليه بضربه بمواسير حديدية كما صادروا كاميرته الشخصية.
واكدت مصادر صحفية في الاسماعيلية لبي بي سي خروج الآلاف من المتظاهرين من مسجد المطافي ومساجد اخرى في المدينة هاتفين بشعارات تدعو لاسقاط النظام
وتوجه المتظاهرون في الاسماعيلية من ميدان المطافي إلى مقر مديرية الأمن حيث وقعت اك اشباكات متفرقة بين المتظاهرين ورجال الامن ورشق المتظاهرون قوى الامن بالحجارة.
وقام المتظاهرون بإسقاط بعض صور الرئيس حسني مبارك في شارع محمد علي ويعتبر هذا الشارع الأكبر في مدينة الاسماعيلية ويربطها بالقاهرة ومحافظات اخرى.
وقال محمد رضوان مراسل جريدة المصري اليوم في الاسماعلية لبي بي سي ان المتظاهرين قاموا باقتحام مقر الحزب الوطني المصري وتحطيم محتوياته.
وقال موفد البي بي سي في الاسماعيلية معوض ان الالاف من المتظاهرين واصلوا تظاهرهم وسط المدينة وانهم الان يحيطون بمبنى المحافظة.
واضاف ان العديد من المشاركين في هذه التظاهرات هم من المواطنيين العاديين الذين ربما يشارك بعضهم في تظاهرة لاول مرة.
كما قامت السلطات المصرية بقطع خدمات الهاتف المحمول في البلاد في محاولة لإحباط محاولات التجمهر والتظاهر بعد صلاة الجمعة تلبية لدعوة القوى المعارضة للحكومة تصعيد حركتهم فيما أطلق عليه اسم "جمعة الغضب".
وكانت السلطات المصرية قد قامت ليلة الخميس الجمعة بتعطيل معظم خدمات شبكة الانترنت في مصر، وتعطيل خدمة ارسال الرسائل النصية عبر الهواتف.
ويقول مراسل بي بي سي في القاهرة ان ثمة انتشار امني مكثف حول المساجد، الكبرى في القاهرة وباقي المحافظات.
ويضيف ان الدعوة للتظاهرات طالبت الناس بالخروج من المساجد والكنائس بيد انه لم يعرف بعد موقف الكنائس المصرية من هذه الدعوة وهل سيشارك فيها اعضاؤها.
حصار اتصالي
وأغلقت السلطات أيضا موقعي فيسبوك وتويتر على شبكة الاتنرنت لمنع التواصل بين نشطاء حركة الاحتجاج قبيل ساعات من خروج مظاهرات دعا اليها نشطاء معارضون وجماعات معارضة.
وقال مراسل بي سي ان تأثير الانترنت لن يكون بقدر تأثير قطع اتصالات الهواتف المحمولة ، التي ستؤثر على قدرة المتظاهرين على تنظيم انفسهم لاسيما خلال تجمعاتهم وتحركاتهم اثناء التظاهر.
ويقول مستخدمو الانترنت في مصر انهم لا يستطيعون الدخول الى الشبكة منذ الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليلة الماضية، فيما شكا البعض من أن الدخول الى المواقع بطيء ومتقطع منذ ليل الخميس.
كما قامت السلطات باعتقال العديد من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين، بينهم قيادات في مكتب الارشاد في الجماعة ونواب سابقون وسط انتقادات لها باستخدام القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين.
وأكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" أن الشرطة المصرية تفرط في استخدام القوة ضد المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس حسني مبارك" بشكل غير مقبول وغير متناسب بتاتا".
وطالبت المنظمة السلطات المصرية بالتحقيق في المعلومات التي تتحدث عن استخدام مفرط للقوة من جانب الشرطة والعمل على محاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال".
مداهمات
من جهته قال المحامي عبد المنعم عبد المقصود ان 20 على الاقل من كبار القيادات في الاخوان المسلمين اعتقلوا في مداهمات جرت في الساعات الاولى من صباح الجمعة منهم المتحدثون باسم الجماعة عصام العريان ومحمد مرسي وحمدي حسن.
واضاف قوله "والسبب طبعا معروف وهو ما ينتظر حدوثه الجمعة".
وأكد مصدر امني ان السلطات أمرت قوات الامن بحملة مداهمات على الجماعة خلال الليل. وقال المصدر لوكالة رويترز "لدينا أوامر بمداهمات أمنية على الاخوان.
وكان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قد اعلن يوم الخميس أنه مستعد للحوار مع الشعب ومع المعارضة.
ودعت حركة 6 ابريل الاحتجاجية الشبابية الى تظاهرات الجمعة تخرج من جميع مساجد مصر بعد صلاة الجمعة. وايدت قوى المعارضة الأخرى هذه الدعوة.
في الوقت نفسه حذرت وزارة الداخلية المصرية من انها ستتخذ تدابير "حازمة" في مواجهة المتظاهرين المعارضين للحكومة والذين دعوا للخروج الى الشوارع بعد صلاة الجمعة بعد ثلاثة ايام من الاحتجاجات والاشتباكات الدامية مع الشرطة.
وقالت الوزارة في بيان "تعاود وزارة الداخلية التحذير من تلك التحركات والتاكيد على انه سوف يتم اتخاذ اجراءات حازمة في مواجهتها وفق ما يقضي به القانون".
وفي وقت سابق من يوم الخميس اعلنت جماعة الاخوان المسلمين، قوة المعارضة المنظمة الرئيسية في مصر، الخميس انها ستشارك في تظاهرات "الغضب" يوم الجمعة.
وقال القيادي في الجماعة سعد الكتاتني في تصريح بثه موقع الجماعة على الانترنت ان "الإخوان مشاركون مع كل القوى الوطنية المصرية وجموع الشعب المصري في أن يكون يوم الجمعة هو يوم الغضب العام للشعب المصري".
واضاف الكتاتني أن "تهديد الحكومة ووزارة الداخلية امر مرفوض".
وتابع ان "الإخوان يتمنون أن يكون النظام المصري قد وعى الدرس وفهم الرسالة التي أرسلها الشعب المصري".
شمال سيناء
وأفادت وكالة فرانس برس نقلا عن مصدر أمني مصري أن قذيفتي آر بي جى اطلقتا مساء الخميس على مركز شرطة في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء ولكنهما أخطأتا هدفهما واصابتا مركز مجاورا للتحاليل الطبية.
واوضح المصدر انه لم تقع اصابات اذ كان مركز التحاليل مغلقا عند اطلاق القذيفتين.
واطلقت قذيفة ار بي جي ثالثة على حاجز أمني بالقرب من الشيخ زويد ولكنه كان قد اخلي قبل قليل فلم تقع اي اصابات كذلك، وفق المصدر نفسه.
وجاء اطلاق القذائف بعد تظاهرات شهدتها بعد الظهر مدينة الشيخ زويد وقتل خلالها شخص برصاصة قاتلة في الرأس خلال تبادل اطلاق نار بين متظاهرين من بدو المنطقة وقوات الامن.
ويطالب بدو شمال سيناء منذ عدة سنوات باطلاق سراح المئات من ابنائهم المحتجزين بلا محاكمة.
وتأتي تظاهرات بدو سيناء في سياق الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس المصري حسني مبارك التي تشهدها مصر منذ الثلاثاء.
(بي بي سي)