|
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
تعليقات نمطية على العاصفة هدى
بقلم : لقمان إسكندر 07-01-2015 12:11 PM بقلم: لقمان إسكندر التعليقات النمطية التي اعتاد عليها معظم الناس في كل طارئ لا تكف عن تكرار نفسها في كل مرة. خذ مثلا الطقس الاستثنائي الذي يلم بالمملكة هذه الايام. قيل لنا بما يشبه الإجماع من قبل المتخصصين في الشأن الجوي أن العاصفة الجوية ستكون صعبة، وستستمر لأيام. ورغم ذلك سمع كلنا اعتراضات وسخرية من الناس على بعضهم، لأنهم أرادوا أن يجمعوا لعوائلهم في هذا الجوي الاستثنائي ما يسعفهم على احتماله. ما المعيب في أن يقف الرجل ساعة في طابور الخبز لكي يطمئن على ان اطفاله لن يجوعوا خلال الايام التي سيضطرون فيها الى المكوث في البيت. بل إن هذا مما يحمد عليه 'الأب' أو 'الام'. أعلم ان هناك مبالغات، تكاد لا تصدق. لكن من قال إننا نقول اننا كلنا أصحاب نفسيات واحدة. منا المرتاب، ومنا الحريص، ومن القلق، ومنا الصحي، ومنا كل ما في البشر من صفات. ولسنا اسثناء عن الاخرين، وما تفعله المجتمعات نفعله. كانت والدتي تقول في زمن الحرب: عندما كان صافرات الإنذار تنطلق لتعلن عن وجود غارة إسرائيلية كانت الاسر الاردنية تقفز الى سطوح المنازل لتشاهد الطائرة وهي تقصف. وعندما سألتها ألم تكونوا خائفين، أجابت 'بلا كنا.. لكننا اعتدنا.. ففي البداية كنا نختبئ لكن لاحقا اصبحنا نطارد الطائرات من على سطوح المنازل. هذه هي النفس البشرية، فلماذا جلد الذات؟ لماذا علينا دوما ان نقول اننا شعب مريض، او شعب بحاجة الى اعادة تأهيل. ليس ذلك صحيح. نحن كما كل البشر، وإن استمرت العاصفة اسابيع سترى الناس ملّت البيوت وخرجت الى الشوارع والاعمال دون اكتراث. مجددا، نعم هناك بعض المبالغات لكنها الاستثناء ولا تصلح للتعميم، أما رغبة رب الأسرة وحرصه على تأمين أسرته وبقدر من المسؤولية من دون مبالغة فهذا ما فعله معظم الأردنيين.
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق