01-03-2011 03:56 PM
كل الاردن -
ذكرت صحيفة «ديلي تليغراف»، في عددها الصادر اليوم، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وزعماء غربيين آخرين اقتربوا من إصدار أوامر باستخدام القوة العسكرية ضدّ العقيد معمر القذافي، وسط مخاوف من احتمال أن يستخدم أسلحة كيميائية ضد شعبه.
وقالت الصحيفة إن مصادر بريطانية كشفت أن ليبيا لا تزال تملك مخزونات من غاز الخردل، على الرغم من تعهد نظامها في عام 2003 بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وتعتقد أن القذافي احتفظ بنحو 14 ألف طن من المواد الكيميائية اللازمة لإنتاج غاز الخردل. وأضافت نقلاً عن المصادر أن المواد الكيميائية «جرى تخزينها في أماكن سرية في الصحراء الليبية وتحتاج إلى خلط قبل تحميلها في قذائف لاستخدامها كأسلحة، لكنها لا تزال تمثّل مصدر قلق ونريد التأكد من أنها دُمّرت فعلاً».
ويأتي هذا الكشف بعد تحذير متحدث باسم القذافي من وقوع مئات الآلاف من القتلى إذا ما انحدرت ليبيا نحو حرب أهلية شاملة. ونشر الزعيم القذافي اليوم قوات جيشه في منطقة قريبة من حدود بلاده الغربية في تحدّ للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية، ما زاد المخاوف من منحى أكثر عنفاً في واحد من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي.
وكان رئيس الوزراء البريطاني قد شدد على أن العالم «لا يمكن أن يقف موقف المتفرج إذا استخدام القذافي القوة العسكرية ضد شعبه». وكلّف رئيس أركان الدفاع الجنرال ديفيد ريتشاردز بوضع خيارات للعمليات العسكرية البريطانية في ليبيا. وقال كاميرون «إن رحيل القذافي يمثل أولوية قصوى لبريطانيا»، دون أن يستبعد إمكان دعم المعارضة الليبية.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان اليوم إن الأولوية في ليبيا هي للمساعدات الإنسانية الطارئة وليست للتدخل العسكري. ونقلت قناة «فرانس 2» عن باروان قوله إن طائرتين فرنسيتين تحملان مساعدات وطواقم طبية انطلقتا اليوم وستحطان في مطار القاهرة، على أن تنقل الشحنات والطواقم براً إلى بنغازي. وقال إن فرنسا سترسل المزيد من المساعدات، مشدداً على أن «الأولوية في ليبيا هي للمساعدات الإنسانية الطارئة وليست للتدخل العسكري». وأضاف باروان «لقد روّعنا جداً مما يجري»، مشيراً إلى أن فرنسا تنسق جهودها مع الاتحاد الأوروبي. وأجاب رداً على سؤال عن احتمال التدخل العسكري إن «ذلك ليس في ترتيب الأولويات، والأولوية إنسانية ولا يمكن أن تكون دبلوماسية بعد الآن».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن طائرتين انطلقتا اليوم، الأولى تحمل على متنها 5 أطنان من المواد الطبية والأدوية، والثانية تنقل بين 3 و4 أطباء وممرضين أو ثلاثة و8 من أفراد الأمن المدني و8 عمال لوجستيين.
إعلامياً، ذكرت صحيفة ليبية تصدر من بنغازي، التي تسيطر عليها المعارضة، أن قوات الأمن التابعة لنظام معمر القذافي اعتقلت نقيب الصحافيين في العاصمة طرابلس، سالمة الشعاب، ومراسلة صحيفة «الجماهيرية» سعاد الطرابلسي.
وذكر موقع صحيفة «قورينا» أن اعتقال الشعاب والطرابلسي جرى أمس الاثنين «على خلفية تواصلهما مع قناتي الجزيرة والعربية، لنقل الأخبار الحاصلة بمدينة طرابلس».
وأضافت إن «قوات الأمن تقوم بحملة اعتقالات واسعة ضد الصحافيين والشيوخ الذين تواصلوا مع القنوات الإخبارية العربية والدولية». وذكرت الصحيفة أن عدداً من الإعلاميين والصحافيين في طرابلس، كانوا قد أعلنوا «انضمامهم إلى ثورة 17 فبراير، محتجّين على التعتيم الإعلامي للأحداث الذي تقوم به الإذاعات الليبية».
(يو بي آي، رويترز)