أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


مع كل الاحترام للزائر الأبيض

بقلم : د محمد الحباشنه
07-01-2015 05:03 PM


الثلج هذا الفاخر ، هذا المحترم ، معجب أنا بمواصفاته جدًا ، ولكن لم تتطور بيننا أية ' كيمياء ' على مدى زياراته في السنوات التي عشتها ، ولا أظنها ستكون في السنوات المتبقية . أنا لا أحبه رغم معرفتي ويقيني أنه يحب الجميع أو على الأقل لا يكره أحدًا .

سألت نفسي مرارًا عن سبب شح ' الكيمياء ' بيننا ، وبالرغم من أنه سؤال جدلي حول مسببات الحب أو عدم الحب والذي ينتهي غالبًا باستنتاج قمعي مفاده ( عدم وجود أسباب محددة ) ، إلا أنني سأتجاوز هذه المسلمة السلبية للبحث عن بعض الارتباطات السلوكية التي أدت إلى هذا الجفاء .

هذا المحترم يأتي واعدًا بالخير ، يروينا ويروي الأرض بملحه السلسبيل ، يوعد سدودنا بزيادة محصولنا المائي ، يحقق عدالة الزي الموحد بلون رفاهي مسرف بالأناقة ( الأبيض ) ، وفوق ذلك فهو يكسر روتينية البقاء باستثنائية النقاء وإشارة الخالق إلى تواتر العطاء .

مواصفات تدعو ' للإعجاب ' وتقدم إلى ' الحب ' ، تحقق الأول ولن يتحقق الثاني . وأعتقد أننا شوهناه ، ونقلنا من صورته السلمية الواضحة إلى صورة هي الأصعب على الوجدان البشري حيث تكافئ صورة الحرب وإعلان الطوارئ .

طوابير على الخبز والمعلبات ، رعونة شبابية تمارس ' التخميس ' ' والتشفيط ' والبتوين' وتنتهي بجثث مركبات مترامية على طريق أو جزيرة ، وشباب تنتهي على الأقل ومع عطف الله في الطوارئ بكسور متعددة أو ارتجاجات دماغية ، حياة متوقفة نسبيًا مع الرغم من إمكانية استمرارها وبفرح ، ناهيك عن التلبكات المعدية والقولونية الناتجة من الطقوس الغذائية الممارسة ونظام التسمين المستخدم : سحلب ، كستنا ، بوشار ، مقلوبة زهرة ، إلخ . والأكثر إغاظةً هو تلك الحالة من كسر الحواجز التي يقنع الناس أنفسهم أن الثلج مبررٌ للتخلي عن مبادئ اللياقة والأدب ، بحيث أنني لا أحبذ شخصيًا الخروج خوفًا من أن تفاجئني قنبلة ثلجية على وجهي تنزع مزاجي من شخص لا أعرفه أبدًا ، أو أن أتزحلق على صباحي وأتلقى فوق الرضوض قهقهات المعجبين بحركتي البهلوانية الإجبارية ، بدلا ً من مساعدتي على النهوض والتأكد من سلامتي والذي تقتضيه الأصول . تزحلق أمامي رجل وقور في عقده السادس حاملاً كيس تموين متواضع، كالعادة انفلتت ضحكات الشباب على كسر نرجسية الشيخ ، ساعدته على النهوض فقال بمرارة : ' حياة تعثير ، ما كان ناقصنا غير هالزفت ( يقصد الثلج ) حتى يرميني على وجهي '.

الأخطر أن الثلج ضيف ثقيل ذا
متطلبات عالية.وهو المجس البرئ لامتحان قدرة مؤسسات الدولة وتشابك أجهزتها الخدمية والأمنية والإعلامية. وأتمنى أن لا نخفق مع هذا البرئ كما المرات السابقة. هو ايضا و في هذه المرحلة من التشرد العربي المصنوع غربيا يذيقنا مرارة العجز واللاقيمة ونحن علی مشهد من إخواننا العرب نشاهدهم ببلادة وسلبية ثقافة الكنبة، التي لا تدفئ من برد ولا تشبع من جوع ولا تؤمن من خوف .
معايير الصحة النفسية والحضارية للشعوب تشترط الحد الأدنى من توافر التفاعل الوجداني المناسب ، والقدرة على الفرح السليم ، والحزن السليم ، والحب السليم ، والكره السليم . والارتباطات السلوكية مع الثلج جعلت منه ' لدي على الأقل ' عدوًا لا صديقًا . فقد حولنا هدوئه إلى فوضى ، وبياضه إلى سواد ، ووقاره إلى رعونة ، وستره إلى كشف لعيوبنا . ربما نستطيع أن نحبه إذا استطعنا أن نحب سلوكنا باتجاهه و باتجاه أنفسنا .



د . محمد حباشنة

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-01-2015 07:22 PM

شكرا" دكتور محمد على هذا المقال السلس البعيد عن السياسة والتسحيج ومسح الجوخ وداعش وماعش , وفقك الله والى اللقاء في مقال اّخر .

2) تعليق بواسطة :
07-01-2015 10:08 PM

اخي الدكتور محمد
اعتقد ان مشكلتنا سلوكية بامتياز مواطنين ومؤسسات دولة
اليس عيبا ان ثلوج عادية جدا مقارنة مع الثلوج في كندا او روسيا او استونيا مثﻻ، وبرودة عادية جدا بالنسبة لفصل الشتاء مقارنة بدرجات حرارة تصل حتى سالب 35 واكثر في تلك الدول ،تسبب كل هذا اﻻرباك
اليس عيبا ان تتفاجأ مؤسسات الدولة كل عام بسبب سنتمترات محدودة من الثلج، كيف تمارس شعوب الدول التي ذكرتها سابقا حياتها الطبيعية دون طواريء او عطل رسمية ، اﻻغرب اننا شعبا وحكومة غير مهيئين ﻻ للبرودة وﻻ للحرارة .
تحياتي دكتور محمد .

3) تعليق بواسطة :
10-01-2015 03:04 AM

دكتوري العزيز؛
ان ما يحدث لدينا مفاجأات خارجه عن إرادتنا ، انها تغيرات مناخيه لا اراديه
وصعبه التفسير لدى الكثير من العلماء، اصبح صيفنا خانقآ و مكلفآ و شتاؤنا متعجرفآ و مكلفآ جدآ أيضاً ، فأصبحت تقلبات الطقس هي تقلبات مزاج و كاهل ثقيل على النسبه الكبرى منا لذلك تحتاج هذه الكيمياء الى عقدين من الزمن حتى تتزن معاييرها و نتعايش معها بجاهزية نفسيه و تقنيه.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012