أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024
شريط الاخبار
أحزاب ومنظمات ومتظاهرون مغاربة يستنكرون تصريحات ماكرون في برلمانهم عن المقاومة الفلسطينية العمل: لا صحة لعدم تشغيل أردنيين بمول تجاري في الكرك محافظة: الأردن أول دولة عربية رائدة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية نقابة الصحفيين تقرر إجراء الانتخابات في نيسان اتلاف مخدرات ضبطت في 58 قضية - صور طاقم حكام عُماني لمباراة الحسين إربد والوحدات ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 43163 شهيدا حسان يثني على دور المحافظين ويؤكد أهمية الدور التنموي لهم وإدامة التواصل مع المواطنين الأردن يدين مصادقة الكنيست على قانون يمنع فتح ممثليات دبلوماسية لفلسطين في القدس (153) مليون دينار صافي أرباح (البوتاس العربية) لنهاية الربع الثالث من العام الجاري رغم التحديات العالمية الخرابشة: نتطلع لأن نكون مركزاً لإنتاج الطاقة الخضراء سلطة وادي الأردن تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي ضبط مركبة تسير بتهور على الصحراوي بدء تقديم طلبات الاستفادة من البعثات والمنح والقروض الداخلية رئيس وأعضاء مجلس الأعيان يؤدون اليمين الدستورية
بحث
الأربعاء , 30 تشرين الأول/أكتوبر 2024


(سورة يس) العصف الذهني وإبحار بدوي في خلجانها.

