28-01-2011 10:19 PM
كل الاردن -
.
قال الرئيس المصري حسني مبارك يوم الجمعة انه طلب من الحكومة التقدم باستقالتها في كلمة للشعب عبر التلفزيون بعد يوم من الاحتجاجات العنيفة غير المسبوقة خلال حكمه الممتد منذ 30 عاما.
واضاف انه سيكلف حكومة جديدة بالتعامل مع اولويات المرحلة القادمة. واكد عزمه المضي قدما على طريق الاصلاح السياسي والاقتصادي. وقال ان الاحتجاجات "وما حدث من نهب وفوضى" في مصر منذ الثلاثاء الماضي هي جزء من مخطط لهز استقرار البلاد
وتالياً نص كلمة مبارك للمصريين:
تحدث الرئيس حسني مبارك عبر التلفزيون للمصريين يوم الجمعة بعد اربعة ايام من الاحتجاجات العنيفة المطالبة بانهاء حكمه. وقال مبارك في كلمته انه طلب من الحكومة التقدم باستقالتها. وفيما يلي نص كلمة مبارك:
"الاخوة المواطنون .. أتحدث اليكم في ظرف دقيق يفرض علينا جميعا وقفة جادة وصادقة مع النفس تتوخى سلامة القصد وصالح الوطن. لقد تابعت أولا باول التظاهرات وما نادت به ودعت اليه. كانت تعليماتي للحكومة تشدد على اتاحة الفرصة أمامها للتعبير عن اراء المواطنين ومطالبهم. ثم تابعت محاولات البعض لاعتلاء موجة هذه التظاهرات والمتاجرة بشعاراتها واسفت كل الاسف لما أسفرت عنه من ضحايا أبرياء من المتظاهرين وقوات الشرطة.
"لقد التزمت الحكومة بهذه التعليمات وكان ذلك واضحا في تعامل قوات الشرطة مع شبابنا وقد بادرت الى حمايتهم في بدايتها احتراما لحقهم في التظاهر السلمي طالما تم في اطار القانون وقبل أن تتحول هذه التظاهرات لاعمال شغب تهدد النظام العامل وتعيق الحياة اليومية للمواطنين.
"ان خيطا رفيعا يفصل بين الحرية والفوضى واننى اذ أنحاز كل الانحياز لحرية المواطنين في ابداء ارائهم أتمسك بذات القدر بالحفاظ على أمن مصر واستقرارها. وبعد الانجراف بها وبشعبها لمنزلقات خطيرة تهدد النظام العام والسلام الاجتماعي ولا يعلم أحد مداها وتداعياتها على حاضر الوطن ومستقبله.
"ان مصر هي أكبر دولة في منطقتها سكانا ودورا وثقلا وتأثيرا وهي دولة مؤسسات يحكمها الدستور والقانون.
"علينا أن نحاذر مما يحيط بنا من أمثلة عديدة انزلقت بالشعوب الى الفوضى والانتكاس .. فلا ديمقراطية حققت ولا استقرارا حفظت.
"أيها الاخوة المواطنون لقد جاءت هذه التظاهرات لتعبر عن تطلعات مشروعة لمزيد من الاسراع لمحاصرة البطالة وتحسين مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والتصدي بكل حسم للفساد .
"انني أعي هذه التطلعات المشروعة للشعب وأعلم جيدا قدر همومه ومعاناته. لم انفصل عنها يوما وأعمل من أجلها كل يوم لكن ما نواجهه من مشكلات وما نسعى اليه من أهداف لن يحققه اللجوء الى العنف ولن تصنعه الفوضى وانما يحققه ويصنعه الحوار الوطني والعمل المخلص والجاد.
"ان شباب مصر هو أغلى ما لديها وهي تتطلع اليهم كي يصنعوا مستقبلها وتربأ بهم أن يندس بينهم من يسعى الى نشر الفوضى ونهب الممتلكات العامة والخاصة واشعال الحرائق وهدم ما بنيناه.
"ان اقتناعي ثابت لا يتزعزع بمواصلة الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل مجتمع مصري حر وديمقراطي يحتضن قيم العصر وينفتح على العالم.
