01-02-2011 09:20 PM
كل الاردن -
أعلن الرئيس المصري حسني مبارك أنه لن يترشح لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة التي تجرى في مصر في سبتمبر /أيلول القادم.
وجاءت الكلمة عقب محادثات أجراها الرئيس المصري مع فرانك ويسنر مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يقوم حاليا بزيارة مصر.
وأعلن البيت الأبيض الأمريكي أن مبعوث اوباما حث مبارك على التحضير لانتقال منظم للسلطة وقال له إن واشنطن ترى أن رئاسته قد انتهت.
وعلمت بي بي سي من مصادر امريكية مطلعة أن ويسنر أكد للرئيس الأمريكي أنه يجب ألا يسعى لولاية جديدة أو لتوريث السلطة لنجله جمال.
كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري إن على الرئيس مبارك ان يدرك ان استقرار مصر يتوقف على تنازله عن الحكم لمصلحة نظام سياسي جديد.
و دعا كيري الرئيس المصري الى الاعلان صراحة عدم نيته الترشح او ترشيح ابنه للانتخابات الرئاسية و اخراج عائلته من المعادلة السياسية. وناشد كيري البيت الأبيض والكونغرس اعادة النظر في نوع المساعدات اتي تقدمها واشنطن لمصر.
وجاء إعلان مبارك بعد أن شهدت القاهرة وغيرها من مدن مصر يوم الثلاثاء تظاهرات كبرى غير مسبوقة استجابة لدعوة المعارضة لانطلاق 'تظاهرة مليونية' لاجبار الرئيس مبارك على الرحيل.
فقد غص ميدان التحرير في العاصمة المصرية بمئات الآلاف من المحتجين، وقدر عدد المشاركين بأكثر من مليون وهو العدد الأكبر منذ انطلاق حركة الاحتجاج في الأسبوع الماضي.
وبعد بدء سريان حظر التجول استمر اعتصام المحتجين في ميدان التحرير وسط القاهرة، ويقول مراسل لبي بي سي في القاهرة إن الميدان سادته أجواء احتفالية وسط توقعات بعودة الحشود الضخمة مجددا إلى الميدان الأربعاء.
وشهدت مدينة الاسكندرية ثاني أكبر مدن مصر مظاهرات مماثلة بالاضافة الى المدن المصرية الكبرى التي شهدت تجمعات وصلت في كثير منها الى عشرات الالاف.
وتشير تقديرات الى خروج 70 الف متظاهر ببورسعيد و 50 الف متظاهر بالسويس و10 الآف بأسوان وعشرات الآلآف في عدة مدن أخرى.
وكانت السلطات المصرية قد اغلقت كل الطرق المؤدية الى القاهرة من المحافظات المجاورة، كما اوقفت كل خدمات السكك الحديد والحافلات لمنع المتظاهرين من التوجه الى العاصمة.
وعلمت بي بي سي ان آلاف الشباب المتظاهرين في ميدان التحرير اصدروا بيانا فوضوا بموجبه الدكتور أحمد زويل، العالم الفيزيائي الحائز على جائزة نوبل، بتشكيل لجنة من الحكماء غير السياسيين ليكونوا حلقة الوصل بين المتظاهرين والحكومة، على ان يكون التفاوض حول اعلان مبارك عدم ترشحه للفترة الرئاسية القادمة وتعديل الدستور للسماح بانتخابات حرة ونزيهة وحل مجلسي الشعب والشورى وتسليم رموز الفساد حسب البيان للجيش تمهيدا لمحاكمتهم وان يقدم تقريرا عن اختفاء الامن والشرطة.
وكان الجيش المصري قد تعهد في وقت سابق بالامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين.
من جانبها، قالت نافي بيلاي مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة إن عدد الذين قتلوا في مصر منذ بدء الاحتجاجات يناهز الـ 300 شخص.
وأوضحت أن هذه الحصيلة تستند الى تقارير غير مؤكدة، ودعت بيلاري إلى ضبط النفس وحثت الحكومة على الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
يأتي ذلك فيما تقيم جمعيات مدنية مشافي متنقلة في العديد من المناطق التي تشهد التظاهرات، فيما يُخشى من تصاعد أعداد القتلى والجرحى في حال وقوع صدام بين المحتجين وقوات الجيش.
وعمدت السلطات المصرية الى قطع خدمات الانترنت والرسائل النصية في محاولة منها لتقويض الاحتجاجات.
