أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


النواب بين حكومتين

05-02-2011 09:06 AM
كل الاردن -

 

 
ماهر ابو طير
 
لا احد يعرف كم ستحصل حكومة البخيت ، على اصوات ، خلال مناقشات الثقة في مجلس النواب ، الذي يجد نفسه محرجاً امام حكومتين ، في بحر اربعين يوماً.
 
النواب منحوا حكومة سمير الرفاعي مائة وأحد عشر صوتاً ، من اصل مائة وعشرين نائباً ، فيما غاب صوت النائب راشد البرايسة لرحيله ، وبعد اربعين يوماً فقط ، يجد ذات النواب انفسهم امام حكومة جديدة.
 
الارتداد الاكبرعلى الثقة المرتفعة التي حازتها حكومة الرفاعي ، سيظهر خلال التصويت على حكومة البخيت ، لان النواب تعرضوا الى لوم هائل شعبياً وسياسياً على الرقم المرتفع الذي صوتوا به للحكومة التي غادرت.
 
الرغبة المسيطرة على النواب هي "التبرؤ" من كلفة التصويت المرتفع على الحكومة المستقيلة ، وهذا يعني ان حكومة البخيت ستدفع ثمناً لاعلاقة لها به فعلياً ، ثمن استعادة شعبية النواب.
 
اذا كان التصويت يجري على اساس البرنامج فإن هناك تشابهاً في التكليفات المكتوبة ، من حيث الاصلاح السياسي ، ووضع حد لسياسات الاسترضاء ، ومراعاة الاوضاع الاقتصادية للناس ، ومعالجة الاختلالات الاقتصادية ، وغير ذلك.
 
المشكلة التي سيواجهها البخيت تتعلق بنقطتين ، الاولى المآخذ على حكومته السابقة ، والثانية تتعلق برغبة النواب برفع شعبيتهم ، على حساب حكومته ، مقارنة بالحكومة الماضية ، وهذا يعني ان حكومة البخيت ستحصل على عدد اقل من الاصوات.
 
هناك من يسعى الى استفزاز مجلس النواب ضد الحكومة الجديدة بالقول انها ستحل مجلس النواب ، نسبة الى تصريحات قالها البخيت ، ثم اوضح انه لم يقلها ، في مسار الحديث عن قانون الانتخابات الجديد.
 
شق الاستفزاز الثاني يتعلق بصدى الثقة المرتفعة التي تم منحها قبل اربعين يوماً لحكومة سابقة ، وارتدادات الثقة على الحكومة الجديدة التي لم تتضح تفاصيلها بعد.
 
بطبيعة الحال ستنال الحكومة الثقة في نهاية المطاف ، والافضل ان لايتدخل البخيت او يضغط من اجل ثقة مرتفعة ، لان الثقة المرتفعة تمسه وتمس حكومته ، وتمس مجلس النواب ايضاً ، الذي مازالت قوى كثيرة تطالب بحله.
 
من المفترض ان لايتم التدخل او الضغط على النواب ، وان يمارس هؤلاء دورهم بشكل كامل ، فتحصل الحكومة الجديدة على الثقة ، كما تستحقها فعلياً ، دون تأثير للجانب الشخصي ، او اي جانب آخر.
 
الاسئلة تتراكم:ماهي وصفة الحكومة الجديدة الاقتصادية ، وكيف ستتم معالجة وضع الموازنة ، وماهي حزمة الاصلاحات السياسية ، وماهوالموقف من الاعلام.وما دلالات اسماء الوزراء الذين سنسمع بهم بعد قليل؟.
 
فوق ذلك يأتي ملف الاسلاميين ، خارج مجلس النواب ، ورغبتهم باستعادة جمعية المركز الاسلامي الخيرية ، وهي مفتاح السر في موقف الاسلاميين ، التي احيلت للقضاء في عهد حكومة البخيت الاولى ، وربما رغبتهم بالمشاركة في انتخابات بلدية نظيفة.
 
ستثبت الايام مايمكن للحكومة الجديدة تغييره ، وماهو "ثابت" في السياسات المحلية ، وستثبت الايام ايضاً ، الفروقات بين مرحلتين ، ان كانت جوهرية حقاً ، مرحلة انتقاص الولاية العامة للحكومة ، ومرحلة امتلاكها لولاية عامة كاملة.
 
ماهو منتظر من الحكومة الجديدة هو تغييرات جذرية ، والايام وحدها ستفصل بين القدرة على التغييرات الجذرية الممكنة ، وبين التغييرات ذات الدلالات الجذرية لكنها ليست جذرية فعلياً.
 
للبخيت خصومات ، كما غيره من السياسيين ، غير ان بإمكانه ازهاق روح هذه الخصومات بأداء مختلف ، وهذه مراهنة على الايام ، وهي مراهنة لن يصبر الاردنيون كثيراً على نتائجها ، اذ يريدون تحولات سريعة وحقيقية في حياتهم.
 
التوقيت حساس للغاية ، والتفاؤل يبقى حذراً ومشروطاً ، دون عرقلة مسبقة للحكومة الجديدة ، لان العرقلة المسبقة ستبدو بمثابة اجندة ، لايليق بأحد ان تلتصق ظلالها به.
 
mtair@addustour.com.jo
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012