أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


سلمت يداك يا حسين

بقلم : العميد (م) حسن فهد ابوزيد
03-03-2015 10:06 AM
التعريب نقطة تحول فاصلة في تاريخ الجيش العربي
كتب : العميد (م) حسن فهد ابوزيد
الأول من آذار من كل عام هو يوم تاريخي ووطني بامتياز وهو من الأيام الخوالد في التاريخ الاردني ففي هذا اليوم من شهر آذار الخير من عام 1956 الذي صادف يوم جمعة وفي تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً يوماً لا ينسى ولحظات تاريخية في حياة الأردنيين على وجه الخصوص والعرب على وجه العموم عندما قرر الملك الشاب الحسين رحمه الله وهو ما يقارب العشرين من عمره باتخاذه قراره التاريخي والمفصلي والجريء والذي يعود بحرّية اتخاذ القرار وسيادة الدولة والبدء ببناء جيش قوي ومحترف جاء ذلك بعد تنفيذ هذا القرار الملكي بطرد الفريق (جون كلوب باشا ) رئيس أركان الجيش الاردني وكافة أركان القيادة العسكرية الانجليزية في الجيش والتي كان وجودها وعلى رأسهم كلوب باشا سبباً بإعاقة أي خطوة تهدف الي تطوير الجيش لا بل كان كلوب يقف عائقاً أمام تنسيبات جلالة الملك بترفيع الضباط ويقف عائقاً أمام تزويد الجيش بالأسلحة وحتى بتدريبه بطرق صحيحة وسليمة من هنا نتطلع الي أبعاد هذا القرار الذي فتح الأفاق أمام جلالة الملك بالعمل على تطوير القوات المسلحة الأردنية الباسلة الجيش العربي حيث تم ترفيع الزعيم راضي عناب الي رتبة لواء و تعينه رئيساً لأركان الجيش العربي الاردني بعد ان اصدر مجلس الوزراء قراره رقم 198 والذي نص على تعين عناب قائداً للجيش وإنهاء خدمات الفريق كلوب باشا ومدير استخباراته انذاك ( باترك كومهل ) ومساعده للعمليات الزعيم (هاتون ) وتجهيز طائرة لنقلهم في اليوم التالي الي بريطانيا.
وبهذا القرار تكتمل صورة الاستقلال الحقيقية التي بدأها الملك المؤسس الشهيد عبدالله ابن الحسين والإرادة الأردنية لتتبعها خطوة لاحقة في عام 1957 والمتمثلة بإلغاء آخر علاقة بالدولة البريطانية والمتمثلة بإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية والتي عقد عام 1928 ليصبح الاردن كامل الاستقلال والإرادة0
هذا القرار التاريخ كان له ردود فعل ايجابية على المستوى المحلي (الاردني ) والمستوى العربي والدولي فعلى المستوى البريطاني كانت مفاجأة كبرى لدى الانجليز والذي جاء على لسان (جيمس لنت ) الكاتب البريطاني الشهير في كتابه (الحسين حياة وسيرة ) حيث يقول : كانت ردة فعل صاخبة وأصيب رئيس الوزراء البريطاني بحالة من الهستيريا........ أما الموقف الأمريكي والذي جاء على لسان (إيزنهاور) الرئيس الأمريكي آنذاك مخاطباً جلالة الملك الحسين رحمه الله عندما قال له : (انك بطل والبطولة ليست ملك لشعبك بل هي للعالم اجمع )..أما فرنسا وفي مقال لجريدة (لوموند الباريسية) جاء فيها : ان عزل الفريق كلوب من رئاسة أركان الجيش الاردني يدل على انهيار أخر احد أعمدة الحكمة في بريطانيا في منطقة الشرق الاوسط ... وأضاف المقال على البريطانيين ان يعترفوا في نهاية الأمر ان احد فصول التاريخ قد انتهى ..
أما مجمل الردود العربية : فكان ما قاله جمال عبدالناصر الرئيس المصري الأسبق مخاطباً الحسين قائلاً له في اتصال هاتفي : (سلمت يداك يا حسين ) وهذه العبارة دعتني لأعنون مقالي هذا بها .... ليصبح امرأ واقعاً وفي جريدة (الفيحاء السورية ) الصادرة في الرابع من آذار ومما جاء فيها (....وقرارك بالأمس يا حسين هو أروع تعبير عن هذا الوعي العربي الأصيل الذي يرى العزة في شق طريق التحرر والكرامة في القضاء على السيطرة التي تأتي من الخارج ).
أما رد الفعل اللبناني هو ما جاء بجريدة الجهاد اللبنانية في عددها الصادر في الخامس من آذار كلمة بعنوان ..( لقد انزاح الكابوس عن معجزة ما أشبهها بمغامرات الملوك الشريفة حين يحققون لبلادهم وافر السيادة والسعادة ..وارتعدت لندن وارتجفت واشنطن ...)
لقد فرح العرب كثيراً بما أنجزه الحسين في تنفيذ القرار
لكن الرد الأقوى كان الاردني حيث ابتهج الشعب وانتشرت الأهازيج والأغاني الوطنية فرحاً وسروراً ومهللة ومرحبة بهذا القرار الذي أزال كابوس السيطرة الأجنبية.. وطافت المسيرات أرجاء الوطن هاتفة بحياة جلالة الملك صاحب العزم والحزم والجرأة متجهين الي قصر بسمان العامر حيث التقاهم القائد الفذ الحسين رحمه الله بكل ترحيب وفخر وألقى فيهم كلمة حماسية جاء فيها :(... أرحب بكم في بيتكم هذا وأهنئكم بجيشكم العربي لقد وفقنا الله وألان لقد شاء ان نطمئن وعلينا جميعاً ايها الأخوان ان نعمل يداً واحدة في سبيل خدمة هذا البلد وكلنا فداءً له ...). وأخيرا هذا هو القائد الفذ وهذا هو الشعب الأبي وهذا هو الجيش العربي الأصالة والتاريخ والقومية من اجل خدمة العروبة والإسلام لتسجل خطوة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بتعريب قيادة الجيش بارقة أمل على الطريق الصحيح لمسيرة الخير والبناء وتحقيقاً للاماني القومية والعربية في خدمة الانسانية جمعاء مبارك للوطن ولقائد الوطن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ورحم الله بطل التعريب الحسين بن طلال رحمة واسعة وادخله فسيح جناته

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012