أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


سقوف و مطالب

12-02-2011 08:05 AM
كل الاردن -

 

 
ماهر ابو طير
كل الشعارات الساخنة التي تم اطلاقها ضد الحكومة السابقة ، لم تؤد الى رحيل الحكومة وحسب ، بل باتت سقفاً لمراقبة اي حكومة لاحقة ، والذين يطالبون باصلاحلات ومحاربة الفساد ، وانشاء نقابة للمعلمين ، وغير ذلك ، سيبقون ذات المطالب في وجه الحكومة الجديدة.
 
اذا لم تتعامل الحكومة الجديدة مع مطالب وسقوف الناس ، التي تم رفعها في وجه الحكومة السابقة ، فما الذي اختلف ، وما الذي سيختلف فعلياً ، وكيف يمكن ان يبدو المطالبون فجأة ، نياماً ، وبلا مطالب ويتنازلون عن مطالبهم؟هذا مستحيل.
 
القصة تتلخص بكون الاسابيع الاخيرة من عهد حكومة سمير الرفاعي ، رفعت سقف المطالبات والشعارات ، ووضعت برنامجاً شعبياً ، بات متداولا بين الناس ، حول مايريدونه ، واذ رحلت حكومة الرفاعي ، فقد بقي البرنامج الشعبي في وجه الحكومة الجديدة.
 
هذا يعني ان حكومة البخيت امام وضع حساس جداً ، وصعب للغاية ، لانها ستراقب شعبيا وتحاكم سياسياً على اساس السقف الذي وصل اليه المواطنون في مسيراتهم ، ولايمكن بلمسة سحرية تجاوز كل هذه الشعارات والمطالب.
 
اذا تم تجاوز كل هذه الشعارات والمطالب من جانب اصحابها ، في عهد الحكومة الجديدة ، فهذا يعني ان المسيرات لم تكن تحمل قضايا حقيقية ، بقدر مطالبتها فقط بإسقاط الحكومة ، وهذا كلام لايليق بنا ان نتهم به المسيرات ، باعتبارها شخصية ومشخصنة.
 
بهذا المعنى تواجه الحكومة الجديدة وضعا معقداً ، يتجلى برغبة نواب كثر حجب الثقة عنها ، لاعتبارات كثيرة ، وحتى لايبدو مجلس النواب مفصوم الشخصية ، حين منح ثقة مرتفعة للحكومة السابقة ، وحين لايقدر على الارض منح ثقة مرتفعة للحكومة الجديدة.
 
ذات الارتداد في مجلس النواب ، نرى اثارة في مسيرات البارحة في عمان والكرك وذيبان ، وهي مسيرات اعادت نفس المطالب ، وتسمع كلاماً عن نية المعلمين للضغط للمطالبة بنقابتهم ، ونية قطاعات اخرى لتجديد مطالباتها وشعاراتها.
 
وضع الحكومة مثير للغاية ، اذ انها تواجه ، سقف المطالبات والشعارات التي قيلت في وجه حكومة الرفاعي ، ولايمكن ان تذوب فجأة ، لانها لو ذابت فسيتأكد كما قلنا عندها ان الشعارت السابقة كانت فقط لحرق الحكومة السابقة ولم تكن تستند الى ارضية صلبة نابعة من مطالبات حقيقية. 
 
اذا تبين ان لا جديد لدى الحكومة لتقديمه للناس ، على ضوء سقف الشعارات والمطالب التي قيلت ورفعت قبل اسابيع ، فالارجح ان لايصبر الاردنيون عليها طويلا ، وسنكتشف ايضاً ، مدى جدية رافعي الشعارات بسقوفها المرتفعة ، في ادامة مطالبهم العامة.
 
لننتظر ولنراقب ما ستأتي به الايام.
 
mtair@addustour.com.jo
الدستور 
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012