11-03-2011 09:47 PM
كل الاردن -
أثارت مشاهد السفن المنقلبة في وسط الأراضي الداخلية والمنازل التي جرفتها السيول والحشود المرتعبة الهاربة في الشوارع عقب الزلزال والتسونامي اللذين اكتسحا شمال شرق اليابان حالات من الذعر على ساحل المحيط الهادئ في الأرخبيل. وغمر نهر من الوحول المباني، فيما اندلعت النيران في منازل، في مشاهد للكارثة التقطتها مروحيات تابعة لمحطات التلفزة اليابانية في مقاطعة مياغي.
وقتل 337 شخصاً على الأقل في الزلزال بحسب ما أفادت به الشرطة اليابانية في حصيلة يمكن أن ترتفع، فيما عُدّ 531 شخصاً في عداد المفقودين، وأُصيب 627 آخرون بجروح.
من جهتها، توقعت وكالة أنباء كيودو أن تفوق الحصيلة ألف قتيل.
وذكرت تقارير الإعلام أنه عُثر على 200 إلى 300 جثة في بلدة سينداي التي ضربها الزلزال والتسونامي على ساحل المحيط الهادئ. وذكرت الشرطة أن 57 من القتلى عثر عليهم في مقاطعة ايواتي القريبة من مركز الزلزال، بينما قتل ثلاثة في طوكيو.
ودعت السلطات اليابانية ستة آلاف شخص يقيمون قرب مفاعل نووي في مقاطعة فوكوشيما (شمال شرق) إلى مغادرتها، وذلك بعد ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة. وطلب حاكم المنطقة إخلاء المقيمين في منطقة يبلغ قطرها ثلاثة كيلومترات حول مفاعل فوكوشيما.
وأكدت وكالة جيجي للأنباء أن مياه التبريد في المنشأة النووية قد تراجعت إلى مستوى مقلق، لكن شاحنة مجهزة بمعدات ملائمة لإعادة الوضع إلى طبيعته قد وصلت إلى المفاعل.
ولم يحصل أي تسرب إشعاعي، كما ذكرت وسائل الإعلام. وكانت وكالة كيودو اليابانية للأنباء قد أعلنت أن حريقاً اندلع في مبنى يضم توربيناً في مفاعل أوناغاوا النووي في مديرية مياغي.
وانهار سد في مقاطعة فوكوشيما شمال شرق اليابان، وجرفت مياهه العديد من المنازل، وذلك في أعقاب تسونامي اجتاح البلاد بعدما ضربها أقوى زلزال تشهده اليابان في تاريخها، بحسب ما أفادت به وكالة كيودو للأنباء. وانهار جدار مائي هائل يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار على سواحل المحيط الهادئ لجزيرة هونشو، فجرف منازل بكاملها وحوّل المرافئ إلى مناطق منكوبة.
وفي أماكن عدة اجتاح البحر الخنادق الوقائية، وتقدم أحياناً كيلومترات إلى داخل الأراضي، ما ذكر ببعض مشاهد تسونامي المحيط الهندي عام 2004.
وقال كين هوشي المسؤول في سلطات مرفأ إيشينوماكي في مقاطعة مياغي: «لم أرَ شيئاً من هذا القبيل قط»، موضحاً أن «المياه ارتفعت إلى المحطة» على بعد مئات الأمتار من الشاطئ.
وفي المزارع المحيطة اكتسحت السيول الحقول ولم تتوقف حتى وصولها إلى جانب طريق سريعة مرتفعة، فيما غرق مدرج مطار سينداي شمالاً في المياه.
وفي منطقة أوموري الواقعة إلى الشمال في جزيرة هونشو الرئيسية انجرفت خمسة مراكب مصممة للإبحار في البحار العليا، حيث انقلب بعضها بالكامل لعنف السيول، وانتهت في الشوارع التجارية للمدن السواحل.
ونحو طوكيو في محافظة إيباراكي، طاف عدد من المنازل الكبرى عبر قرية، فيما بدأت سيارات غارقة تطفو على وجه السيول.
وأدى الزلزال إلى تصدعات في الشوارع، ودمر مجاري الصرف الصحي والأنابيب، فيما سقطت الزجاجات وعلب المأكولات عن رفوف المتاجر الكبرى.
وفي أوج الزلزال، نزل نحو مليون شخص إلى الشارع من العاصمة طوكيو إلى القرى الساحلية الصغيرة مع انهيار جدران المباني وسطوحها.
وفي المدن الكبرى اندفع الموظفون إلى المحطات لمحاولة التوجه إلى منازلهم البعيدة في أغلب الأحوال، لكنهم اضطروا إلى الذهاب سيراً أو العودة إلى مكتبهم أو استئجار غرفة في فندق، بعد تعطل النقل العام في المناطق المنكوبة.
وتواترت الهزات الارتدادية بعد الزلزال الأساسي الأضخم في الأرخبيل لساعات متواصلة، سواء في طوكيو أو في الشمال الشرقي.
ومع حلول الليل بدأت قوات الجيش الياباني المنتشرة بحراً، براً وجواً حملة لمساعدة المنكوبين. وقال وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا إن الجيش الياباني أصبح مستعداً لإرسال 300 طائرة عسكرية و40 سفينة للمشاركة في عمليات إنقاذ منكوبي الزلزال والتسونامي.
(رويترز، أ ف ب)