أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


نقد يلامس الخطوط الحمراء

09-02-2011 08:10 AM
كل الاردن -

 

فهد الخيطان
 
يانات ورسائل تتجاوز اللغة المعهودة للمعارضة وتطرح اسئلة حول سقف الاصلاحات .
 
شهد الاردن في الاسبوعين الاخيرين أشكالا غير مسبوقة من النقد والاحتجاج لامست في معظمها الخطوط الحمراء, كان من ابرزها ما عُرف ببيان الـ 36 ورسالة المهندس ليث شبيلات للديوان الملكي وبيان معان الذي جاء على نسق بيان الـ 36 ورسالة حزب الجبهة الاردنية الموحدة.
 
المثير في هذه البيانات ان ما ورد فيها الجزء الاكبر منه كان محل تداول في الصالونات المغلقة وخلف الابواب, ولم يكن لأحد ان يفكر في مناقشته بشكل علني.
 
سبق هذه التطورات بيان مطول حمل الاسماء الصريحة لعشرات الشخصيات وتضمن آراء مسيئة وافكارا تبعث على الاشمئزاز وقد تبرأ معظم الموقعين منه, لكن السؤال عمن يقف وراء البيان ظل معلقا بلا اجابة.
 
لم نعلّق على بيان "الجبهة الوطنية" المزعومة كونه يأتي خارج سياق النقاش العام في البلاد ويمثل وجهة نظر شاذة كل ما تهدف اليه اشعال حرب اهلية في البلاد.
 
لا شك ان مناخات الثورة والتغيير في تونس ومصر اغرت النخب في اكثر من بلد عربي لرفع سقف خطابها النقدي. ونظرا لتشابه الاوضاع السياسية والاقتصادية في البلدان العربية سرت موجة من الاحتجاجات في دول عدة كان القاسم المشترك بينها الدعوة لاصلاحات سياسية واقتصادية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها. 
 
في الاردن تزامنت مشاهد الثورة التونسية ثم الانتفاضة المصرية مع اوضاع اقتصادية صعبة وشكوى مريرة من انتشار الفساد وتآكل دور الدولة وتعثر مسار الاصلاحات السياسية وشعور عام لدى الاغلبية بالاقصاء والتهميش, وبدا للكثيرين انها اللحظة المناسبة للتغيير, كان السؤال عن حدود التغيير مطروحا, لكن الجواب معروف ايضا, فالشعارات لم تصل في وقت الى المطالبة بتغيير على الطريقة التونسية او المصرية. فالرسائل والبيانات على ما فيها من قسوة في النقد فان اصحابها لا يختلفون ابدا على النظام الملكي, لا بل ان معارضا جذريا مثل ليث شبيلات يُظهر انحيازا مطلقا للملكية الدستورية ويطرح ما لديه من ملاحظات نقدية في اطار حرصه على قوة وثبات نظام الحكم.
 
بهذا المعنى يخطئ من يذهب الى وصف اصحاب هذه الرسائل والبيانات بانهم معارضون للنظام الملكي, فمن يدقق في فحوى خطاب هؤلاء سيلحظ بلا شك ان هناك جرأة غير معهودة تكسر "التابوهات" لكنها في الجوهر دعوة الى القيام باصلاحات دستورية وتحديث اسلوب ممارسة الحكم لتحصينه من اخطاء الحكومات وفساد رجال السلطة والبزنس ليبقى للجميع وفوق الجميع.
 
وأيا كان الموقف من هذا النوع من المعارضة فان التعامل معه بالحلول الامنية لا يفيد, الامر يتطلب معالجة سياسية وحوارا وطنيا فما من احد يريد لكرة الثلج ان تكبر وتتدحرج. على الطرفين الدولة والمعارضة ان يبديا اكبر قدر من الحذر في ادارة الخلاف في هذه المرحلة الحساسة.
 
الدولة مطالبة بالوفاء في وعودها باجراء اصلاحات حقيقية وملموسة تطال جميع المؤسسات ومراجعة اسلوب ادارة البلاد القائم وتصويب الاختلالات في العلاقة بين السلطات والشروع في حرب جادة على الفساد وباثر رجعي اذا لزم الامر, واعادة تعريف العلاقة بين "الديوان" والحكومات ومجلس الامة وتقويم السياسة الخارجية للاردن, بما تمليه المصالح الوطنية, وتعديل السلوك العام للمسؤولين.
 
