31-01-2011 03:11 PM
كل الاردن -
أصدر الرئيس المصري، حسني مبارك، مرسماً صادق فيه على تشكيلة الحكومة الجديدة، التي يرأسها أحمد شفيق، وأظهرت التشكيلة احتفاظ المشير حسين طنطاوي بمنصبه كوزير للدفاع، وكذلك احتفاظ أحمد أبوالغيط بحقيبة الخارجية، بينما حل محمود وجدي على رأس وزارة الداخلية، وسمير رضوان في وزارة المالية.
وبموجب المرسوم، يتولى طنطاوي أيضاً منصب نائب رئيس الحكومة، بينما يتولى مفيد شهاب، وزارة الدولة لشؤون مجلس الشعب، وأمين فهمي وزارة البترول، وأنس الفقي وزارة الإعلام، وعلي المصيلحي وزارة التضامن الاجتماعي، واحتفظت عائشة عبد الغني كذلك بمنصبها على رأس وزارة العمل.
ويتولى زاهي حواس منصب وزير دولة لشؤون الآثار، بينما حل محمود وجدي مكان حبيب العدلي في منصب وزير الداخلية، وحل سمير رضوان مكان يوسف غالي في وزارة المالية، ليكون الرئيس مبارك قد عدل بذلك في حقيبتين أساسيتين معنيتان بالأمن والشؤون الاقتصادية استجابة لضغوط الشارع.
وبث التلفزيون المصري مشاهد لقيام الوزراء بأداء قسم اليمين أمام مبارك.
وسمير رضوان هو نائب عن الحزب الوطني ووكيل لجنة اقتصادية في مجلس الشعب، وعضو مجلس إدارة أمناء هيئة الاستثمار المصري، وأستاذ علوم سياسية واقتصادية، ويعرف عنه تجنب الظهور الإعلامي.
أما مجدي، وزير الداخلية الجديد، فهو ضابط متقاعد، تولى في السابق إدارة مصلحة السجون، وكان قبلها مديراً لأمن محافظة القليوبية كما ترأس مباحث القاهرة.
وقال محتجون في "ميدان التحرير" بوسط القاهرة، الاثنين، لـCNNإنهم يعملون على تنظيم مسيرة مليونية، الثلاثاء، بعد أسبوع منذ انطلاق "يوم الغضب" الثلاثاء الماضي حيث خرج الآلاف في احتجاجات غير مسبوقة للمطالبة بتنحي الرئيس، حسني مبارك، بعد ثلاثة عقود في السلطة.
وفي الغضون صرح مبعوث السلام في الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، إن تطورات مصر لها "انعكاسات كبيرة على إسرائيل والفلسطينيين وعملية السلام."
ولفت بلير في حديث لشبكة "سكاي" البريطانية إلى عنصر ثالث في خط الأزمة المصرية وعدم اقتصارها على حكومة ظلت طويلاً في السلطة وتوجه ديمقراطي منوهاً: "هناك حركة إسلامية قوية في مصر عبر الأخوان المسلمين، وأعتقد أن الشعب المصري لن ينتخب حكومة أخوان مسلمين."
وفي الغضون، تستعد الولايات المتحدة وكندا لإجلاء رعاياها من مصر، الاثنين، على خلفية الاحتجاجات الشعبية العارمة.
وإلى ذلك، تجمع ما يقرب من ألف شخص في "ميدان التحرير، الاثنين، لمواصلة احتجاجات شعبية متواصلة منذ أسبوع لم يعيقها حظر تجوال مفروض وانتشار كثيف للجيش قال التلفزيون الرسمي المصرية إنه أحكم سيطرته على المنشآت الحيوية.
وأشار التلفزيون المصري إلى تمديد ساعات حظر التجوال وسيسرى، الاثنين، بدءاً من الساعة الثالثة بعد الظهر، عوضاً عن الرابعة، وحتى الثامنة صباحاً.
وحلقت مروحيات عسكرية فوق المحتجين وهم يحاولون إيجاد طريقهم للدخول إلى "ميدان التحرير"، الساحة التي شكلت نقطة محورية في الاحتجاجات الشعبية التي هزت حكومة مبارك والأسواق العالمية.
وقال بعض المتظاهرين إنهم قضوا ليلتهم في الساحة ولن ينهوا احتجاجاتهم حتى "سقوط الحكومة"، التي فرضت حظر تجول يبدأ من الساعة الرابعة ظهراً حتى الثامنة صباحاً في محاولة لفرض سيطرتها على الانتفاضة الأخطر على نظام القاهرة منذ ثلاثة عقود.
