10-02-2011 09:23 AM
كل الاردن -
أحمد ابوخليل
تضاف الحالة الراهنة للأحزاب المصرية إلى الطرائف التي يبدعها المصريون هذه الأيام, فهي ولغاية أسابيع قليلة ماضية (قبل وبعد الانتخابات البرلمانية هناك), كانت بالنسبة للسلطة مجرد هياكل ضعيفة وهيئات لا قيمة لها ولا يجوز لها الاحتجاج على تدني نتائجها في الانتخابات, لكنها الآن عند ذات السلطة, أحزاب محترمة تُستدعى ويجلس أمناؤها العامّون على طاولة رئاسية إلى جانب نائب الرئيس (الرئيس الفعلي) الذي يستمع إليهم بإصغاء واهتمام, بل ويعلن عن نتائج لقائه معهم في بيان رئاسي وقور مترافق مع لقطات تلفزيونية مطولة تبث على مدار الساعة.
على الجهة المقابلة في الأوساط الشعبية كانت هذه الأحزاب قبل أسابيع, أمثلة على ما تقوم به السلطة من قمع, ولكنها الآن وبسبب مواقفها من الثورة وقبولها اللقاء والحوار مع الحكم, تعد عند الناس مثالاً للكآبة السياسية, بل إن كثيراً من الشباب في الشوارع يتحدثون عن هذه الأحزاب باعتبارها جزءاً من النظام الذي يريدون إسقاطه.
الأحزاب ذاتها كانت قبل أسابيع أيضاً, تشكو من ضعف الشارع ومن تردد الناس وخوفهم وتدني مستوى استعداهم للمعارضة, ولكنها اليوم تبذل كل الجهود لكي تحد من لهيب الثورة ومن ارتفاع سقف مطالبها.
كلاهما, السلطة والأحزاب, يشعران بالخطر الداهم ولذلك ينسيان خلافاتهما ويتحالفان في وجه الخصم الشعبي, فالأولى أي السلطة تتمنى عودة صنف المعارضة الحزبية "الحكيمة" القابل للضبط والسيطرة والتفاهم, أما الأحزاب فترى في الحركة الشعبية الجديدة تهديداً لـ"الفلكلور الحزبي" الذي صنعته بجهود مضنية.
ahmadabukhalil@hotmail.com