أضف إلى المفضلة
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024
الإثنين , 23 كانون الأول/ديسمبر 2024


هؤلاء الشباب يستحقون التحية

27-02-2011 11:16 PM
كل الاردن -

حسين الرواشدة

اسمحو لي ان احيي هؤلاء الشباب الذين اصروا على المبيت في 'خيمتهم' بمعان او في ساحة الامانة بعمان في هذا الطقس البارد انتظارا لابتلاج فجر التحول الديمقراطي الذي اعتصموا وتظاهروا من اجله على امتداد الاسابيع الماضية.

تحية هؤلاء وغيرهم من ابنائنا الشباب الذين خرجوا للدفاع عن احلامهم واجبة علينا نحن جيل الاباء ، فأسعد ما يمكن أن يشعر به أحدنا هو رؤية هذا الجيل وقد خرج عن أسيجة الوصاية التي فرضت عليه ، وكسر حاجز الخوف الذي أوهمتنا استطلاعات الرأي أنه تجاوز الخط الأحمر ، وأعاد لنا الأمل بان ما زرعناه قد انتج ، وبأن ما انتظرناه طويلا قد جاء اسرع مما كنا نتوقع ، وبان ما عجزنا عن فعله بدأ يتحقق فعلا على يد فتية آمنوا بالحرية وها هم يدافعون عنها بلا تردد.

هذه بالطبع مناسبة للتذكير بان موجة الاعتصامات والتظاهرات التي اجتاحت بلدنا تدل على ما نتمتع به من عافية ، وتشير الى روح جديدة بدأت تسري في اجسادنا وتدفعها الى الحركة والنمو الحقيقي لا الرقمي الذي اوهمتنا به الاحصائيات المغشوشة ، ولهذا فمن واجبنا ان نقف احتراما لكل الذين نزلوا الى الشارع للمطالبة نيابة عنا بالاصلاح وبتصحيح المسار وبتحرير السياسة من اخطائها وباعادة الاعتبار الى حقوق المواطن والانتصار لقضاياه.

اذا اتفقنا على ذلك ، فان من حقنا ان ندعو الى قراءة هذا المخاض الوطني بعيون مفتوحة على الحقيقة ، وان نفهم ما يبعثه من رسائل ، وان ننتبه لما قد تتمخض عنه الاختراقات والتدخلات من نتائج خطيرة ، على صعيد قراءة المخاض مثلا يمكن الاشارة الى انه بدأ بمطالب تتعلق بالاحوال المعيشية واقالة الحكومة الماضية ثم تطور الى اجراء اصلاحات سياسية ثم الى حل البرلمان واخيرا الى مملكة دستورية بمعنى ان سقوف المطالب قد ارتفعت تدريجيا ، كما ان صور المظاهرات تحولت الى اعتصامات وتبقى احتمالات انتشارها قائما ، وهذا يفترض كما ذكرنا سلفا قراءته بجدية والتعامل معه بمنطق السرعة في انجاز الوعود والمطالب لا التأجيل والتسويف والمراوغة.

يمكن الاشارة على صعيد الاختراقات مهما كانت انواعها واشكالها ومبرراتها ، الى ان رعاية هذه التربة الاحتجاجية وقلع ما بداخلها من اشواك وامساك طارئة عليها هو الضمانة الوحيدة للحفاظ عليها وابقائها في اطارها المشروع ، وصورتها الجميلة وعدم دفعها للخروج عن خطها ومسارها الطبيعي ، والمعنى مفهوم بالطبع في ظل تجربتنا مع البلطجية قبل اسبوعين وتجربتنا مع المزايدين في الاسبوع الماضي.

لا ادري بالطبع اذا كانت الرسائل التي انطلقت من حناجر المحتجين في ساحة الحسيني او من خيام المعتصمين حقا بالقلق من هذا الاستقبال الذي نسمع تردداته على شكل وعود او اطلاق حوارات وطنية او تشكيل لجان مختلفة ولم نر منه حتى الان الا اجراءات واشارات خجولة وبطيئة ، فيما تتصاعد اصوات الشباب بمطالب اخرى تبدو بعيدة حتى الان عن آذان الحكومة.

بصراحة ، لا اعرف الى اين ستأخذنا الحكومة ، وكل ما اتمناه من اعماق قلبي ان لا تفوت على نفسها وقبل ذلك على بلدنا فرصة التغيير والتحول الديمقراطي هذه التي لا يستطيع احد ان يهرب منها الا الى المجهول لا قدر الله.