واعلنت شركة غوغل في وقت متأخر من يوم الاثنين انها دشنت خدمة جديدة في مصر تمكن الموجودين في البلاد من ارسال نصوص عبر خدمة تويتر عن طريق طلب رقم هاتفي معين وترك رسالة صوتية.
من ناحية أخرى، خرجت تظاهرات مؤيدة للرئيس مبارك - قدرها مراسلنا مصطفى المنشاوي بالآلاف - في مناطق اخرى من العاصمة ولاسيما حي المهندسين وأمام مبنى التلفزيون.
المعارضة المصرية
في هذه الأثناء اتفقت أحزاب الوفد والناصري والتجمع والدستوري الحر على إعلان سقوط شرعية نظام الرئيس المصري مبارك والمطالبة بتشكيل حكومة ائتلافية وجمعية وطنية لإدارة البلاد وحل المجالس النيابية وتدعو الاحزاب الجيش إلى القيام بمهامه وفقا لأحكام الدستور.
وتلا سيد البدوي زعيم حزب الوفد بيان الأحزاب الذي رفضت فيه الحوار الذي دعا إليه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان قبل التجاوب مع مطالبهم.وقالت الأحزاب إن هذا البيان يحظى بدعم جماعة الإخوان المسلمين رغم عدم مشاركتهم في الاجتماع.
من جهته أصدر المعارض محمد البرادعي بيانا ناشد فيه الجيش تفعيل مطالب المعارضة.
وقال البرادعي في بينه 'سطر الشعب المصري وجيشه صفحة عظيمة جديدة من صفحات تاريخه المشرق والمجيد حيث خرج الشعب يعبر عن إرادته بأسلوب حضاري وسلمي أذهل العالم وفي نفس الوقت أعلن الجيش انحيازه بل التحامه مع الشعب'.
وأضاف 'إذ نحيي جيشنا الوطني ونلتف حوله ونباركه كركيزة للاستقرار والدفاع عن مصالح مصر الحيوية فإننا نطالبه بما عهدناه منه من بسالة في تفعيل مطالبنا المشروع والتي أدركها بحسه الوطني المرهف لينعم كل مصري ومصرية بحقهم في الحياة الحرة الكريمة'
وفي وقت سابق من قال البرادعي إن على الرئيس مبارك مغادرة البلاد قبل حلول يوم الجمعة المقبل.
وأضاف البرادعي: 'يمكن لنا التحاور ولكن ليس قبل ان تلبى مطالب الشعب واول هذه المطالب ان يغادر الرئيس مبارك البلاد.'
الحكومة منفتحة
من جهته قال رئيس الوزراء المصري احمد شفيق ان حكومته منفتحة على الحوار مع الاطياف السياسية الاخرى في مصر
كما أكد عالم الآثار المصري زاهي حواس، الذي أسندت إليه وزارة شؤون الآثار، دعا المحتجين إلى منح الحكومة الجديدة فرصة لتطبيق الاصلاحات التي وعدت بها.
في هذه الأثناء قال وزير المالية المصري الجديد، سمير رضوان، في مقابلة مع بي بي سي إن اقتصاد البلاد قد تأثر سلبا بالاحتجاجات المتواصلة ضد حكم الرئيس حسني مبارك، الا انه نفى ان يكون الاقتصاد المصري في حالة فوضى.
وقال رضوان: 'هناك ازمة، ما من شك في ذلك. لا يمكنني ان انفي بأن الاقتصاد قد تضرر.'
ورفض الوزير المصري اعطاء رأي فيما اذا كان يعتقد ان مبارك سيتنحى، إذ قال: 'بصراحة، الرئيس مصمم وهادئ، وهو منشغل بأمر واحد هو كيفية الاستجابة لمطالب الشعب دون ابطاء.'
وقال رضوان إن الحكومة الجديدة تأخذ الاحتجاجات مأخذ الجد، وسيتعين عليها الاتيان بحلول تجنب البلاد السقوط في الهاوية.
وقال: 'لديهم (المتظاهرون) مطالب شرعية بالاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. من اليسير القول افعل هذا ولا تفعل ذاك، ولكنني اعتقد ان هذه الامور يجب ان يتم التعامل معها بشكل منظم.' محذرا من أن الفوضى إذا عمت ستقود البلاد الى وضع شبيه بالعراق وأفغانستان.
(بي بي سي)