01-03-2011 03:03 PM
كل الاردن -
دخلت الانتفاضة ضد العقيد معمر القذافي الثلاثاء اسبوعها الثالث لكن الزعيم الليبي يبقى متمسكا بالسلطة رغم سقوط عدة مدن في غرب البلاد في ايدي المعارضة والضغوط المتزايدة من الغرب من اجل رحيله وبينها فكرة فرض منطقة حظر جوي.
وفي اليوم الخامس عشر لانتفاضة لا سابق لها، لم يعد القذافي وقواته يسيطرون الا على طرابلس ومنطقتها. لكن المعارضة لم تعد تتردد في تحدي السلطة في ضواحي العاصمة. وفي عدة احياء يكتب شبان شعارات مناهضة للقذافي على الجدران فيما تستعد المعارضة المتمركزة في بنغازي (شرق) لمسيرة نحو طرابلس.
اما اقتصاديا، فان الزعيم الليبي اصبح مهددا بعدما سيطر المحتجون على ابرز حقول النفط في البلاد. واعلنت المعارضة عن استئناف وشيك لصادرات النفط انطلاقا من شرق البلاد.
وتطرح المجموعات الدولية تساؤلات حول سبل انهاء عدم الاستقرار في ليبيا وهي تفكر خصوصا بحظر المجال الجوي الليبي.
من جهتها تخشى المعارضة ان تجردها عملية عسكرية تقوم بها المجموعة الدولية، من انتفاضتها في وقت ينشر فيه الجيش الاميركي قوات بحرية وجوية في محيط ليبيا.
واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان اي عمل عسكري يشمل السفن الاميركية، غير مرتقب في ليبيا.
من جانبها اعلنت باريس ان كل الخيارات موضع درس بينها حظر الطيران فوق الاراضي الليبي وهو امر يتطلب تدخل حلف شمال الاطلسي وموافقة من الامم المتحدة.
وابدت ايطاليا تأييدها لحظر الطيران فوق ليبيا، لكن بحسب كندا "يبدو ان ليس هناك توافقا" حول مثل هذا الاجراء.
وبعد الامم المتحدة والولايات المتحدة، فرض الاتحاد الاوروبي الاثنين حظرا على مبيعات الاسلحة الى ليبيا، كما قرر تجميد ارصدة ومنع منح تأشيرات دخول للعقيد القذافي و25 من المقربين منه.
وقررت النمسا تجميد ارصدة معمر القذافي والمقربين منه الذين تستهدفهم عقوبات الاتحاد الاوروبي، كما اعلن البنك المركزي النمسوي الثلاثاء.
ونفت السلطات الليبية معلومات تم الحصول عليها من شهود حول غارات جوية شنتها القوات الموالية للقذافي.
وفي الايام الماضية، رصد المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم رحلات يشتبه في انه تم خلالها تهريب اسلحة بين بيلاروسيا وليبيا.
وازاء الضغط المتزايد، بقي القذافي الذي يحكم البلاد منذ اكثر من اربعين عاما، متمسكا بموقفه.
وقال في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" الاميركية وهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة تايمز البريطانية "انهم يحبوني. كل شعبي معي. انهم مستعدون للموت لحمايتي".
واضاف "انتم لا تفهمون النظام هنا، والعالم لا يفهم النظام هنا، سلطة الشعب. (لا توجد) ابدا مظاهرات في الشوارع" مضيفا "لا يوجد اي شخص ضدنا، ضدي، لماذا تنظيم المظاهرات؟".
ورأت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس الاثنين ان تصريحات القذافي هذه تدل على انه "يعيش في الاوهام".
واتهمت الولايات المتحدة الاثنين الحكومة الليبية بالتشويش على بث محطات اخبارية اجنبية مؤكدة ان هذه المبادرة تخالف ما اعلنه القذافي بان الوضع هادىء في البلاد.
ويستعد الغرب لمساعدة المعارضين الذين انشأوا "مجلس وطنيا مستقلا" مكلفا تمثيل "المدن المحررة".
وفي شرق البلاد، اعلنت المعارضة السيطرة على عدة مدن حول العاصمة وفي الغرب بينها نالوت (230 كلم غرب طرابلس) والزاوية (60 كلم غرب العاصمة).
ويبدو ان مدينة مصراته الاستراتيجية شرق البلاد اصبحت تحت سيطرة المعارضة.
لكن قوات موالية للقذافي قامت مساء الاثنين في مصراته باطلاق النار على مارة ما اوقع قتيلين فيما اصيب شخص بجروح، كما قال شاهد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي طرابلس، نصب ناشطون مؤيدون للقذافي مراكز مراقبة في العاصمة ومحيطها فيما يتم تقنين الخبز والوقود، كما قال احد السكان.
ولم يسجل ارتفاع في اسعار النفط الثلاثاء في التعاملات الاسيوية مقارنة مع الارتفاع الكبير الذي سجل منذ بداية الاضطرابات في الشرق الاوسط، لا سيما بعدما وعدت السعودية بضمان استقرار السوق النفطية.
وارتفع سعر برميل النفط الخفيف 44 سنتا ليصل الى 97,41 دولارا لكنه تجاوز الاسبوع الماضي المئة دولار فيما بلغ سعر برميل نفط برنت بحر الشمال 112,42 دولارا مرتفعا ب62 سنتا بعدما قارب سعره ال120 دولارا قبل عدة ايام.
من جانب اخر، اعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الثلاثاء ان الوضع على الحدود بين ليبيا وتونس بلغ مستوى "الازمة" بعد فرار ما بين 70 الفا و75 الف شخص من ليبيا منذ 20 شباط/فبراير.
(ميدل ايست)