15-12-2014 11:03 AM
كل الاردن -
بتحرّك يرقى للمرة الاولى لمستوى 'التكتيك” لاسقاط الحكومة، قام عدد من النواب الاردنيين بتوقيع عريضة تحجب الثقة عن الفريق الوزاري بقيادة الدكتور عبد الله النسور، بالموازاة مع عريضة اخرى تمنعهم من سحب تواقيعهم عن الاولى.
التحرك النيابي المذكور، بدا منطقيا بعد ثلاثة ايام رتب فيها النواب اوراقهم إثر ما اعتبروه 'ضربا لعلاقتهم بمليكهم” عبر خطاب رئيس الوزراء لهم الاربعاء الماضي.
الامر بدا وكأنه تداعى بدراماتيكية في الجلسة المسائية للنقاش التشريعي الاحد، والتي كانت من المفترض ان تدور في فلك 'مشروع قانون ضريبة الدخل”.
فعلى غير المعتاد، اشتبك رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة مع خصمه السابق على الرئاسة النائب أمجد المجالي، إثر اصرار الاخير على تلاوة بيان معارض للحكومة، ومتهما رئيسها بالتضليل في جلسة مناقشة صفقة الغاز الاسرائيلي.
وتجاذب الرئيس الطراونة مع المجالي، إثر بدء الاخير بتلاوة بيانه، كون الاول اعتبر الحديث في سياق الصفقة المذكورة في جلسة الاحد 'غير نظامي” لتصنيفها كجلسة تشريعية.
ووفقا للحضور فقد اعتلى النائب المجالي المنصة للحديث دون اذن مسبق، ليمرر رسالة تتهم رئيس الحكومة الدكتور النسور بالايقاع بين مجلس النواب والملك، حين رد النسور في جلسة الاربعاء على مداخلات النواب معتبرا انها 'طالت رموز الدولة”، مما تم تفسيرها في حينه بان الرئيس النسور يتهم النواب بالتعرض لجلالة الملك.
وكانت النائب هند الفايز قالت خلال الجلسة المذكورة إن اتفاقية الغاز مدفوعة من حكومة الديوان، ما دعا النسور للرد على هذه المداخلة التي رأى فيها غمزاً على رموز الدولة.
وقطع الصوت عن المجالي، ليقول له الطراونة ولعدد من النواب الذين قفزوا مؤيدين للأول ابرزهم النائب عساف الشوبكي ” يكفي استعراض عضلات امام الاعلام وكأن زملاؤكم غير قادرين على الرد، ولا يجوز الاستقواء والحديث خارج نطاق الجلسة”.
واضاف الطراونة 'لا يمكن تجيير الوقت، ولن اسمح لك بالاستمرار في الحديث ونحن تحدثنا يومين عن الغاز وانت نائب واعطيتك حق النقاش”.
ورد المجالي على الرئيس الطراونه بالقول” انت تتغول على المجلس وتدافع عن الحكومة”، الا ان الطراونة قال 'لا تشكيك بين الرئاسات، و ننسق على مصلحة الوطن ونتحدث في تشريع ولن اسمح لك بالاستمرار في الحديث لانه غير نظامي”.
وقال 'هل تريد أن تهدأ أو أن الامور عندك بالصراخ هذه جلسة تشريعية وتوجد جلسة رقابية يوم الثلاثاء وساعطيك الحديث”.
وبالرغم من الجدل المطول الذي جرى بين المجالي والطروانه فان الاخير اصر على منع الاول من اتمام حديثه وسط تاييد نيابي للمجالي بدا اكثر من واسع، وفقا للصحفي البرلماني وليد حسني، عندما وقف معظمهم للاستماع الى بيان المجالي الذي القاه بعد رفع الجلسة رسميا وبدون مكبرات صوت.
النائب المسيحي طارق خوري والمعروف بمعارضته للنسور، اكتفى بالتعليق على المشهد بأنه 'خطوة في الاتجاه الصحيح”، معتبرا المهندس الطراونة 'تعجّل” في رفع الجلسة.
خطاب المجالي الذي القاه بدون مكبرات صوت وبدون انعقاد رسمي للجلسة يعتبر الاول من نوعه، فلم يسبق ان بقي النواب تحت القبة للاستماع الى بيان خارج الانعقاد الرسمي للجلسة.
واراد المجالي ــ كما رد على النواب ـ الدفاع عن المجلس والرد على رئيس الوزراء الذي عرض بالمجلس واتهمه ضمنا بالتعرض لمقام الملك.
وبالرغم من رفع الجلسة رسميا فقد بقيت الغالبية النيابية تحت القبة للاستماع الى بيان المجالي، ليتبع ذلك توقيع العريضتين اللتين صاغهما النائب محمود الخرابشة مدفوعا من عدد من زملائه.
كل ما ورد، عن غضب القصر من خطاب النسور، يبدو اليوم كافيا وفقا لمصادر مقربة من المطبخ السياسي لاسقاط الحكومة المذكورة، خصوصا في ضوء حكومة جديدة قيد التشكيل.راي اليوم