"لقد انحزت وسوف أظل للفقراء من ابناء الشعب على الدوام مقتنعا بأن الاقتصاد اكبر وأخطر من أن يترك للاقتصاديين وحدهم وحرصت على ضبط سياسات الحكومة للاصلاح الاقتصادي كي لا تمضي بأسرع مما يحتمله أبناء الشعب أو ما يزيد من معاناتهم.
"ان برنامجنا لمحاصرة البطالة واتاحة المزيد من خدمات التعليم والصحة والاسكان وغيرها للشباب والمواطنين تظل رهنا بالحفاظ على مصر مستقرة وامنة.. وطنا لشعب متحضر وعريق. لا يضع مكتسباته واماله للمستقبل في مهب الريح.
"ان ما حدث خلال هذه التظاهرات يتجاوز ما حدث من نهب وفوضى وحرائق لمخطط أبعد من ذلك لزعزعة الاستقرار والانقضاض على الشرعية.
"انني أهيب بشبابنا وبكل مصري ومصرية مراعاة صالح الوطن وأن يتصدوا لحماية وطنهم ومكتسباتهم. فليس باشعال الحرائق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تتحقق تطلعات مصر وأبناءها وانما تتحقق هذه التطلعات للمستقبل الافضل بالوعي والحوار والاجتهاد من أجل الوطن.
"ايها الاخوة المواطنون..
"اني لا أتحدث اليكم اليوم كرئيس للجمهورية فحسب وانما كمصري شاءت الاقدار أن يتحمل مسئولية هذا الوطن وأمضى حياته من أجله حربا وسلاما. لقد اجتزنا معا من قبل أوقاتا صعبة تغلبنا عليها عندما واجهناها كأمة واحدة وشعب واحد وعندما عرفنا طريقنا ووجهتنا وحددنا ما نسعى اليه من أهداف.
"ان طريق الاصلاح الذي اخترناه لا رجوع عنه أو ارتداد الى الوراء. سنمضي عليه بخطوات جديدة تؤكد احترامنا لاستقلال القضاء وأحكامه. خطوات جديدة نحو المزيد من الديمقراطية والمزيد من الحرية للمواطنين. خطوات جديدة لمحاصرة البطالة ورفع مستوى المعيشة وتطوير الخدمات وخطوات جديدة للوقوف الى جابن الفقراء ومحدودي الدخل.
"ان خياراتنا واهدافنا هى التى ستحدد مصائرنا ومستقبلنا وليس أمامنا من سبيل لتحقيقها سوى بالوعى والعمل والكفاح.
"نحافظ على ما حققناه ونبنى عليه ونرعى فى عقولنا وضمائرنا مستقبل الوطن. ان أحداث اليوم والايام القليلة الماضية ألقت فى قلوب الاغلبية الكاسحة من ابناء الشعب الخوف على مصر ومستقبلها والتحسب من الانجراف الى مزيد من العنف والفوضى والتدمير والتخريب واننى متحملا مسئوليتى الاولى فى الحفاظ على امن الوطن والمواطنين لن اسمح بذلك ابدا.. لن اسمح لهذا الخوف ان يستحوذ على مواطنينا ولهذا التحسب ان يلقى بظلاله على مصيرنا ومستقبلنا.
"لقد طلبت من الحكومة التقدم باستقالتها اليوم وسوف اكلف الحكومة الجديدة اعتبارا من الغد بتكليفات واضحة ومحددة للتعامل الحاسم مع اولويات المرحلة الراهنة.
"وأقول من جديد اننى لن اتهاون فى اتخاذ اية قرارات تحفظ لكل مصرى ومصرية امنهم وامانهم وسوف ادافع عن امن مصر واستقرارها وامانى شعبها فتلك هى المسئولية والامانة التى اقسمت يمينا امام الله والوطن بالمحافظة عليها.
"حفظ الله مصر وشعبها وسدد على الطريق خطانا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
الى ذلك دعا الرئيس الامريكي بارك اوباما الحكومة المصرية الى اعادة ادوات الاتصال التي قطعتها السلطات المصرية.