بقلم : د.م حكمت القطاونه
07-05-2015 09:52 AM
هذه المقالة مُهداة للكاتب الفذ بسام الياسين ,لكل من اسمه نصيب ولسورة ياسين دلالات وحكم لا تنقضي عجائبها ما بقيت تُتلى وتُرتل.
كثير منا من يلتفت إلى صغائر ذنوبنا ، (يتمرتح) بطقوس ولا يُحسن الظن بالله وإنه غفور رحيم { قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }...وبقدر ما في أنفسنا من لوم على خطايانا فإن الله كبير واكبر مما تتصورون، أكبر من كل جلاد لا يكتفي بجلدنا وإنما يُغلق أفواهنا ويكتم أنفاسنا كي لا نتأوه.
عَصَفَ في ذهني تساؤل : ما ميز سورة يس حتى تكون عظيمة في قلب القرآن؟.
هنا ودونما الغوص في شرح المفسرين السَبّْاقْين السَابقين، ملاحظة المساحة التي يفردها رب الكون في عظيم جلاله للآخرين وإن لم يكونوا معه أو برسله مؤمنين.
{قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) }– حجة قوية، وفي يومنا هذا لو أرجعنا الناس إلى عصور التنزيل والوحي وجاء لنا من يخاطبنا باسم الوحي وأنهم رُسل الله وعلى خطأ الافتراض فهل سيصدقهم مُصدقٌ؟ وكم هم المؤمنون بهم وخصوصا أنهم بشر مثلنا؟.
ماذا سيقول لهم أعراب الأمة؟ ربما قال قائل لهم : (حلوا عنا، إحنا ناقصنا ملاخمه؟...أنت يا أبو التبن - مثلا - من وين جايب ها العلوم؟) ويا ويلهم إذا ما وقعوا بأيدي العسس والأجهزة الأمنية!.
لكن الله سبحانه يسمح للطرف الآخر أن يعد حججه، يُفرد لهم مساحة القول والاحتجاج، لا يقمع تنظيرهم أو يُصادر قولهم ويمنعه من النشر، إنما يُقدم لهم قرآنه ليُخَلدُ رأيهم المُعارض إلى أن يرث الله الكون وما زالت آياته تُرتل ترتيلا وتُتلى، في حين أن كهنوتا إسلاميا يُطل علينا برأسه يُلغي كل ما هو غير مستساغ في خدمة سلطانه وينسف كل ما هو آخر.
وفي المقابل سلاطين الأمة وملوكها، قمعوا كل قول إلا قولهم، صادروا كل تاريخ إلا ما يمجدهم وآبائهم، أُنظروا إلى دساتيرهم، قوانينهم، عصي مارشالاتهم، ألقابهم ، أوسمتهم، أعلامهم، نشيدهم - ما يسمى الوطني!، تعاليهم على شعوبهم، إلا أمام أحبابهم في عواصم الإستعمار فقط يطامنون من عليائهم، وأسد علي وعلى الأعداء حمامة، ويا رب إنك عالم بحالنا بصير.
{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَأنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) }.
وحينما يحتدم النقاش ويصل إلى لحظة حرجة واللاعودة تبرز آية أخرى، ينبري مبادرٌ من أطراف المدينة رجل سقيم، يقتات وعياله بنصف ما يكسب ويتصدق بالنصف الآخر، ورغم مرضه وفقره وضعف حيلته وهوانه على الناس والسلطات، إلا انه لا يعفي نفسه من المبادرة وان ينبري مدافعا عن الحق، مستعد للتضحية في سبيله، انه وكما ورد في كثير من التفاسير حبيب النجار ، رجل من أتباع سيدنا المسيح وحواريه.
{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) }.
أضعف الإيمان أن يعبد الإنسان ربه ويأت بصلواته وأركانه الخمس، ذلك أن الدنيا عند الله لا تساوي جناح بعوضة بما فيها من بشر وكائنات، وأن الله غني عن العباد وانه اكبر بكثير مما نظن، لا يُمَنُ عليه وهو يَمن.
أن الناس يمارسون طقوسا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، فإن قولة الحق في وجه سلطان جائر جهاد في سبيل الحق، فيأتي حكم الرب، القول الفصل تعقيبا على مداخلة الرجل السقيم ألأعزل من كل سلاح إلا إيمانه وموقف الحق، جاء من طرف المدينة ولم يأت من روابيها الغربية المترفة ولم يكن من علية القوم.
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) }.
حتى أن كثيرا من المفسرين قالوا: أنه رأى منزلته في الجنة أو دخلها حتى قبل أن يستشهد وبعضهم قال أنه حالما استشهد دخل الجنة ولم ينتظر يوم الحساب.
يتوقف الكلام في آيات سورة يس الباقية بعد هذا المشهد عن الرسل رغم أن الله عززهم به كثالث وليس منهم، لتأتي استمرارية الحديث فيها عن حبيب النجار الرجل الداعية للحق المطالب بالإصلاح، فنجد أن الداعية إلى الإصلاح ألمبادر إلى موقف الحق المستعد للتضحية، يتفوق على الرسل المكلفين بالدعوة إليه المؤيدين أصلا بمؤازرة الله وحمايته وهذه أيضا من عجائب سورة يس.

الكاتب - إعرابي من بادية الشام ضل طريقه فيها وهو سائر إلى شام بها العمر، ويوم الطوفان تشبث بالسفينة ذات الدسر، وحين الحمامة أتت بغصن الزيتون مُعلنة أن الطوفان عند الكرك ينحسر، ألقى نوح مراسيها عند خاصرة المدينة، ترجل منها ومشى إلى شارع الخضر، قرأ الفاتحة على مقامه وارتاح دهرا حتى خرج إلى المزار لملاقاة بن رواحة وزيد وجعفر.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-05-2015 10:46 AM

بوركت دكتور .

2) تعليق بواسطة :
07-05-2015 11:10 AM

من طول الغيبات جاب الغنايم..وهل هناك ما يضاهي غنيمة كسورة ياسين قلب القرآن التي أهديتنا إياها في هذا الصباح المبارك.
تحياتي للحبيب الغائب الحاضر أبو عمر ولاألومك لعزوفك عن التواجد في الموقع كتابة أو مشاركة فيبدوا أن قطعة اللبنة(الجميد) في فمك حجمها كبير لتمنعك من التفوه بما يمليه عليك ضميرك أو لنقل للذين لايفهموا لهجتنا الكركية في فمك ماء.
كلنا في الهم شرق يادكتور لكن ببراعتك تستطيع أن توصل ماتريد وتحوم حول الحمى دون أن تقع فيه.
تحياتي وقبلاتي أخي أبو عمر.

