01-03-2011 05:30 PM
كل الاردن -
زار جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الثلاثاء، لواء المزار الشمالي بمحافظة اربد، والتقى أعضاء المجلس الاستشاري ووجهاء اللواء، واطلع جلالته على أبرز احتياجاتهم ومطالبهم حيث أوعز جلالته بتنفيذ عدد من المشروعات التنموية في قطاعات التعليم والصحة ورعاية الشباب.
وخرج الآلاف من أبناء المحافظة، الذين اصطفوا على جانبي الطريق الذي سلكه الموكب الملكي لاستقبال جلالته، حيث نصبت بيوت الشعر التي ازدانت بصور جلالة الملك ويافطات ترحب بقدوم جلالته.
وقال جلالة الملك خلال لقائه أعضاء المجلس الاستشاري ووجهاء اللواء "هدفنا متابعة التحديات، ومطالب المواطنين بالتنسيق مع الحكومة، وأنا متأكد أن المشاريع سيتم تنفيذها على أرض الواقع، ونحن جاهزون لدراسة احتياجاتكم" .
وأضاف جلالته أنه لابد من وضع آلية للمتابعة من خلال لجنة تمثل اللواء، "لنلتقي بكم الأسبوع المقبل حتى نتابع مطالبكم، بالتنسيق مع الحكومة".
وخلال حديث جلالته مع ممثلي اللواء قال "لدينا أكثر من مشروع لإقامة مدارس في اللواء وزيادة عددها، وسنعمل بالتنسيق مع الحكومة على إنشاء عدد من المراكز الصحية".
ووجه جلالته بإنشاء عدد من المراكز الشبابية، وتقديم التمويل اللازم لصناديق القروض الدوارة لدعم الجمعيات الخيرية العاملة في اللواء.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني استهل زيارته الى اللواء بتفقد مدرسة أروى بنت الحارث الأساسية، واطلع جلالته على واقع المبنى الذي تأسس عام1950، ويعاني من قدم البناء وضيق الغرف الصفية وعدم توفر المرافق اللازمة.
وأوعز جلالته بإنشاء مبنى جديد للمدرسة لتأمين بيئة تعليمية آمنة لـنحو300 طالبة في المرحلة الأساسية، تتوفر فيها جميع المرافق الضرورية لخدمة العملية التربوية.
وخلال تفقد جلالته لواقع الخدمات في اللواء، توقف جلالة الملك لزيارة أحد المخابز في حي قريب من مدرسة أروى بنت الحارث، حيث تبادل جلالته الحديث مع العاملين في المخبز والمواطنين الذين تجمعوا في المكان.
كما تفقد جلالته مركز صحي المزار الأولي الذي يعاني من ضيق المكان وعدم تناسب خدماته مع احتياجات الأهالي، وافتقاره الى بعض الأجهزة والتخصصات الطبية، حيث وجه جلالته بإنشاء مركز صحي شامل وتزويده بالأجهزة والمستلزمات الطبية وأطباء الاختصاص لتمكينه من تقديم خدمات الرعاية الصحية لنحو36 الف مواطن يراجعونه سنويا.
وفي كلمة عرض فيها الانجازات وأجاب من خلالها على أبرز المطالب والاحتياجات اشار رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت خلال اللقاء الى أن موازنة محافظة اربد لعام2011 بلغت6ر43 مليون دينار موزعة على جميع القطاعات.
وبشأن المطالب قال البخيت إن هناك دراسة أولية لتنفيذ مشروع الصرف الصحي في اللواء وبعض المناطق المحيطة به بكلفة17 مليون دينار، فضلا عن استبدال خطوط المياه القديمة بشكل تدريجي.
وأشار الى مجمع الدوائر الاستثماري ومحطة المحروقات اللذين أنشأتهما البلدية، حيث قال رئيس الوزراء أننا سنعمل كحكومة على الاستئجار في هذا المجمع كدعم للبلدية.
وفي مجال الطرق بين رئيس الوزراء انه تم عمل خلطات إسفلتية بكلفة720 الف دينار وفتح وتعبيد مجموعة من الطرق داخل اللواء، مشيرا الى انه تم رصد200 الف دينار لطرقه الزراعية، وسيتم هذا العام وضع جزيرة وسطية وعمل خلطات إسفلتية بكلفة90 الف دينار على طريق حوفا - المزار.
وعن ضرورة وجود مستشفى في اللواء قال إن المؤشرات تقول انه لا حاجة لوجود مستشفى في اللواء نظرا لكونه محاطا بعدد من مستشفيات القطاع العام، لكن رئيس الوزراء طلب في الوقت نفسه من المجلس الاستشاري دراسة جدوى لمثل هكذا المشروع.
وبين إن الحكومة أنشأت مركزا صحيا شاملا في عنبه، وستوفر الدعم لمركز صحي فاروق الشامل بكل أنواع العيادات والمستلزمات، مثلما ستقوم بتحسين واقع الخدمات الصحية من خلال بناء مراكز صحية جديدة.
وعن قطاع التربية والتعليم اوضح رئيس الوزراء إن الحكومة أنشأت أربع مدارس خلال العامين الماضيين وستنشيء هذا العام مدرستين بكلفة5ر4 مليون دينار، فيما ستدرس الحكومة اقتراح استحداث مديرية تربية في اللواء.
وفي قطاع التنمية الاجتماعية قال إننا سندعم الجمعيات الخيرية، فيما أكد في تناوله لقطاع البيئة، ضرورة دراسة الواقع البيئي للواء وإيجاد حلول لموضوع المحاجر ومخلفاتها.
وضمن خطة الحكومة المستقبلية بين إن الحكومة ستنشئ ثلاثة مراكز شبابية ومجمع رياضي في اللواء بكلفة تقدر 6ر1 مليون دينار، وفي هذا العام سيتم استئجار مكانين لإقامة مركزين لشباب وشابات اللواء.
وقال رئيس الوزراء إن الحكومة ستعمل على تنفيذ برامج لمساعدة المزارعين في تحسين نوعية زراعاتهم وتنميتها كما ستقوم بتنفيذ عطاءات حكومية لإنشاء مبان في اللواء.
وأضاف إن الحكومة ستقيم متنزها سياحيا في اللواء بكلفة 500 الف دينار، وستعمل على إعادة ترميم قرية صمد التراثية بالتعاون مع المجتمع المحلي من خلال جلب استثمارات خاصة لتنميتها لتشجيع السياحة المحلية وجذب السياح.
وأكد رئيس الوزراء أن مشكلتي الفقر والبطالة يمكن الإسهام في حلهما من خلال التوسع في إقامة المصانع وجلب الاستثمارات، والتركيز على الصناعات المتوسطة والريادية التي تسهم في توفير المزيد من فرص العمل، وليس من خلال الاعتماد على التعيين في القطاع العام.
وأشار الى ضرورة تنشيط الجمعيات التعاونية الزراعية وتقديم القروض للخريجين التي تمكنهم من إقامة المشروعات الإنتاجية الصغيرة التي تدر دخلا على أسرهم.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشارو جلالة الملك وعدد من المسؤولين.
وكان أعضاء المجلس الاستشاري ووجهاء اللواء عرضوا أمام جلالة الملك جملة من المطالب واحتياجات اللواء التي تركزت على ضرورة إنشاء مستشفى، وأبنية جديدة للمراكز الصحية المستأجرة وتزويدها بما تحتاجه من كوادر وأجهزة ومستلزمات طبية إضافة الى حل مشكلة المحاجر التي يعاني منها اللواء. وشملت المطالب استحداث مديرية للتربية والتعليم، وبناء مدارس جديدة وتحسين خدمات الطرق والبنية التحتية وتوفير فرص عمل لشباب وشابات اللواء وإقامة مدرسة مهنية للإناث وتأسيس مركز ريادي لرعاية الموهوبين والمتفوقين وإقامة مشروع استثماري يخصص رعيه لصالح جمعيات اللواء الخيرية البالغ عددها 13 جمعية متنوعة الأغراض وتزويد إحداها بوسيلة نقل وإقامة مقار لبعضها الآخر.
