12-02-2011 08:30 AM
كل الاردن -
فهد الخيطان
لن يجد الوسط الإعلامي افضل من العدوان نصيرا للصحافة وحارسا لحرية التعبير .
خسرنا, هذا لا شك فيه, فالأستاذ طاهر العدوان لم يكن رئيس تحرير فحسب, بل كان معلما وابا لكل واحد في 'العرب اليوم', خلفه خضنا المعارك من اجل صحافة حرة ومستقلة ومحترمة وفزنا دائما. وبجرأته ونزاهته استطعنا ان نجعل السماء سقفا للحرية, جيل من الصحافيين الشبان تعلموا على يديه معنى ان تكون الصحافة سلطة رابعة. ومن خُلقه الرفيع ادرك كل واحد منا ان نظافة اليد هي مفتاح نجاح الصحافي.
رحبنا, لا شك في ذلك ايضا, فالوسط الاعلامي لن يجد افضل من 'أبي حسام' نصيرا للصحافة وحارسا لحرية الكلمة في 'الدوار الرابع', في موقعه الوطني الجديد سيبقى طاهر العدوان مسكونا بالحرية الإعلامية لا بكرسي الوزارة وبالعمل من أجل اعلام اردني اكثر انفتاحا ومهنية.
الانتقال 'السلس' لرئيس التحرير من 'العرب اليوم' الى الموقع الوزاري وضعني في موقع المسؤولية في الصحيفة. 'العرب اليوم' ليست جديدة علّي ففي كنفها تعلمت أصول المهنة وقواعدها.
اشعر بثقل المسؤولية, 'فالعرب اليوم' صحيفة مختلفة كما يلاحظ القارئ. وبفضل رئيس تحريرها وجميع الزملاء حفرت لنفسها مكانا خاصاً البقاء فيه او الأرتقاء الى الأعلى يتطلبان يقظة الجندي وروح المقاتل واخلاق الناسك وحكمة القاضي.
زملائي في 'العرب اليوم' من هذه الطينة الأصيلة اعتز بكل واحد منهم واثق كل الثقة انهم الصناع لقصة النجاح.
اما 'العرب اليوم' فستبقى كما عرفتموها صحيفة اردنية عربية مستقلة, منحازة للأردن, شعبه وقائده الملك عبدالله الثاني, ولقضايا الشعوب العربية ونضالاتها ضد الاحتلالات وثوراتها ضد الاستبداد والفساد من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.
سنكون مع زملائنا في الدفاع عن الحريات الاعلامية والتصدي لكل محاولات النيل منها, لا بل سنعمل معهم من أجل تطوير التشريعات الناظمة للحريات الاعلامية والدفاع عن كرامة الصحافيين.
ستظل 'العرب اليوم' في الخندق المعادي للصهيونية وللتطبيع مع العدو الاسرائيلي وفي صف الشعب الفلسطيني الى ان يَدْحَر الاحتلال البغيض ويستعيد حقه في فلسطين.
وستظل 'العرب اليوم'منبرا للرأي والرأي الآخر الحر النظيف الوطني, وعين المواطنين على الحكومة تعظم الانجاز وتدعمه وتنتقد التقصير والأخطاء بلا مجاملة, تساند جهود الاصلاح الشامل وتقف الى جانب كل المخلصين في الدولة والمجتمع من اجل استئناف مسيرة الاصلاح السياسي والديمقراطي والارتقاء بالاردن الى الأعلى دائماً.
وفي ذلك كله ستبقى 'العرب اليوم' ملتزمة بالمهنية والموضوعية والقواعد الأخلاقية للمهنة, تبتعد عن الاشاعات المغرضة والاخبار المفبركة التي تنال من سمعة الافراد وحياتهم, وتلتزم بالمعلومة الدقيقة والخبر اليقين من دون تهويل او مبالغة او اساءة.
زملائي وانا سنعمل بكل طاقاتنا من أجل تطوير المنتج الصحافي في 'العرب اليوم' لتظل دائما محل ثقة القراء الأعزاء والأصدقاء, نواكب كل جديد في صناعة الاعلام ونوظفه ضمن قدراتنا وامكانياتنا للارتقاء بالصحيفة شكلا ومضمونا, وسنولي في هذا الصدد عناية خاصة بالطبعة الالكترونية 'للعرب اليوم', ونغني صفحاتها بالمعلومات والآراء والأفكار الجديدة.
للمرة الاولى والأخيرة اكتب في هذه الزاوية عن شأن خاص استدعى ظرف طارئ الحديث فيه, فهذه مساحة للشأن العام وستبقى كذلك في قابل الأيام.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم