19-02-2011 09:34 AM
كل الاردن -
حسين الرواشدة
ثمة من يريد ان يأخذنا الى سجالات مغشوشة لا علاقة لها بمطالب "الاصلاح" التي يتفق عليها معظم الاردنيين ، وثمة من يريد ان يعبث في "نواميسنا" الوطنية ويحرك اسوأ ما في الناس من مشاعر لاتهامهم واستفزازهم وحرف بوصلتهم الحقيقية ، وثمة من يحاول الدخول على خط علاقة الناس ببعضهم وعلاقتهم مع قيادتهم للاصطياد في المياه الساكنة ، وهؤلاء الذين نعرف مواقفهم لا يتحركون بدافع الغيرة على بلدنا ، او الانتصار لمصلحة أحد منا ، وانما بدافع مصالحهم وحساباتهم فقط ، وهي - بالطبع - غير بريئة وان كانت مفهومة في سياق ما وصلت اليه "مناخاتنا" العامة من انحدار ، ومن سوء تقدير ومن غياب لصوت العقل والوجدان والخلق الذي يفترض ان يرتفع ليبدد ما نسمعه من اصوات ناشزة واخرى آثمة.
لا يضير الاردنيين ، عشائر وأمهات ومواطنين ، ان يتهجم عليهم أو يسيء اليهم "قلم" مأجور هناك ، او ان تمس قاماتهم الطويلة دعوات تتحرك في الظلام ، فقد جربوا ذلك على امتداد تاريخهم الطويل ، ومروا به معرضين عما فيه من تفاهات وسفاهات ، لكن ما يضيرهم ويجرحهم ان يكون بينهم من تدفعه حساباته الضيقة الى "العبث" في نواميسهم ، وجرح كرامتهم واستفزاز مشاعرهم ، ويؤلمهم ايضا ان يجدوا انفسهم متهمين في أعز ما يملكونه من قبل "اشباح" يبحثون بينهم عن "اوكار" لهم بعد ان طردوا من مواقفهم ، أو يلتمسون حظوة هنا او هناك بعد ان انكشفت "اجنداتهم" ، ومصدر الخوف والخطر هنا هو ان "متعهدي" الفتنة في الخارج يكتبون باسمائهم" ويُعرفون بعناوينهم ومواقفهم المشبوهة ، فيما "متعهدو" الاثارة في الداخل لا يجرؤون على اشهار اسمائهم ولا الاعلان عن عناوينهم ومواقفهم ، ويتسترون خلف ستار "المصلحة العامة" هذه التي لم يراعوا فيها إلا ولا ذمة.
لا نريد ان نتهم ، ولكننا ندعو الى الحذر والانتباه ، فالعناوين التي يريد البعض جرنا اليها تبدو مغشوشة تماما ، والاجندات التي يحاولون اختزال الناس فيها ، للتشكيك بهم وضرب نواياهم واهدافهم ، اصبحت مكشوفة ومفهومة.
فالناس في بلادنا يعرفون ماذا يريدون ، والى أين يذهبون ، وهم ليسوا "قليلي اصل" حتى يتنازلوا عن مبادئهم وقيمهم وعلاقتهم التاريخية مع بلدهم ونظامهم السياسي ، ولا طارئين على "التاريخ" حتى يأخذهم غيرهم الى "دكاكين" الوصفات الجاهزة وبضائعها الفاسدة.
لا يسعدنا ابدا أن نرد على السجالات "السوقية" او "الاتهامات" المبتذلة التي تأتينا من خارج الحدود ، ولكننا لا نستطيع ان نبقى صامتين على ما نسمعه من همس هنا او ضجيج هناك ، يتداوله بعضنا ، بقصد او بدون قصد ، للانتقاص من قيمة انجازاتنا او مطالبنا او طموحاتنا ، أو لشق صفوف ابناء مجتمعنا الواحد ، او لجرنا الى "مصائد" الاستفزاز ، ان مشكلتنا ليست مع اولئك "البلطجية" الذين نعرف كيف انقلبوا وتلونوا وقفزوا من فوق السفن الغارقة ، وانما مع هؤلاء "البلطجية" الذين يريدون ان "يختطفوا" من بين ايدينا بلادنا وانتماءاتنا ، وولاءنا الذي لا يستطيع أحد ان يشكك فيه ، ليحافظوا على مكاسبهم ومواقعهم التي سقطوا عليها "بالبرشوت".
لا سامحهم الله ، هؤلاء الذين يتحركون بغرائزهم لدق الأسافين بين الناس ، أو للإساءة إلى شخصيتنا الوطنية وقيمنا وعاداتنا الراسخة ، لا سامحهم الله هؤلاء الذين صعدوا من فوق "رقابنا" ويريدون الآن أن يلفوا حولها حبال سحرهم وكيدهم أو يخنقوا أصواتنا التي يعرف المنصفون نقاءها وطهارتها.. لا سامحهم الله هؤلاء الذين "تسمنوا" على موائدنا ويحاولون الآن أن يدسوا فيها "السم" للوقوف على مقابرنا.. وهم لن يقفوا عليها أبدا.
الدستور