05-02-2011 07:08 PM
كل الاردن -
اعتبر الدبلوماسي الاميركي فرانك فيسنر الذي كان الرئيس باراك اوباما اوفده الى مصر، السبت ان الرئيس المصري حسني مبارك ينبغي ان يبقى في السلطة لضمان انجاز المرحلة الانتقالية نحو الديموقراطية.
ترأس الرئيس المصري حسني مبارك السبت اجتماعا وزاريا في مؤشر واضح على تمسكه بالسلطة وعلى ان الجيش ليس مستعدا بعد للتخلي عنه حتى لو كان موقف القوات المسلحة قابلا للتغيير مع التبدل السريع في موازين القوى في البلاد، بحسب المحللين.
وتشهد مصر منذ 12 يوما تظاهرات غير مسبوقة تطالب برحيل مبارك وتواكبها ضغوط دولية لا مثيل لها من اجل ان يتنازل عن السلطة، مصحوبة بتهديدات بوقف المساعدات العسكرية الاميركية والاقتصادية الاوروبية.
ولكن شيئا من هذا لا يهز اصرار الرئيس المصري على البقاء حتى نهاية ولايته في ايلول/سبتمبر المقبل.
وامس الجمعة التقى سفير مصر الاسبق في الامم المتحدة نبيل العربي ووزير الاعلام الاسبق احمد كمال ابو المجد نائب الرئيس عمر سليمان لتسليمه اقتراحا من "لجنة حكماء" تضم عدة شخصيات عامة مستقلة، يقضي بأن يفوض مبارك صلاحياته كاملة الى سليمان على ان يظل في موقعه رسميا كمخرج من الحالة الاستثنائية التي تعيشها مصر منذ اطلق الشباب انتفاضة انضمت اليها قطاعات واسعة من المصريين في 25 كانون الثاني/يناير الماضي.
وقال الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية عمرو الشبكي وهو عضو في "لجنة الحكماء" ان العربي وابو المجد "تلقيا وعدا بالرد على اقتراحهم خلال ساعات غير انه لم يرد بعد".
واستبعد رئيس الوزراء احمد شفيق مساء الجمعة ان "يتم قبول" الاقتراح بأن يفوض الرئيس صلاحياته لنائبه.
ويعتقد الشبكي ان "ما بقي من نظام مبارك مازال يراهن على الزمن وعلى ان الشعب سيرهق مع مرور الوقت وسيتمكن بالتالي من استعادة زمام الامور".
وقد اكد رئيس الوزراء مساء الجمعة ان حكومته ستعمل على اعادة الحياة الى طبيعتها وستعيد فتح ميدان التحرير امام حركة السير "ولكن المتظاهرين يمكنهم البقاء اذا ارادوا".
وحاولت دبابات الجيش صباح السبت الانسحاب من ميدان التحرير غير ان الشباب منعوها مؤكدين انهم يخشون اعتداءات دامية عليهم من انصار مبارك كتلك التي وقعت الاربعاء واوقعت 11 قتيلا، حسب البيانات الرسمية.
وقال الصحفي المعارض ابراهيم عيسى ان "سلوك مبارك لا يعني الا شئ واحد وهو ان الجيش معه".
ويتفق الشبكي مع هذا الرأي. ويقول ان "عناد مبارك يعود حتى الان الى ولاء الجيش له"، غير انه يضيف انه "لا يمكن التكهن بما يمكن ان يحدث خلال الايام والاسابيع المقبلة".
ودعا المسؤولون الاميركيون اكثر من مرة الجيش المصري الى تسهيل عملية انتقال السلطة.
ويضيف الشبكي ان "هناك اربعة لاعبين في المعادلة المصرية الان. بقايا نظام مبارك ومافيا الحزب الوطني الحاكم والجيش والجماهير التي تنزل الى الشوارع".
ويتابع ان "توازنات القوى بين هذه الاطراف الاربعة تتغير بين لحظة واخرى واللاعبون الاكثر ضعفا هما مبارك وميليشيات حزبه" ويعتقد انه "اذا استمرت حركة الجماهير على ما هي عليه فانها ستصبح عامل ضغط على الجيش المصري".
ويؤكد انه "في هذه الحالة يمكن ان يتدخل الجيش كحارس للنظام الجمهوري لتأمين انتقال نحو الجمهورية الثانية في مصر".
وفي الاتجاه نفسه يقول المحلل عماد جاد "اذا لم يتدخل الجيش، فاننا سنشهد فوضى كاملة لأن مبارك وميليشياته يستخدمون سياسة الارض المحروقة".
(ميدل ايست)