17-02-2011 08:40 AM
كل الاردن -
سلطان العجلوني
مما لا شك فيه أن البطانة التي تحيط بالزعيم تشكل عاملاً مهماً في كونه عادلاً محبوباً أو ظالماً مفروضاً، فهم سمعه الذي يسمع به الأنين والرجاء، وعينه التي يرى بها النقص والحاجة.. هم الحجّاب على سمعه وبصره وهي بالتالي أبواب عقله وقلبه..
وفي خضم ثورة الحرية التي تنتشر في بلادنا العربية انتشار نار الحاجة في هشيم الحرمان، كان لا بد لكل منصف غيور على البلد أن يسدي لولي الأمر النصيحة التي يراها مناسبة..
ولأنني أعلم أن الناصحين والمستشارين قد يكونون أول المتضررين من تغير الحال وصلاح الشأن فإنني أرى أنه من المفيد لقائد البلاد أن يستمع إلى أكبر قدر من الآراء والنصائح.
أما نصيحتي فهي الحذر الحذر..
الحذر من أولئك الذين يدعون حبك على حساب حب شعبك لك
الحذر من أولئك الذين يدعون الحفاظ على أمنك، فلا يرونه ممكناً إلا بفقدان شعبك لأمنه
الحذر ممن يعادون الحرية باسم الأمن، والإصلاح باسم الحفاظ على المنجزات
الحذر ممن يطيلون في الشروحات الاقتصادية والتحاليل المالية ودهلزات الأسواق، ولو استمعت إلى عجوز في الكرك أو لاجئ في الوحدات أو طالب في اليرموك لأخبرك ما لا يخبرونك به..
إنهم فئران السفينة الذين يجيدون الفرار منها بعد إغراقها
فهم قادوا الحسين إلى حتفه بالأمس البعيد
وهم ضللوا ثم أسقطوا نظام مبارك بالأمس القريب
لا يغرك أيها الملك رفعهم صورك في المكاتب والميادين، فهم أخذوا من مالية البلد أضعاف أثمان إطاراتها
ولا يخدعنك بالاحتفالات الوطنية، فقد قبضوا عمولتها مسبقاً
إحذر أيها الملك من مقاولي الوطنية، فهم لا يهمهم هوية سيدهم، ولا يدينون بالولاء إلا لأنفسهم، فهؤلاء يرفعون شعاراً قديماً يقول:
إن الملوك إذا هم اقتتلوا أصبحت فيهم كلب من غلبا
واحذرهم إن منعوا مثل هذا النصح من الوصول إليك
فهم يريدونك ملك الرقاب
وشعبك يريدك ملك القلوب