15-02-2011 06:55 PM
كل الاردن -
نبه الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء حلفاءه في الشرق الاوسط الى خطر حصول انتفاضات شعبية في بلدانهم على غرار ما جرى في مصر في حال وقفوا في وجه التطلعات الديموقراطية لشعوبهم، وامل ان يواصل الايرانيون الاحتجاج على نظامهم.
وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الابيض بعد اربعة ايام على الاطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك "وجهنا رسالة قوية الى حلفائنا في المنطقة تقول: فلننظر الى المثال المصري كمناقض للمثال الايراني".
واضاف الرئيس الاميركي ان "فحوى الرسالة التي وجهناها الى الاصدقاء كما الى الاعداء قبل قيام التظاهرات في مصر هي ان العالم يتغير"، في اشارة الى الخطاب الذي القاه في القاهرة العام 2009.
وتابع "هناك في الشرق الاوسط جيل جديد دينامي يسعى الى انتهاز فرصته. واذا كان المرء يحكم احد هذه البلدان فعليه ان يواكب التغيير لا ان يتخلف عنه".
واجبر الرئيس مبارك، حليف الولايات المتحدة منذ ثلاثين عاما، على التنحي تحت ضغط الشارع وذلك بعد اقل من شهر على تنحي الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
ومنذ استقالة مبارك الجمعة، سجلت حركات احتجاجية في العديد من دول المنطقة بينها الجزائر واليمن والبحرين.
وفي ايران تظاهر الالاف الاثنين في وسط طهران بناء على دعوة زعيمي المعارضة رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشورى الاسبق مهدي كروبي، رغم قرار منع التظاهرات.
وهذه التظاهرات التي قتل فيها شخصان واصيب تسعة شرطيين هي الاولى منذ عام. ونظمات اصلا تاييدا للانتفاضات الشعبية في مصر وتونس.
واستغرب اوباما ان يعمد القادة الايرانيون "الى الاحتفال بما حصل في مصر، في حين مارسوا في الواقع عكس ما حصل تماما في مصر عبر قمع الناس الذين حاولوا التعبير عن رايهم سلميا".
وقال "امل ان نستمر في رؤية الشعب الايراني يتحلى بالشجاعة للتعبير عن عطشه الى الحرية ورغبته في ان تكون له حكومة اكثر تمثيلا".
وفي شان الوضع في مصر، قال "لا يزال هناك بالتاكيد عمل كثير للقيام به في مصر لكن ما رايناه حتى الان هو اشارات صحيحة".
واضاف ان "مصر ستحتاج الى مساعدة لبناء المؤسسات الديموقراطية وتعزيز الاقتصاد الذي تاثر بما حصل".
واكد اوباما ان "المجلس الاعلى للقوات المسلحة يتولى القيادة وقد كرر احترام المعاهدات مع دول مثل اسرائيل والمعاهدات الدولية" الاخرى.
ومن لندن حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي يزور العاصمة البريطانية، الثلاثاء، الغرب من ان تشجيعه للثورات في الشرق الاوسط بعد الانتفاضتين الشعبيتين في مصر وتونس وفي الوقت التي تمتد فيه حركة الاحتجاج الى بلدان اخرى في المنطقة، سيأتي بـ"نتيجة معاكسة".
وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ "اعتقد ان علينا تشجيع كل الاطراف على ايجاد ارضية توافق" في البلدان التي تشهد حركات احتجاج غاضبة.
ويبدو ان تصريحاته تستهدف بشكل مباشر وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي حضت الاثنين ايران على الاقتداء بالنموذج المصري واظهار "انفتاح" في نظامها السياسي.
من جهته ندد هيغ بـ"النفاق المخجل" للنظام الايراني الذي "دافع عن حق التظاهر في مصر" لكنه حظر اي تجمع في بلاده.
وفي اقل من شهر بين منتصف كانون الثاني/يناير ومنتصف شباط/فبراير اضطر الرئيسان التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك للتنحي تحت ضغط الشارع. وامتدت حركة الاحتجاج الى بلدان اخرى في المنطقة بينها اليمن وايران والبحرين.
(ميدل ايست)