وبين ان مسؤولية التعبيران تكون بطريقة سلمية كون العنف والتدمير لا يحققنا هدف ، وهذه اللحظات مليئة بالوعود ، مطالبا عدم استخدام العنف ايضا من قبل السلطات في التعاطي مع المظاهرات.
وقال " تعاونا مع مصر من اجل السلام في المنطقة وطالبنا باصلاحات تتوائم مع الشعب المصري، وقد القى خطابا مبارك تعهد بديمقراطية افضل".
واضاف " اتصلت به بعد الخطاب وقلت يجب ان يكون هنالك عمل يوفي بهذه الوعود.
وزاد " المطلوب الان اتخاذ خطوات لتلبية امال وطموحات الشعب المصري لتحقيق حريات وفرص اكبر، وبالنهاية في المستقبل يتحدد على يد الشعب نفسه".
واشار الى ان الولايات المتحدة ستدعم دائما الشعب المصري ونتطلع الى التعاون مع الحكومة والشعب المصري.
وقال ان المسؤولين لديهم مسؤولية للتجاوب لما يريده الشعب ، وهذا الجيل الجديد يحتاج وله الحق في ان يسمع صوته.
وأضاف " كل الحكومات يجب ان تحافظ على فرصتها من خلال الشعب وليس بالقهر" .
والمح الى انه يراقب الوضع في مصر والموقف غير واضح حتى الان .. خاتما كلمته المقتضبة "امامنا أيام صعبة" ..
هذا وكان مبارك قد قرر سابقا بصفته الحاكم العسكري للبلاد (بموجب حالة الطوارىء السارية في البلاد منذ ثلاثين عاما) فرض حظر التجول في القاهرة والاسكندرية والسويس وكلف الجيش تنفيذه بالتعاون مع الشرطة.
وجاء في القرار الذي بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية انه "نظرا لما شهدته بعض المحافظات من اعمال الشغب والخروج على القانون وما شهدته من اعمال النهب والتدمير والحرق والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة بما في ذلك بعض البنوك والفنادق، اصدر الحاكم العسكري قرارا بحظر التجول بمحافظات القاهرة الكبرى والاسكندرية والسويس من الساعة السادسة مساء (16:00 ت غ) حتى الساعة السابعة صباحا (الخامسة ت غ) اعتبارا من الجمعة ولحين اشعار آخر".
واضافت الوكالة ان مبارك اصدر كذلك بصفته الحاكم العسكري "قرارا بان تقوم القوات المسلحة بالتعاون مع جهاز الشرطة بتنفيذ هذا القرار للحفاظ على الامن وتأمين المرافق العامة والممتلكات الخاصة".
من جهتها قالت الولايات المتحدة الجمعة ان الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر "مقلقة للغاية"، داعية السلطات المصرية الى "احترام الحريات الاساسية وتجنب العنف".
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية في رسالة على موقع تويتر ان "الاحداث التي تتكشف في مصر تثير القلق البالغ".
ويعد هذا التصريح اقوى تعبير عن القلق الاميركي بشان التظاهرات المستمرة منذ اربعة ايام في انحاء مصر للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال كراولي في رسالة تويتر "يجب احترام الحقوق الاساسية ويجب تجنب العنف والسماح بالاتصالات المفتوحة".
واضاف ان "تطبيق الاصلاحات مهم لرفاه مصر على المدى البعيد. على الحكومة المصرية ان تعتبر شعبها شريكا وليس تهديدا".
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قالت امام قادة عرب قبل اسبوعين في قطر "حان الوقت لكي تنظروا الى المجتمع المدني على انه شريك وليس تهديدا".
وكانت الشرطة عجزت عن السيطرة على مئات الالاف من المتظاهرين الذين انطلقوا من المساجد عقب صلاة الجمعة في غالبية محافظات مصر للمطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك.
وادت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الى مقتل متظاهر على الاقل في مدينة السويس واصابة عشرات اخرين جراء اطلاق الرصاص المطاطي، وفق صحافيي.
(ميدل ايست - رويترز)