والمعارضة "الجذرية" مدعوة للحذر الشديد. فهناك قوى خارجية في مقدمتها اسرائيل لها مصلحة في خلق حالة فوضى في الاردن تمرر من خلالها مشاريع سياسية لا تخفى على احد ولذلك ينبغي الحرص على عدم الانزلاق خلف اجندات مبيتة تعبر عن نفسها بوضوح فيما يمكن وصفه بحملة في الصحافة الاسرائيلية والامريكية تشجع الاردنيين على الثورة ضد نظام الحكم, ليس حرصا على حقهم في الديمقراطية والحرية وانما لخلق الظروف الملائمة لتصفية القضية الفلسطينية.
 
في النهاية علينا الاعتراف بان مصلحة الاردن وعاصفة التغيير التي هبت على المنطقة تستدعي من اصحاب القرار الاقدام على خطوات اصلاحية تتجاوز السقف المطروح وتلتقي مع مطالب التغيير في منتصف الطريق.
 
fahed.khitan@alarabalyawm.net
 العرب اليوم
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-02-2011 08:22 AM

كان السؤال عن حدود التغيير مطروحا, لكن الجواب معروف ايضا,

2) تعليق بواسطة :
09-02-2011 10:35 AM

الاخطر من البيانات الثلاث هو مقالك هذا. شكرا

3) تعليق بواسطة :
09-02-2011 11:49 AM

نظام حكم الفرد "المعصوم" انتهى زمانه..

4) تعليق بواسطة :
09-02-2011 11:52 AM

أتفق تماما مع الأخ علي محمد...مقالك بيان بحد ذاته..حماك الله أردنيا وطنيا أصيلا.

5) تعليق بواسطة :
09-02-2011 01:46 PM

البيانات ليست نقدا بل اطالة لسان توجب المحاكمة

6) تعليق بواسطة :
09-02-2011 04:50 PM

لفد اسمعت لو ناديت حيا

7) تعليق بواسطة :
09-02-2011 06:11 PM

إنه لمن المؤسف جداً ان تحتكر مجموعة قل عددها او كثر حق الحديث والنقد والإستخفاف بالآخـر والإستهانة باراء من يخالفونهم الرأي وكأنً السياسة والإقتصاد والعلوم والمعرفة قد خـُلقت لهم ثـُمُ ًانكسرت قوالبها , وهذه آفة الآفات وأخطر الأمراض التي يصعب علاجها لأنها تُعشعش في الرأس وتستوطن في الدماغ ولا تـُفـّرخ إلاً السرطانات تتلوها سرطانات اخرى , فماذا تريدون ؟؟؟؟ ألا فلتعلنوها بكل صراحة وعلى رؤوس الأشهاد وفي وضح النهار ولكن دونما تسلق على الالام وجوع وعطش الآخرين !! امـّا المقال فهو جيد جداً لا يحابي أحد ولا يجامل أحد بل تناول الكاتب فيه كافة المحاور بكل دراية وبروح الوطنية والحرص على تقديم النصيحة . شـكرا ً

8) تعليق بواسطة :
09-02-2011 09:32 PM

مشكور اخي على هذا البيان الرائع

كلنا فدى الاردن الغالي


وكلنا فدى العرش الهاشمي

ونعم للحريه والاصلاحات السياسيه

ونعم لمحاسبه المفسدين ونعم لاسترجاع حقوق الوطن ما نهب منها

9) تعليق بواسطة :
10-02-2011 12:02 AM

اتفق مع الكاتب بالجزء الاكبر في مقاله لكني اختلف معه باتهامه لمن يسعى للتغيير مسترشدا" بحركتي التغيير في تونس ومصر ومحاولة الكاتب الإيحاء بأن هذه الحركات اجندتها خارجية ولم يتطرق الكاتب للسياسات الحكومية والتي اعتدت على الدستور لتمرير مخططاتها واجندتها في خدمة المشروع الامريكي الصهيوني الذي يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية وعلى حساب الاردن .اليس هذا هو السبب في تحرك الشارع الاردني والمرشح للتصاعد في الايام القادمة.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012