وتلوح بوارد أزمة تموينية جراء إغلاق معظم المحال أبوابها وساعات الحظر إثر نفاد المخزون الغذائي لدى بعض الأسر المصرية.
منذ انطلاق "يوم الغضب" في 25 يناير/كانون الثاني الحالي، يواصل المصريون تحدي حظر التجوال المفروض وتعهدوا بالخروج للشوارع حتى إسقاط النظام، رغم إنزال قوات الجيش للسيطرة على الوضع الذي شهد فوضى وعمليات سلب ونهب وفرار سجناء في وقت سابق.
وأعلن الجيش المصري اعتقال 600 من السجناء الفارين و"مثيري الشغب"، وفق التلفزيون المصري، الاثنين.
وكانت قوات الجيش المصري قد كثفت تواجدها ببعض المدن وتمركزت دباباته ببعض أنحاء العاصمة، كما قامت مقاتلتان من طراز "F-16" بالتحليق فوق الجموع المحتشدة في ميدان التحرير، الأحد.
ومنذ قرابة أسبوع من الاضطرابات، لقي العشرات حتفهم، قدرت السلطات المصرية عددهم 38 قتيلاً لكن تقارير أخرى وضعت الحصيلة عند نحو مائة قتيل.
والأحد، أعلنت وزارة الداخلية إعادة إنزال قوات الشرطة بعد اختفاء مفاجئ دفع الأهالي لتشكيل لجان شعبية لحماية الممتلكات والأرواح من عمليات سطو ونهب عمت القاهرة الأحد.
وقوبل القرار بغضب إزاء بطش أفراد الأمن في التعامل مع المحتجين، وفق ناشطة حقوقية من "هيومان رايتس ووتش".
وفي الإسكندرية، سمعت طلقات أسلحة ثقيلة مساء الأحد أثناء مسيرة شارك فيها الآلاف للمطالبة بخروج مبارك في المدينة الساحلية التي تمركزت في ارجائها قوات من الجيش.
وكان الرئيس المصري قد حث، الأحد، القيادات في حكومته الجديدة على تشجيع الحوار مع الأحزاب السياسية للمساعدة في تحقيق "مجتمع مدني ديمقراطي"، وفقاً لما نقلته قناة النيل الحكومية الرسيمية.
ودعا مبارك كذلك إلى استعادة "إيمان" الشعب المصري بالاقتصاد الوطني والسيطرة على معدلات البطالة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد قالت الأحد إن "الأوضاع الصعبة للغاية" في مصر تقتضي انتقالاً سلمياً للديمقراطية، ولا تقتضي تغييراً عنيفاً أو مفاجئاً يمكن أن يقوض طموحات الشعب المصري.
وعبرت كلينتون في العديد من المقابلات الصحفية عن اعتقادها بضرورة استقرار المنطقة، مشيرة إلى أن هذا يأتي على رأس أولويات الولايات المتحدة الفورية.
ومن المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة، الاثنين، إجلاء رعاياها من مصر على خلفية الاضطرابات.
وعبر المتظاهرون عن خيبة أملهم من الولايات المتحدة الأمريكية، وطالبوها بدعمهم في معارضة مبارك، خصوصاً وأنه تحدث عن الديمقراطية خلال زيارته للقاهرة بعيد تسلمه مهام منصبه رئيساً للولايات المتحدة.
من ناحيته، دعا زعيم المعارضة المصري، محمد البرادعي، حشود المتظاهرين في ميدان التحرير في العاصمة المصرية، القاهرة، الاحد، إلى الاستمرار في التظاهر ضد الحكومة الحالية وتحدي حظر التجول، مشيراً إلى أن ما بدأه الشعب لا يمكن أن يردع إلى الوراء، وأن المطلب الرئيسي للشعب هو "نهاية النظام الحالي."
وقال في وقت سابق إن على الرئيسي المصري، حسني مبارك أن "يتنحى من أجل إنقاذ البلاد"، مضيفاً في لقاء مع فريد زكريا ببرنامجه GPSعلى شبكة CNN، "اذا كان يريد أن ينفد بجلده، وإذا كان لديه ذرة من الوطنية، فأود أن نصحه بالمغادرة اليوم وإنقاذ البلاد."
(سي ان ان)