06-03-2011 12:19 AM
كل الاردن -
حسين الرواشدة
اقتنع اخواننا الصحفيون - اخيراً - بأن 'الحرية' التي طالبوا بها حكوماتهم على امتداد السنوات الماضية دون جدوى لن تأتي الا اذا انتزعوها بارادتهم ، ولهذا تحرك زملاؤنا الاعزاء في 'الرأي' للمطالبة بحقوقهم ، ومن المتوقع ان ينضم اليهم غداً زملاء آخرون من مختلف المؤسسات المهنية والاعلامية للتضامن مع هم ، وتوسيع دائرة المطالبات لتشمل 'القطاع' الاعلامي كله ، وبذلك يكون 'الاعلام' قد تحرك في اتجاه 'الاصلاح' .
هذه - بالطبع - فرصة ارجو ان نستثمرها - كاعلاميين - للتقدم نحو مرحلة جديدة يتحول فيها الاعلام من ناطق باسم الحكومات الى ناطق باسم الناس ، ومن وسيلة لتزيين 'الانجازات' الى منابر لكشف الحقائق وفضح التجاوزات ، ومن 'سلطة' وهمية الى سلطة حقيقية ، تمارس واجبها الوطني بمنتهى الموضوعية والمهنية ، وهذا - بالتأكيد - يعتمد - اولا - على الاعلاميين أنفسهم ، فقد قصروا بحق انفسهم فيما مضى ، وبوسعهم الآن ان يستدركوا ما فات ، واذا كانت الاعتصامات التي جرت وستجري هي بداية 'الحركة' في اتجاه هذا لاستدراك فان العنوان الاهم للتحول هو 'نقابة الصحفيين' هذه التي يمكن ان تسجل عشرات الملاحظات على ادائها ودورها ، وقد جاء الوقت - حقا - 'لتغيير' صورة هذه النقابة واخراجها من 'أزماتها' لا سيما وأننا امام انتخابات جديدة نرجو ان نتوافق فيها على 'افراز' مجلس نقابي مختلف ، يحمل 'ارادة' الصحفيين ويعبر عن قضاياهم ويدافع عن حقوقهم ، ويؤثر ايضا في حياتنا السياسية والمهنية ، ذلك انه من غير المعقول ان تتقدم نقابات مهنية على 'نقابة' ينشغل كل اعضائها بالسياسة وبتوجيه الرأي العام وبمناقشة قضاياه وهمومه.
اذا احسن 'الاعلاميون' ادارة حراكهم واصروا على رغبتهم في التحول نحو ديمقراطية اعلامية حقيقية ، فان بمقدورهم ان يطالبوا الحكومة 'بتطبيق المعايير العالمية' على وسائل العالم وهذه - بالمناسبة - مطالبات سبق لزميلنا وزير الاعلام الحالي ان رفعها حين كان رئيساً لتحرير الزميلة 'العرب اليوم' وهي تتعلق في مسألتين: ان تلتزم الحكومة بدفع ثمن اعلاناتها في الصحف بسعر الاعلان في السوق ، وان توقف الضغوطات المباشرة وغير المباشرة على الصحف كي تلتزم بالخبر الرسمي للنشاط الحكومي لانه اذا ما خرجت صحيفة ما (والكلام للاستاذ العدوان) عن التقليد تلصق بالصحيفة تهمة عدم الانتماء.
باختصار ، نقف الى جانب اخواننا الذين 'بادروا' الى المطالبة باصلاح 'الاعلام' ، فهم يعبرون - بحق - عن استحقاقات تاريخية جاء وقت التذكير بها ، ورفع الاصوات من اجلها ، ذلك انه لا يمكن 'للاصلاح الحقيقي' ان يتحقق بعيداً عن 'بوابة' الاعلام.
(الدستور)