وأكد محافظ اربد خالد أبو زيد اعتزاز أبناء اللواء بزيارة جلالة الملك، والتي تأتي في إطار حرص جلالته المستمر بالوقوف على احتياجات ومطالب المواطنين في شتى مواقعهم.
وأكد الوزير الأسبق الدكتور خالد العمري التفاف أبناء اللواء حول القيادة الهاشمية، متطلعا الى تلبية احتياجات ومطالب اللواء بما ينعكس إيجابا على تنميته وتحسين الأوضاع المعيشية لسكانه.
وعرض النائب السابق الدكتور عصر الشرمان أهم احتياجات اللواء في القطاع الصحي والبيئي، لافتا إلى أهمية إيجاد حل عاجل للتلوث البيئي الذي تسببه الكسارات الواقعة في اللواء.
وطالب الشرمان بإقامة مستشفى في اللواء، وتحسين واقع المراكز الصحية الأولية المنتشرة في قرى اللواء بإنشاء مبان خاصة لها حيث أن سبعة من أصل المراكز التسعة الموجودة مقامه في أبنية مستأجرة وغير مؤهلة لتقديم العناية الطبية.
ودعا رئيس بلدية المزار المهندس حسين الجراح الحكومة إلى زيادة الدعم المالي المخصص للبلديات للقيام بمهامها بشكل أفضل مما هي عليه حاليا، وطالب بإنشاء طرق تربط اللواء بالألوية والمحافظات المجاورة.
وطالب الجراح بإقامة متنزه سياحي، وجذب الاستثمار السياحي والبيئي إلى المنطقة من خلال تشجيع القطاع الخاص ومنحه إعفاءات ضريبة عند أقامة مشاريع في اللواء. ودعا إلى نقل جميع المؤسسات الحكومية في اللواء إلى المجمع الذي أقامته البلدية لهذه الغاية وتزويد البلدية بعدد من الآليات الثقيلة وكابسات النفايات.
وتناول الدكتور زكريا الدرادكة مطالب القطاع الشبابي في لواء المزار والتي تمثلت في إقامة ملعب ومجمع رياضي في اللواء، إضافة إلى إقامة مراكز للشباب والشابات في عدد من بلدات اللواء.
وللتخفيف من مشكلة البطالة بين الشباب طالب الدرادكة بالعمل على إقامة مشاريع خدمية وتنموية وسياحية بهدف توفير المزيد من فرص العمل.
وقدمت مريم الجراح عرضا لأهم مطالب القطاع النسائي في اللواء، مستعرضة واقع العمل النسائي والاجتماعي في المنطقة، مثلما طالبت بإقامة مشاريع إنتاجية لتشغيل فتيات لواء المزار الشمالي والعمل على الحد من ظاهرة البطالة بين الفتيات وخصوصا المتعلمات.
وعرض النائب السابق الدكتور مصطفى العماوي أهم احتياجات قطاع التربية والتعليم، مطالبا بإنشاء مديرية تربية وتعليم خاصة باللواء وتسريع العمل في مشاريع الأبنية المدرسية التي تنفذها وزارة التربية والتعليم في هذه الآونة.
وقال العماوي أن طبيعة منطقة المزار الشمالي وبرودة الطقس فيه في فصل الشتاء تحتم تزويد مدارس اللواء بوسائل التدفئة المناسبة.
وتبلغ مساحة لواء المزار الشمالي الواقع الى الجنوب الغربي من مدينة اربد 88 كيلومترا ويقطنه نحو 52 الف مواطن.
ويعاني اللواء من ارتفاع نسبة الأبنية المستأجرة المستخدمة لتقديم الخدمات التعليمية والصحية حيث تبلغ نسبة المدارس المستأجرة في اللواء 26 بالمئة فيما تقبع سبعة مراكز صحية من أصل تسعة يضمها اللواء في أبنية مستأجرة.
(بترا)