أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


الإصلاح الحقيقي : لا بديل عن العمل الحزبي

07-02-2011 08:12 AM
كل الاردن -

 

 
باتر محمد علي وردم
 
تعلمنا جميعا اشياء كثيرة في الأسابيع الماضية ، لعل أهمها أن الأردن بحاجة إلى تسريع وتيرة الإصلاح السياسي وبحاجة إلى مشاركة شعبية في هذا الجهد ، وتعلمنا أيضا بأن الرأي العام الأردني تحرك بنشاط من خلال المسيرات والبيانات والمقالات والرسائل المفتوحة مطالبا بالتغيير والتحول نحو الإصلاح السياسي. 
 
ولكن ملامح الإصلاح السياسي العتيد ما زالت غير واضحة وأن كان هنالك شبه اتفاق على أن سقف المطالب قد ارتفع ليشمل وزارات برلمانية منتخبة ، وإذا كان هذا هو الحل لتحقيق الإصلاح السياسي فإن المسؤولية لا تقع فقط على الحكومة والدولة بأجهزتها المختلفة بل على المجتمع الأردني ونشطائه السياسيين لأن المسار الوحيد لهذا الإصلاح سيكون هو العمل الحزبي.
 
تشكيل حكومة برلمانية حزبية لا يمكن أن يتم ضمن قانون الصوت الواحد والكتل البرلمانية الهشة التي تجمعها المصالح لا البرامج ، وفي حال تم فتح الباب نحو توزير نواب من الكتل بناء على التركيبة الحالية لبرلمان الصوت الواحد فإن البلد سوف تدخل في حالة من معادلات الضغط التي لن تنتهي إلا بتوزير 120 نائبا لأن عمرو ليس أفضل من زيد ، حسب رأي زيد على الأقل والذي لم يصبح وزيرا، 
 
كافة الحركات التي ساهمت في النشاط الشعبي في الأيام الماضية ، سواء حركة جايين أو اليسار الاجتماعي أو المتقاعدين العسكريين أو "تجمع الشخصيات الوطنية" وغير ذلك من مسميات لا تستطيع أن تساهم في الإصلاح السياسي بدون أن تتحول إلى أحزاب. أن التشكيلات الاجتماعية الاحتجاجية مثل التي شهدناها في الأسابيع الماضية ربما تتمكن من تحريك وضع سياسي شعبي راكد وربما أيضا تتمكن من استفزاز الأحزاب لكي تنشط بشكل أفضل ولكن النتائج الحقيقية لن تحدث إلا بالتحول من حركة اجتجاج على ما موجود إلى حزب لديه برامج للتغيير ولديه بدائل عملية يقنع بها الناخبين. إذا أردنا إصلاحا حقيقيا يجب تغيير المعادلة وتنشيط العمل الحزبي فلم يعد مقبولا القول بأنه قد "اجتمعت شخصيات وطنية في منزل السيد فلان وأصدرت بيانا طالبت فيه..." لأن المطلوب هو التحول نحو عمل حزبي واضح المعالم وقادر على تطوير برامج وبدائل في مجالات السياسة والاقتصاد والتنمية والعمل ومكافحة الفقر والمياه والطاقة والصحة والشباب والزراعة والتعليم وكل القطاعات التي تحرك النشاط الوطني. 
 
بالطبع يحتاج كل هذا إلى قانون انتخابات يشجع العمل الحزبي وخاصة فيما إذا كان معتمدا على القائمة النسبية ولو بنصف النواب في التجربة الأولى ، فلا يمكن لمسار العمل الحزبي أن يمضي صحيحا بدون قانون انتخاب مناسب يجعل المرشح قادرا على الإعلان عن كونه مرشحا حزبيا ولا يخجل من ذلك كما حدث في العديد من الدورات الانتخابية الماضية. 
 
الإصلاح ليس فقط واجب الحكومة والدولة بينما الرأي العام يتفرج وينتقد ويخرج في مسيرات ويكتب البيانات فالإصلاح يتطلب عملا حزبيا تقوده النخب التي تقضي وقتها الآن في الصالونات السياسية وفي إصدار البيانات ، وتمنحه القوة الجماهير التي قد تصل إلى مرحلة القناعة والالتزام بالبرامج والطروحات الحزبية ، وغير ذلك سيكون مجرد ترفيه سياسي وإضاعة وقت لا أكثر ولا أقل.
 
batirw@yahoo.com 
 
الدستور
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-02-2011 12:02 PM

اخي باتر لقد اصبت كبد الحقيقة فما نشهده على الساحة الاردنيه من مبادرات اصلاحيه جميل ولكن الاجمل ان يكون هنالك نهج واضح من خلال تفعيل الحياه الحزبيه لسعي قدما وبشكل متواصل نحو الاصلاح ولا ننسى ايضا ان الحزب الحقيقي يشكل مدرسة يربي ويزرع القيم النبيله والانتماء لكل ما هو حسن . نعم اقر ان هنالك خلل في الاداء الحزبي وهذا الخلل يجب ان يدفعنا في المطالبه في تحسين الاداء الحزبي سواء من داخل الحزب واعادة ترتيب بيتهم الداخلي بما يتلائم مع طبيعة المرحله او من خلال القوانين الناظمه للعمل الحزبي في حكوماتنا وافساح مجال حقيقى وليس وهمي واكرر ليس وهمي . مع خالص تمنياتي لك اخي

2) تعليق بواسطة :
07-02-2011 05:34 PM

الاردن صغير ولا داعي لكثرة الحركات والاحزاب التي تسهم في تفتيت الجهود واحداث بلبله وصراع داخل الحركات ذات التوجه الواحد مثلما حدث مع المعلمين والمتقاعدين فكل يدعي التمثيل الشرعي والوحيد .الحل كما اقترح جلالة الملك منذ فتره ثلاث اتجاهات حزبيه اسلامييه وهي موجوده وجاهزه للعمل ووسطي تحتاج الى توحيد ويساريه تحتاج ايضا الى توحيد وبعد ذلك يمكن بسهوله اجراءانتخابات على اسس حزبيه وبالقائمة النسبيه التي يطالب بها العديد من النخب الاردنيه هذه الايام

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012