21-02-2011 11:00 PM
كل الاردن -
أحمد أبو خليل
رغم مرور عدة أيام على ثورة الشعب الليبي, ورغم أن هذا الشعب يواجه أشرس عمليات القمع مقارنة بالحالتين التونسية والمصرية, ورغم العدد الفلكي للشهداء والجرحى والمفقودين, ورغم بشاعة الموقف المعلن من قبل النظام هناك والذي يتوعد بالمزيد من القمع والدم, إلا أن الأمة العربية على المستوى الشعبي لم تقم بأقل القليل من التضامن والدفاع عن هذا الشعب الباسل.
موقف القوى الشعبية العربية وخاصة تلك القوى المنظمة في أحزاب وفصائل ينطوي في الحالة الليبية على حساسية استثنائية, فكثير من هذه القوى كان يتلقى المال من قبل النظام الليبي خلال عشرات السنين الماضية, وكان ذلك يتم تحت عناوين تلقي الدعم من قبل نظام ثوري. واليوم يتعين على هذه القوى إذا كانت حريصة على الحد الأدنى من الأخلاق السياسية أن تعلن الآن, وبينما النظام ما يزال قائماً أي قبل سقوطه, عن وقوفها ضد قمعه لشعبه, إن هذه القوى إن لم تفعل ذلك ستسقط أخلاقياً, لأن سكوتها عن قتل الليبيين الذين باسمهم تم دفع وقبض المال, يعني أن 'القبيضين' مستعدون لتلقي الدعم من طاغية.
وبالنسبة لعمان التي كانت العاصمة العربية الوحيدة التي شهدت مظاهرة احتجاجاً على العدوان الأمريكي على طرابلس وبنغازي عام 1986، وكان ذلك أيام العمل السري والأحكام العرفية, عليها الآن أن تقول أن ذلك لم يكن دعماً للنظام بل دعماً للشعب.
إن الأمة العربية تستعيد نفسها كأمة واحدة موحدة, ومن المخزي أن يكون هناك تمييز في مستوى التضامن بين أجزاء هذه الأمة.
(العرب اليوم)