03-02-2011 10:49 AM
كل الاردن -
قرر النائب العام المصري منع سفر عدد من كبار المسؤولين المصريين، ومن بينهم وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي والمسؤول البارز في الحزب الحاكم أحمد عز، كما قرر تجميد أرصدتهم.
وقدم رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق اعتذاره عما جرى يوم أمس في ميدان التحرير، وقال في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم أنه أمر بإجراء تحقيق فوري في مسؤولية أية جهة عن السماح لمؤيدي الرئيس مبارك بالدخول إلى ميدان التحرير والاعتداءات التي تعرض لها المحتجون.
وقد اشتبك مؤيدو الرئيس المصري حسني مبارك ومعارضوه يوم الخميس قرب ميدان التحرير في وسط القاهرة في تجدد لاعمال العنف التي جرت ليلا وسقط فيها ستة قتلى وأصيب أكثر من 800 .
وقال شاهد من رويترز ان المواجهات الحديثة دائرة في شارع جانبي يؤدي الى ميدان التحرير حيث انضم بضعة الاف من المحتجين الى مئات خيموا في المنطقة طوال الليل.
ودفع الجيش المصري الموالين لمبارك بعيدا عن جموع المحتجين المناهضين له بوسط القاهرة يوم الخميس مواصلا جهوده للفصل بين الجانبين المشتبكين في قلب العاصمة المصرية.
ورأى شاهد من رويترز دبابة تابعة للجيش توجه برجها صوب الموالين لمبارك الذين كانوا يلقون حجارة على المحتجين من فوق جسر. ثم تقدمت الدبابة بعد ذلك صوب الموالين للرئيس وكان برفقتها مجموعة من الجنود الذين تمكنوا من اخلاء المكان من أنصار مبارك.
وقوى الجيش من موقف المحتجين يوم الاثنين بالقول بان مطالبهم مشروعة متعهدا بعدم فتح النار عليهم. لكن منذ مساء الثلاثاء حين رد مبارك على الاحتجاجات بقوله انه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة وقف الجيش بدرجة كبيرة دون ان يتدخل.
وعلى الرغم من اعمال العنف التي حدثت مساء الاربعاء مازال ميدان التحرير محور المظاهرات المطالبة بانهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما تحت سيطرة المحتجين المناهضين للنظام.
وقال علي قاسم وهو احد المحتجين "نستخدم الحجارة للدفاع عن النفس. بالامس هاجمونا بالقنابل الحارقة وكل ما لدينا لنحمي نفسنا به هي الحجارة."
وعلى الرغم من تناقص عدد المحتجين مقارنة بالايام السابقة ظل مستوى الغضب الشعبي غير مسبوق في الدولة البوليسية.
وأظهرت لقطات تلفزيون وحدات من الجيش في المنطقة تعتقل اناسا بملابس مدنية. وقال بعض المحتجين ان الحزب الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه الرئيس المصري دفع أموالا للموالين لمبارك.
وقال محمد الصمدي وهو طبيب كان يعالج الجرحى في نقطة اسعاف متنقلة "حين جئنا الى هنا فتشنا (الجيش) بحثا عن اسلحة ثم سمح بدخول بلطجية مسلحين هاجمونا. نرفض الرحيل لن نترك مبارك يبقى ثمانية اشهر."
وقال وزير الصحة المصري ان ستة قتلوا في اعمال العنف مساء الاربعاء وجرح 836 من بينهم 86 مازالوا في المستشفى. بينما قالت العربية دون الكشف عن مصدرها ان عشرة قتلوا وأصيب 1500 .
وقال محمد عبد الحميد وهو طبيب "طوال الليل كنا نستقبل عشرات الجرحى كل ربع ساعة...البلطجية المحيطين بنا حاولوا مهاجمة المزيد منا لكننا حمدا لله تمكننا من صد تقدمهم."
ويوم الاربعاء هاجم موالون لمبارك يركبون الخيل والجمال المحتجين المناهضين للرئيس.
وفتح موالون لمبارك النار والقوا قنابل حارقة. وتحصن المحتجون بميدان التحرير والقوا عليهم الحجارة.
وقال متحدث باسم حركة كفاية المعارضة لتلفزيون الجزيرة ان ما حدث يوم الاربعاء جعلهم اكثر تصميما على تنحية مبارك.
وقال "لا تفاوض مع اي عضو في نظام مبارك بعد ما حدث امس وما يجري في التحرير."
وقد رجحت مصادر إعلامية وناشطون سياسيون أن يشهد ميدان التحرير بالعاصمة المصرية مواجهات دامية بين المتظاهرين وأنصار الرئيس حسني مبارك وسط أنباء عن استعداد الطرفين لمعركة فاصلة قد تحدد مسار الأزمة خلال الأيام المقبلة.
فقد أكد ناشطون سياسيون معتصمون في ميدان التحرير اليوم أن المواجهات لا تزال مستمرة مع من أسموهم بمرتزقة الحزب الوطني وعناصر الأمن والشرطة وإن خفت حدتها عما جرى ليلة أمس وفجر اليوم مع قيام الجيش بإنشاء منطقة عازلة بين الطرفين في الميدان، كما أجبر المهاجمين على إخلاء جسر 6 أكتوبر.
