27-02-2011 06:08 AM
كل الاردن -
أحمد أبو خليل
مسيرة المسجد الحسيني الأخيرة كانت مختلفة شكلاً ومضموناً عن زميلاتها في الجمع السابقة, وهناك ملاحظات كثيرة منها بالدرجة الأولى ما يتعلق بالموقف الصارم لرجال وشباب الأمن العام, ولكنها صرامة لم تخف طيبة وجوههم, وقد تبادلت مع عدد منهم بعض العبارات, وربما لعب الشيب الذي يغطي رأسي دوراً في استجابتهم لبعض أسئلتي الودية.
ومن الملاحظات البارزة أيضاً ما يتعلق بالسلوك الحكيم للإسلاميين الذين قرروا هذه المرة عدم رفع أعلام التنظيم رغم أنهم يقودون كالعادة الكتلة الأكبر من المشاركين في المسيرة, واكتفوا بحمل علم وطني كبير, لقد أعطى المشهد الجديد مزيداً من الهيبة للمسيرة, كما يمكن التأكيد أن ذلك قلل من الغربة بين 'المتفرجين' على الرصيف وبين جسم المسيرة, بالإضافة إلى أنه يشكل درساً ميدانياً في الوطنية والروح الجماعية عند أعضاء التنظيم وعند المشاركين المستقلين الخارجين من المسجد.
غير أن الملاحظة السلبية الأبرز تجلت في مبالغة بعض الأحزاب اليسارية في رفع الأعلام التنظيمية الحمراء بعد أن احتلوا الصفوف الأولى من المسيرة. في الواقع إن العلم الأحمر واللون الأحمر بعامة لهما مكانة ورمزية عاليتين عند اليساريين, ومن حقهم وواجبهم أيضاً أن يحترموا دلالات هذا اللون, ولكن عليهم أن 'يحشموه', بمعنى أن يحرصوا على انتقاء الزمان والمكان المناسب لإظهاره. وعلى العموم, ربما لا يعلم بعض اليساريين أو أغلبهم أن الجذر اللغوي لكلمة أحمر بالروسية هو ذاته جذر كلمة 'جميل', وعندما تم اختيار هذا اللون كرمز للثورة كان ذلك مرتبطاً بقيمة الجمال.
إن حضور اليساريين, حتى لو كان متواضعاً, كان سيبدو أجمل, لو أنهم اندمجوا مع مسيرة وضعت لنفسها هدفاً وطنياً عاماً... والله والشعب واليسارية أيضاً من وراء القصد.0
(العرب اليوم)