16-02-2011 03:34 PM
كل الاردن -
وقال شهود عيان إن المحتجين قذفوا، مساء أمس الثلاثاء، الشرطة بالحجارة كرد فعل على اعتقال احد نشطاء حقوق الانسان. وردت الشرطة باستخدام خراطيم المياه وقنابل الغاز والرصاص المطاطي، مما اسفر عن وقوع إصابات قدرتها مصادر طبية بنحو 38.
اما مراسلة بي بي سي في طرابلس، فتقول ان السلطات الليبية لم تصدر بعد اي بيان رسمي حول هذه الاحتجاجات. وكانت دعوات قد انطلقت على الانترنت لتنظيم مظاهرات في ليبيا يوم غد الخميس.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب باستقالة رئيس الوزراء بغدادي المحمودي ولوحظ أن الشعارات لم تمس العقيد معمر القذافي الذي يحكم البلد منذ أربعين سنة. ويستخدم نشطاء المعارضة الليبيون شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة الى تصعيد الاحتجاجات يوم الخميس.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن الآلاف تظاهروا مساء الثلاثاء اثر اعتقال محام مشهور بانتقاده للحكومة الليبية. وتبين فيما بعد أنه تم الإفراج عنه، لكن المظاهرات استمرت رغم ذلك.
ولم تتطرق وكالة الأنباء الحكومية الليبية الى الاحتجاجات، بينما ذكرت أن مؤيدي الزعيم الليبي معمر القذافي تظاهروا في مدينتي طرابلس وبنغازي.
وقال شاهد عيان في اتصال مع بي بي سي عبر الهاتف إن عددا من الليبيين تجمعوا عند الساعة السابعة مساء الثلاثاء أمام مديرية الأمن في بنغازي. وأضاف الكاتب والناشط إدريس المسماري أن المتظاهرين اطلقوا شعارات "سلمية سلمية" و"نطالب بالإصلاح نطالب بالتغيير".
وتابع قائلا إن مجموعة من الملثمين هاجموا المتظاهرين الذين استطاعوا التغلب عليهم، قبل أن تستخدم الشرطة المياه والهراوات وتتمكن من تفريقهم بالقوة.
كما أكد أن الناشط الحقوقي الليبي محمد مخلوف قال في اتصال مع بي بي سي إن قوات الأمن الليبية اعتقلت المسماري بعد وقت قصير من حديثه لبي بي سي.
وأوضح أن المظاهرة التي شهدتها بنغازي الثلاثاء كانت للمطالبة باطلاق سراح المحامي فتحي تربل والمدون فرج الشراني، واللذان اطلق سراحهما بالفعل في وقت متأخر يوم الثلاثاء حسب ما ذكر مخلوف.
إطلاق سراح سجناء
وقد أفادت منظمة حقوقية في ليبيا بنية السلطات الإفراج عن 110 معتقلين من تنظيم "الحركة الإسلامية المقاتلة"، وقالت الأنباء إنه سيتم الإفراح عن المتقلين من سجن أبو سليم في طرابلس.وكان المئات من اعضاء الجماعة قد أفرج عنهم من هذا السجن بعد مبادرة العام الماضي لنبذ العنف.
يشار إلى أن فتحي تربل هو منسق مجموعة اهالي ضحايا احداث سجن بوسليم الذي قتل فيه عدد كبير من السجناء في عام 1996.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش ان 1200 سجين على الاقل قتلوا برصاص قوى الامن في اطلاق نار في سجن بوسليم في 1996 في ظروف ما زالت غير واضحة. وتطالب عائلاتهم التي يتحدر كثير منها من بنغازي, منذ سنوات بالقاء الضوء على هذه "المجزرة" وتحقيق العدالة.
ودعت قوى المعارضة في بيان على الانترنت إلى انتقال سلمي في ليبيا نحو مجتمع تعددي.كما دعت جماعات أخرى على الانترنت الى التظاهر في ليبيا "ضد الفساد والفقر".
وتأتي الدعوات للتظاهر في ليبيا بعد سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا، والتي نجحت في دفع الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك الى التنحي، قبل أن تمتد إلى الجزائر واليمن والبحرين.
يذكر أن الزعيم الليبي معمر القذافي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما.
(بي بي سي)