3) تعليق بواسطة :
07-05-2015 11:19 AM

زادك الله من فصله ياابو القطاونه يا دكتور حكمت يا امير يا مؤمن --ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا--صح لسانك ياابن الجنوب المحبوب المظلوم - واقبل تحيات بني حميده بالانابه

4) تعليق بواسطة :
07-05-2015 11:31 AM

لا يحق للطفيليات الوطنية،و فطريات الولاء المتاجرة على ظهورنا،والتلاعب بمستقبل اجيالنا، و كانهم يملكون علم الاولين و الاخرين مع انهم ليسوا اكثر من متبجحين،سفحوا الملايين على تشييد القصور،وكباريهات الاعلام لنشر روح الهزيمة وصناعة انصاب من ملح وتمر جلها رموز كرتونية جرى تصنيعها في اقبية معتمة رطبة.ان اصنام الدم ستذوب مع اول زخة دم،وان اصنام التمر اوشكت ان تزول عندما جاع الناس،اما الاصنام الحجرية التي استعصت على الاسقاط، فان فاس سيدنا ابراهيم لها بالمرصاد...سلم قلمك الفياض بالمشاعر الانسانية والديني

5) تعليق بواسطة :
07-05-2015 11:32 AM

اخي الدكتور المهندس حكمت، انحني امام كلماتك المؤثرة،واقف عاجزاً عن الرد لانك تستحق فوق الشكر الشخصي الف شكر على هذه اللوحة الادبية لما تحمله من دروس وعبر و مراميز خلاقة،وسهام خارقة .اقسم لك بامانة المؤمن بربه والخائف على وطنه اننا نمر بمرحلة عصيبة،حرجة،وخطرة غير مسبوقة وهي اليوم في اسوأ حالاتها من ضعف اقتصادي،وتسيب اداري،وغلاء فاحش،ومواطن يتظلم من احتكار للغذاء والدواء وسرقة للماء وغياب العدالة،لذلك نحن احوج ما نكون الى الاطهار امثالك من ابنائة المخلصين ليكونوا ربابنة السفينة في بحر عربي متلاطم

6) تعليق بواسطة :
07-05-2015 12:33 PM

لا يحق للطفيليات الوطنية،و فطريات الولاء المتاجرة على ظهورنا،والتلاعب بمستقبل اجيالنا، و كانهم يملكون علم الاولين و الاخرين مع انهم ليسوا اكثر من متبجحين،سفحوا الملايين على تشييد القصور،وكباريهات الاعلام لنشر روح الهزيمة وصناعة انصاب من ملح وتمر جلها رموز كرتونية جرى تصنيعها في اقبية معتمة رطبة.ان اصنام الدم ستذوب مع اول زخة دم،وان اصنام التمر اوشكت ان تزول عندما جاع الناس،اما الاصنام الحجرية التي استعصت على الاسقاط، فان فاس سيدنا ابراهيم لها بالمرصاد...سلم قلمك الفياض بالمشاعر الانسانية والدي

7) تعليق بواسطة :
07-05-2015 12:34 PM

اخي الدكتور المهندس حكمت، انحني امام كلماتك المؤثرة،واقف عاجزاً عن الرد لانك تستحق فوق الشكر الشخصي الف شكر على هذه اللوحة الادبية لما تحمله من دروس وعبر و مراميز خلاقة،وسهام خارقة .اقسم لك بامانة المؤمن بربه والخائف على وطنه اننا نمر بمرحلة عصيبة،حرجة،وخطرة غير مسبوقة وهي اليوم في اسوأ حالاتها من ضعف اقتصادي،وتسيب اداري،وغلاء فاحش،ومواطن يتظلم من احتكار للغذاء والدواء وسرقة للماء وغياب العدالة،لذلك نحن احوج ما نكون الى الاطهار امثالك من ابنائة المخلصين ليكونوا ربابنة السفينة في بحر عربي متلاطم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012