أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


«بسطار الشرطي» فوق عنق الشعب !

29-01-2011 11:33 AM
كل الاردن -

ماهر ابو طير

 
تدمع عيناك ، وانت تراقب قسوة عناصر الامن على اهلهم في مصروفي دول عربية اخرى ، حين ينهال هؤلاء ببساطيرهم واحذيتهم وهراواتهم ، على رؤوس الذين يشاركون في المسيرات.

ولاكأن هؤلاء من هؤلاء ، ولاكأن هؤلاء جوعى ومحرومين ، كذات الذين يضربونهم ويسحلونهم في شوارع عربية ، فمن اين جاءت كل هذه القسوة ، والتمرجل الوضيع على شعوبهم؟.

فوق ذلك يطلقون الرصاص الحي على المتظاهرين.يقتلون بدم بارد.قتلة مأجورين ومرخصين ، يستحلون دم الناس ، باعتباره رخصياً.

قناصة تونس انموذج حي لعدو الشعب حين يكون من الشعب ، يحمل ذات سمات وجهه ، وتفاصيل اسمه.

هل تستحق الدراهم القليلة او الكثيرة ، كل هذا التوحش ، وكل هذه الافعال المشينة ، التي يبدو فيها عنصر الامن قاتلا مرخصاً وبثمن بخس ايضاًّ،.

عناصر الامن تتم تغذيتها بأفكار غريبة تقول ان الشعب جاهل ومخترق وفيه مندسين وجواسيس وعملاء ، وان اهانة الناس بهكذا طريقة ، تحفظ الامن العام ، وتحمي استقرار البلاد ، من الفوضى ، فينهال الشرطي بلباسه العسكري او المدني على افراد شعبه.

في دول غربية يتم تفريق المتظاهرين بالمياه ، او بلطف بالغ.لاترى ابداً شرطياً او عنصر امن يركل المواطن بقدمه ، او حفنة من الشرطة وعناصر الامن تنهال على الانسان بالهراوات ، اوتركله بشكل جماعي بالاحذية والبساطير على عنقه ووجهه وبطنه وقلبه.

لاترى ابداً عنصر امن يجر مواطناً على وجهه في الشارع ، ويعطيه ماتيسر من "شلاليط" وركلات خلال الرحلة الى حافلة الاعتقال كما رأينا أمس في مصر.

في الانموذج التونسي انهار النظام ، ولم يبق لعنصر الامن الا ان يخرج في المسيرات لاحقاً ، من اجل التبرؤ من خطيئة اهانة شعبهم ، وامتهان كرامة اهلهم ، فخلعوا الزي العسكري وخرجوا في المسيرات.

في نماذج اخرى خلع الشرطة ملابسهم ايضاً وخرجوا في المسيرات ، ومقابلهم خلع الشرطة ملابسهم وانضموا للجماهير من اجل قمعها وحثها على العودة للبيوت.

القمع والقتل والسجن والسحل والطرد من الوظيفة والمنع من السفر ، والتشهير ، ومصادرة الحريات العامة والشخصية ، والتخويف والترهيب ، كلها ممارسات انهارت في لحظة واحدة.

كل المظالم المتراكمة تنفجر في لحظة واحدة ، وحين يقال ان على الانظمة ان تتنبه الى مظالم الناس ، يتم زم الشفتين ، والاستهتار دوماً بهكذا شعوب ، باعتبارها لاتثور لاجل كرامتها المهدورة ، وثرواتها المسروقة.

عنصر الامن العربي يدافع عن سجله في انتهاك حقوق الناس ، قبل دفاعه عن النظام الذي يغذيه ، ويدافع ايضاً عن حاله في وجه حساب محتمل في لحظة تاريخية ما.

ليس اسهل على النظام العربي من ان يخرج ويعلن البراءة من عناصر امنه فيقول انه لم يعط تعليمات بالقتل او سحل الناس في الشوارع او اطلاق الرصاص الحي على اجسادهم.

ألم يخرج "زين الهاربين" ليقول للشعب التونسي انه تعرض للخداع ممن حوله وحواليه.هل صدقه احد في توبته المتأخرة بعد ان مضغت اجهزته لحم الشعب التونسي على مدى عشرين عاماً؟

عند معظم العرب يتم انتقاء عنصر الامن ممن لايأخذ ولايعطي ، ولايعرف سوى التعليمات ، فيتحول في حالات الطوارئ الى ذئب بشري ، فلا يعرف الفرق بين المندسين ، وبين الجمهور العادي المحاصر والمظلوم والجائع والمقموع والمهان.

فرق كبير بين من يحفظ الامن بحق ، وبين من ينتهك عرض وحرمة شعبه ، وفرق كبير جداً بين من يرفع بسطاره في وجه شعبه ، وذاك الذي يرفع راياته غضباً لاجل المحرومين والفقراء والمساكين ، ومهدروي الحقوق.

...واذ تصحو الشعوب ، فأن اعادتها الى عصمة "البسطار" تبدو مستحيلة،.

mtair@addustour.com.jo


 الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
29-01-2011 07:40 PM

صدقت و بالفعل يوجد لدينا منهم في بلدنا الحبيب ، لا ارسال و لا استقبال

2) تعليق بواسطة :
29-01-2011 10:23 PM

الى المعلق رقم 1 المدعو الروسان كلامك هراء لا صحة لة لا يوجد في اردننا الحبيب كما تصف هذا عيب عليك

3) تعليق بواسطة :
30-01-2011 09:20 AM

لا يا صديقي في الاردن كثير منهم وان كنت لا تعلم فقد اعلمناك

4) تعليق بواسطة :
30-01-2011 02:17 PM

الى رقم 3 لا يا سيدي انا اعلم جيدا واكثر من اي شخص هذا من باب التشوية ان يفترى الاجهزة الامنية كما قال رقم 1

5) تعليق بواسطة :
30-01-2011 04:46 PM

المشكلة تكمن في المسئول عن الأجهزة الأمنية , عندنا و عند غيرنا , عندما يعي المسئول أن المتظاهر أو المعتصم إبن جلدته و يطالب بحقة , و يعطي تعليماته الصحيحة لرجل الأمن , فإن رجل الأمن يتعامل بلطف مع المتظاهر .
هنا أسجل شهادة حق لرجال الأمن الأردنيين , حسن تعاملهم مع المسيرات التي خرجت مؤخرا في محافظات المملكة , حيث وزعوا الماء و العصير على المتظاهرين , مما جعل هنالك علاقة رائعة بين رجل الأمن و المتظاهرين , بدءت المسيرات و إنتهت و لم يحدث أي إساءة للمتلكات الخاصة و العامة , فكل الشكر لرجال الأمن .
الاحتكاك و ردات الفعل من الأنظمة هي من يوتر الاجواء و يسبب الدمار .

6) تعليق بواسطة :
31-01-2011 05:45 AM

الى رقم 2, نعم يوجد, جزء منهم, ورأينا بأعيننا, يكفي دجل وهروب من الواقع, نحن لا نهاجم الاجهزة الأمنية, لها كل الأحترام والتقدير, لكن لا تنكر وجود بعض الأفراد الذين يقومون بهذه التصرفات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012