أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


البخيت في حكومته الثانية.. هل يتجاوز أخطاء (الأولى)?

02-02-2011 08:36 AM
كل الاردن -

 

 
فهد الخيطان
 
الرئيس المكلف يتولى المسؤولية في مرحلة حساسة تستدعي أداء مختلفاً .
 
اسرع مما كان متوقعا حصل التغيير, فمن تابع زيارة رئيس الوزراء المستقيل سمير الرفاعي الى الزرقاء امس الاول ولقاءه الفعاليات الشعبية ما كان ليعتقد انه سيرحل في اليوم التالي. لكن هذا هو حال السياسة في الاردن فكم من تغيير وزاري انطوى على مفارقات ما زالت حاضرة في اذهان الكثيرين.
 
منذ ان بدئ الحديث عن تغيير حكومي قبل اسابيع برز اسم الرئيس المكلف معروف البخيت. للوهلة الاولى بدا الخيار ضعيفا لا بل وغير منطقي في نظر البعض, لكن شخصيات قيادية بارزة في الدولة دفعت بقوة نحو هذا الخيار باعتباره الانسب في نظرهم.
 
البخيت هو اول رئيس وزراء سابق في عهد الملك عبدالله الثاني يعود الى كرسي الرئاسة مرة اخرى ليكسر بذلك التقليد السائد في العهد الجديد القائم على استبعاد الرؤساء السابقين من قائمة الترشيحات لرئاسة الحكومة.
 
بهذا المعنى فإن البخيت الذي شكل حكومته الاولى اواخر عام 2005 هو اول رئيس وزراء سبق للاردنيين ان اختبروه من قبل, وتعايشوا مع حكومته قرابة السنتين.
 
لم تكن تجربة البخيت الاولى سهلة لكن مهما واجه من صعوبات فإنها تبقى نزهة مع ما ستواجهه حكومته الحالية.
 
بدأ البخيت عهده الاول مندفعا وطموحا, لكن سرعان ما دخل في صراع على الولاية العامة مع رئيس الديوان القوي آنذاك باسم عوض الله ومدير المخابرات العامة النافذ محمد الذهبي, لم تصمد حكومة البخيت في المواجهة وسرعان ما بدأت تضعف حتى انتهت ضحية لهذا الصراع.
 
يؤخذ على البخيت في حينه انه لم يخض معركة الولاية العامة بالقدر اللازم من الشجاعة, واستسلم لسياسة توزيع الصلاحيات واعتمد على فريق وزاري ضعيف ارتكب اخطاء كلفته الكثير من شعبيته لاحقا.
 
والأسوأ من ذلك كله انه تنازل عن حقه الطبيعي في ادارة الانتخابات البلدية والنيابية لاطراف اخرى فكانت اسوأ انتخابات في تاريخ الاردن. وظلت تهمة التزوير تلاحق حكومته الى الآن.
 
لم يكن البخيت او فريقه الوزاري طرفا في التزوير هذا, لكنه تحمل المسؤولية الدستورية والسياسية عما حصل في تلك الانتخابات.
 
وبعد رحيل حكومته لاحقته قضية "الكازينو" التي بدت في اعين الناس فضيحة من العيار الثقيل ما زال ملفها مفتوحا لغاية الآن والمتوقع ان تبرز الى الواجهة من جديد مع تكليف البخيت بتشكيل الحكومة.
 
ومن المآخذ الرئيسية على البخيت انه بطيء ومتردد في اتخاذ القرار وادت هذه السياسة الى تحول مشاكل صغيرة في عهده الى ازمات كان بالامكان تجنبها باجراءات سريعة وحاسمة.
 
ايا كان رأينا في تجربة البخيت ينبغي ان لا تكون حكما مسبقا على عهده الجديد. لا شك انه تعلم الدروس منها واستخلص العبر وقد سمعته اكثر من مرة يجري ما يشبه النقد الذاتي لتلك التجربة, والرجل يملك من القدرة والخبرة ما يؤهله لتقديم اداء مختلف اذا ما احسن اختيار الادوات والتقاط اولويات المرحلة الدقيقة والحساسة. فالبخيت يأتي على وقع تحولات كبرى في المنطقة توحي بمرحلة جديدة عنوانها ثورات شعبية من اجل الديمقراطية والحرية وحكم القانون.
 
والبخيت يتولى المسؤولية فيما القوى الاجتماعية والسياسية في البلاد تطالب بالتغيير في السياسات ولا تبدو مستعدة هذه المرة للمساومة على مطالبها.
 