وأوضح الناشطون أن أعدادا غفيرة من المتضامنين يتوافدون على ميدان التحرير الذي يسيطر عليه المتظاهرون ويؤمنون مداخله، مشيرين إلى تجمع عدد من أنصار النظام والقوى الأمنية بملابس مدنية في طرف الميدان وعلى الأخص من جهة كوبري قصر النيل.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان قولهم إن جماعات من أنصار الحزب الوطني شوهدوا اليوم يتجهون إلى ميدان التحرير، في خطوة تنذر بتكرار المواجهات التي وقعت أمس الأربعاء عندما اقتحم عدد من الأشخاص الميدان حاملين أسلحة بيضاء وعصيا ومعهم آخرون يمتطون خيولا وجمالا.
وكانت مصادر محلية موجودة في ميدان التحرير قد أكدت في وقت سابق الأنباء التي تحدثت عن قيام مسلحين ومن أطلق عليهم اسم البلطجية بإطلاق الرصاص الحي فجر اليوم على المتظاهرين في ميدان التحرير، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الأقل وعدد غير محدد من الجرحى فضلا عن الإصابات التي وقعت بسبب المواجهات الأربعاء.
إصرار متزايد
وفي معرض ردهم على الاعتداءات، قال المتظاهرون المعتصمون في ميدان التحرير إنهم باتوا أكثر إصرارا على الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك، منوهين بأن الاستعدادات لا تزال قائمة للمظاهرات الحاشدة المزمع تسييرها غدا الجمعة التي أطلق عليها اسم "جمعة الرحيل".
وفي مدينة الاسكندرية، أعلنت قوى معارضة عزمها تسيير مظاهرات حاشدة بعد صلاة ظهر اليوم الخميس تجدد فيها مطالبها برحيل النظام.
وفي تصريح للجزيرة، أكد نائب المرشد العام للإخوان المسلمين رشاد بيومي أن ما جرى من اعتداءات على المتظاهرين في ميدان التحرير يعطي دليلا جديدا على أنه من غير المقبول التسامح مع النظام أو القبول بالخروج الآمن للرئيس مبارك.
وقال بيومي في تصريح للجزيرة إن جماعة الإخوان طالبت أنصارها البقاء في الميدان، وهي تدرك أن أي تغيير يحتاج تضحيات، مرجحة بأن تأخذ الأمور في الساعات المقبلة منحى تصاعديا لا يمكن التكهن بنتائجه.
المواقف السياسية
وفي السياق، قال منسق حركة كفاية حمدي قنديل للجزيرة إن النظام -وبتدبير الاعتداءات على المتظاهرين- أعطى الهبة الشعبية دفعا جديد للمضي قدما في تحركاتها وزاد من إصرارها على التمسك بموقفها المطالب بتنحي الرئيس فورا ودون تأخير.
وفي بيان صدر اليوم الخميس، دعت مجموعة من المفكرين والأكاديميين المصريين المجموعة المؤسسة العسكرية بضمان أمن وسلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمي فى ميدان التحرير وغيره من شوارع وميادين المدن المصرية، وبحمايتهم من اخطار الملاحقة و الاضطهاد وانتهاك الحقوق.
وحذرت المجموعة -في بيان رسمي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- من أن أعمال العنف لن تؤدي سوى إلى المزيد من الاحتقان السياسي والانقسام، معتبرين أن الأمل يبقى معلقا على المؤسسة العسكرية في إخراج البلاد من الأزمة الراهنة.
تطورات أمنية
من جهة أخرى قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان رسمي اليوم الخميس إن أجهزتها الأمنية تمكنت من ضبط واعتقال 297 سجينا هاربا في 18 محافظة و431 قطعة سلاح متنوعة، وإنها تواصل ملاحقة من أسمتهم الخارجين عن القانون من أجل إعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
كما أعلن اليوم الخميس أن وحدات الجيش الثالث الميداني المنتشرة بمحافظة السويس ألقت القبض على مهندس إسرائيلي- يدعى تومي خولال- كان موجودا في منطقة حي الأربعين في السويس الذي شهد على مدار الأيام الماضية توترا كبيرا جراء الأحداث المؤسفة التي تستمر في مصر.
وقالت مصادر إعلامية رسمية إن القوات المسلحة تستجوب حاليا المهندس الإسرائيلي لمعرفة أسباب دخوله إلى مصر ووجوده بمحافظة السويس في هذا التوقيت.
في الأثناء، توقع مسؤول أميركي مطلع على تطور الأحداث أن تسوء الأوضاع في مصر في الفترة المقبلة كثيرا، معتبرا أن اليوم أو اليومين المقبلين سيكونان حاسمين في تحديد مسار الوضع هناك.
ونقلت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية عن المسؤول -الذي رفض الكشف عن هويته- قوله إن الأمور في مصر ليست مقبلة على انفراج حقيقي، متسائلا عن إمكانية حدوث حالة انقسام في الجيش في ظل عدم وجود تأكيدات تدل على أن الرئيس المصري مستعد للتنازل عن السلطة.
(الجزيرة نت - -رويترز-وكالات)