(الدستور)

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-02-2011 09:43 AM

سلمت وسلم مدادك .أخي حسين ليس الجبل المقنع بالضباب تلة وليست السنديانة تحت المطر بالصفصافة الباكية.

2) تعليق بواسطة :
28-02-2011 10:19 AM

الاخ حسين أن الفساد لا يعالج الا باشهار الفاسدين والنيل منهم مهما كانوا وهذه حلقة مفرغة بحاجة الى رقابة وقطع أيدي اذا أردنا الاصلاح واعادة المال العام فلا كبير أمام القانون

3) تعليق بواسطة :
28-02-2011 10:22 AM

الاخ حسين الرواشدة أذا كنا وشعرنا بأن الوطن لنا فلا حرج منا جميعا أن نتكاتف من أجل الوطن والمواطن ودمت القلم الحر من أجل الامة

4) تعليق بواسطة :
28-02-2011 05:00 PM

بداية لست بلطجيا واقسم على ذلك -ولا احمل مؤهلا عالياومن ثم لست مستوزرا-رغم انفي!!- ولا مزاودا حتى -ولكن محتوى المقال استفزني لأتوجه للاستاذ الكاتب الحبيب والنسيب المبجل راجيا سعة الصدر (حيث ان البرارشة الاكارم اخوال طفلي الحبيب) وقد عرفتهم رجالا صليبي الرؤوس في المواقف- رجاعون للحق ،،، ابدأ بالسؤال عن التالي :
مسألة الوصاية :
"الذين نزلوا الى الشارع للمطالبة نيابة عنا"
واسأل هنا من تقصد ب (عنا) اهي التعظيمية والنفخيمية للذات ام انك تقصد الشعب فان كان الاول فأنت وشأنك وان كان الثاني فأنا من الشعب ولم انتدبك انت ولا غيرك من المعتصمين والمخيمين والمتظاهرين لتمثيلي والحديث بالنيابة عني
وأليس من الوصاية ان تقول ان النازلين الى الشارع يتحدثون باسم الشعب ؟
أليس من الترويع الفكري بل والترهيب اطلاق اسم المزاودين والبلطجية على مخالفيكم الرأي؟
وعلى ذكر المراوغة والتسويف وارتفاع سقف المطالب:
لم لا تعلنوا بكل صراحة وشجاعة مطالبكم وهدفكم وعدم المراوغة في ذلك ليعرف الشعب كل الشعب بل والعالم منطلقاتكم الفكرية واهدافكم بعيدة المدى والنهائية وعدم الاعلان عنها بالقطاعي ؟
هل يتكرم الاستاذ ويبين لنا الدوافع الكامنة خلف ارتفاع سقف المطالب - أهي تأثرا بالموضة الخارجية ام تناغما مع المبثوث والمنفوث من اخبار عبر فضائيات الجهاد والنضال الاعلامي اياها- ام انها موجودة في الادراج وتخرج حين هبوب الرياح المناسبة للاغتنام ؟
ايتكرم الاستاذ ويخبرنا ابقي مطالب سرية لم تعلن بعد ؟
انا احد الناخبين واقول بأن نائبي الذي يمثلني في المجلس منتخب بطريقة نزيهة ولم يصادر اي كان ارادتي وصوتي بل انني اتمسك بنائبي المنتخب كممثل شرعي وانا واحد من الاف الناخبين الذين يشاطروني الرأي واسجل احتجاجي على الدعوة لحل مجلس النواب ففي حال نويت الاعتصام وافتراش الارض مطالبة بعدم حل مجلس النواب واحتجاجا على محاولة فرض الرأي القائل بأنه لا يمثل الشعب وانهاء هذا المطلب تماما فهل سأتشرف بالحصول على مباركتكم اعتصامي واحتجاجي ؟
وهنا ما المقصود بالتغيير والتحول الديمقراطي السابقة للترويع المختوم به المقال ؟ أمخالفتكم الرأي وعدم تنفيذ الحكومة املاءاتكم حرفيا تضعنا - ابناء الشعب الاردني -تحت طائلة التهديد بالمجهول ؟
اصلح الله الجميع وهدانا لما فيه الخير للجميع

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012