لا يستطيع البخيت بالطبع ان يظل متمسكا بمواقفه تجاه قضية الاصلاح السياسي التي وضع لها برنامجا على مدار ثلاثين عاما فكتاب التكليف السامي واضح وصريح ويطالبه بـ "خطوات عملية وسريعة وملموسة لاطلاق مسيرة اصلاح سياسي حقيقي" واجراء عملية تقييم شاملة واطلاق آلية لحوار وطني شامل للتوافق على قانون انتخاب جديد.
 
وفي الطريق سيواجه البخيت برلمانا عنيدا سيسعى للثأر لكرامته بعد ان منح ثقة قياسية لحكومة الرفاعي التي رحلت بعد اربعين يوما من حصولها على 111 صوتا.
 
تغيير الأشخاص ليس مطلبا بحد ذاته انما هو مدخل لتغيير في السياسات. فهل تكون حكومة البخيت هي المفتاح?0
 
fahed.khitan@alarabalyawm.net
 
العرب اليوم 
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-02-2011 09:05 AM

ارجو ان لايتصرف معروف البخيت مثل المرة الأولى وكأنه المنقذ الأعظم رغم إفتقاره لاية خبرة ذات مضمون ملموس . فخبراته التي كان يعتد بها ليست الا اوهاما لاطائل من ورائها

2) تعليق بواسطة :
02-02-2011 09:09 AM

دفاع مجاني عن خطايا حكومة البخيت الاولى وتبرئة له من فضيحة الكازينو وتطبيل مقدما لانجازات لن تتم .

مشكلة البخيت - وكل رئيس حكومة قبله وبعده - أن الصراع على السلطة مع الدائرة والديوان ليس محصورا بوجود الذهبي وعوض الله فلكل حكومة ذهبيها وبهلوانها,

المشكلة ان الرئيس - اي رئيس - لم يجرب مرة واحدة ان يواجه الديوان والدائرةوان يتفق معهما على الالتزام بادوارهما والا يتجاوزا الحكومة في اجراءاتهما وادارتهما للبلاد.
لكل ما سبق فان الاصلاح لن يكون حقيقيا ابدا فرئيس الحكومة لا يحكم يحكم فالمطلوب من رئيس الحكومة ان يكون كبش فداء متى حانت ساعة التضحية به.


الامر المحزن في اعادة تعيين البخيت انه مخيب جدا للامال فملفه زاخر بما يتناقض مع الاصلاح السياسي ومكافحة الفساد ولو كان البخيت زعيما في بلد ينعم بديمقراطية حقيقية لكان الان في قاعات المحاكم ان لم يكن خلف القضبان.

3) تعليق بواسطة :
02-02-2011 11:15 AM

To 2,Ja7feyah,with respect,,,,,you said it all,thank you

4) تعليق بواسطة :
02-02-2011 11:38 AM

[quote name="جهاد العمري"]ارجو ان لايتصرف معروف البخيت مثل المرة الأولى وكأنه المنقذ الأعظم رغم إفتقاره لاية خبرة ذات مضمون ملموس . فخبراته التي كان يعتد بها ليست الا اوهاما لاطائل من ورائها[/quote]


خبراته اوهام؟ طب تعال فرجينا خبراتك!
زلمة خدم البلد 30 سنة ما اتوقع تنقصه الخبره!!!

5) تعليق بواسطة :
02-02-2011 12:59 PM

الكارثة ان القدر لا يحوي لحم جديد ( واللي بالقدر بتطلعه المغرافه)لو كنت صاحب القرار سوف استخدم اذني جيدا لاسمع جيدا قبل فوات الاوان واتي بقدر ملئ بلحم طازج جدا ... لماذا علينا نحن الاردنيين ان نحتمل سماع نفس الاسطوانة المشروخة ... يجئ رئيس وزراء ويذهب غير ماسوف عليه ابدا الا من ازلامه ثم يطويه النسيان ثم مثل العنقاء يظهر من الرماد او السكرة فيطبل ويزمر الاعلام للمرحلة .. ثم تجري الصحف استفتاءا على من يخلفه بعد 6 شهور من نفس الاسماء والكروش التي تثير الغثيان ... كافي يا زلام كافي !!!
الحل بسيط جدا: وجه جديد جدا (ليس مهما ان يكون انصمد قدام الكميرات )
يعدل الدستور يجري انتخابات محترمه ويترك للكتله الفائزه ان تشكل الحكومه فيصير ضمير الامه ... الحياة سهله لولا اللصوص ...مش؟؟؟؟

6) تعليق بواسطة :
02-02-2011 09:47 PM

الشكر لشيخ الكتاب الاستاذ فهد الخيطان -ارجو اخي من دولته الغاء استيداع المعلمين لان الموضوع سيجر الاضرابات والاحتجاجات وسيكون الامر للاسوأ

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012